- وشح الملك محمد السادس، بالوسام العلوي من درجة ضابط كبير، مالكوم هونلاين نائب الرئيس التنفيذي لمؤتمر رؤساء كبريات المنظمات اليهودية الأمريكية. وهذا أعلى وسام يحصل عليه كونلاين، من دولة رئيس عربية يرأس ملكها "لجنة القدس". ولمن لا يعرف الرجل والمنظمة التي يرأسها، فهو أحد أشد المدافعين عن المشروع الصهيوني بأمريكا وفي العالم، والمنظمة التي يرأسها تُعرَف عادةً باسم "مؤتمر الرؤساء"، وهي هيئة تمثيلية ل 37 منظمة يهودية أمريكية تمثل وجهة نظر مصالح إسرائيل في أمريكا والعالم، وتنشط داخل الأوساط السياسة الأمريكية من أجل تحقيق الأهداف الصهيونية، ويمكن اعتباره بمنزلة ذراع دبلوماسي للوبي الصهيوني الرسمي (حسب موسوعة اليهود واليهودية لعبد الوهاب المسيري). اللوبي الصهيوني وقضية الصحراء ويأتي توشيح كونلاين، على إثر ماتسرب من أخبار عن الدور الذي لعبته "لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية" المعروف إختصارا ب"إيباك" (AIPAC) في الدفاع عن موقف المغرب في قضية الصحراء أمام الإدارة الأمريكية التي تقدمت منتصف هذا العام بمبادرة لوسيع صلاحيات بعثة "الميبنورسو" لتشمل قضايا حقوق الانسان في الصحراء . وحسب موقع "مندوويس"، ففي أبريل من هذا العام ، بعث النائبان الجمهوريان ورئيسا لجنة طوم لانتوس لحقوق الإنسان Tom Lantos فرانك وولف Frank Wolf وجيم ماك كفورن Jim McGovern رسالة إلى وزير الخارجية جون كيري بخصوص انتهاكات حقوق الإنسان بالصحراء. وتحتوي هذه الرسالة على توصيات لدعم توسيع مراقبة حقوق الإنسان وتقرير آخر يخص مهمة "بعثة الأممالمتحدة لإجراء الاستفتاء في الصحراء الغربية" (مينورسو). وسبق لموقع "لكم. كوم"، أن نشر خبر زيارة وفد مغربي رفيع المستوى ضم شخصيات أمنية واستخباراتية بارزة لواشنطن للقاء لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية "ايباك". ولم يعلق أي مسؤول سواء من "ايباك" أو من الحكومة المغربية بخصوص مضمون هدا اللقاء لكن الشكوك ساورت خبراء في هذا المجال بالنظر إلى التوقيت فيما يتعلق بموضوع تلك المحادثات . وقد كتب مايك كوغان في موقع"مندوويس" عن ذلك اللقاء ما يلي: "في هذا السياق اخبرني ستيفان زونس Stephen Zunes الخبير المتميز في هذا المجال عبر البريد الإليكتروني بأن لقاء مسئولي الحكومة المغربية و "ايباك" بعد صدور رسالة لجنة طوم لانتوس لحقوق الإنسان Tom Lantos بأنه "لم يكن مفاجئا على الإطلاق لأن التوجه العام والمجموعات اليمينية الصهيونية كانت داعمة ومساندة للموقف المغربي منذ زمن". تلميع صورة المغرب ويضيف صاحب الموقع الأمريكي، وهو يهودي الديانة محللا العلاقات المغربية مع اللوبي الصهيوني في أمريكا: "وجود روابط متينة تجمع بين الحكومة المغربية وإسرائيل ، توحد مجهوداتهم المشتركة في واشنطن بخصوص تقويض عمل لجنة لانتوس لحقوق الإنسان قد اعتبرت تطورا جديدا. ويبدو أن اللقاء الحديث الذي دار بين المغاربة و"ايباك" يندرج ضمن الحملة الواسعة التي يقوم بها المغرب لتلميع صورته وتسويق الرواية القائلة بكون الشعب المغربي اختار "الإصلاح عوض الثورة" خلال الربيع العربي". ومع ذلك يضيف صاحب الموقع الأمريكي أن تقرير وزارة الخارجية الأمريكية لسنة 2012 جاء برواية مخالفة لما كان يسعى إليه المغاربة عندما أكد بأن "الإصلاحات الدستورية (في المغرب) أبقت السلط الأساسية في يد الملك بوصفه الحكم الأسمى بين مختلف القوى السياسية في المغرب" . كما أشار كذلك هذا التقرير الرسمي إلى تعاظم جرائم "التعذيب وانتهاكات قوى الأمن لكرامة السجناء والمعتقلين السياسيين وحرية التعبير والصحافة وتراجع حرية التجمع وتقييد حرية ممارسة الشعائر الدينية وغياب استقلالية الجهاز القضائي والتمييز ضد المرأة والاتجار بالبشر... " .