يعيش المعبر الحدودي بين المغرب ومدينة سبتةالمحتلة اكتظاظا كبيرا بسبب توافد الجالية المغربية، العائدة إلى بلدان الإقامة بدول الاتحاد الأوروبي، وسط ضعف إلى غياب الإجراءات المواكبة. أمس الخميس، عاشت العائلات المغربية معاناة حقيقية بسبب الطوابير الطويلة التي امتدت من الحاجز الحدودي وعبرت بوابة سبتة ووسط مدينة الفنيدق، على امتداد عدة كيلومترات. ورغم التحذيرات المتوالية والمطالب المتزايدة للسلطات المغربية للعمل على تنظيم العبور وتسهيل سفر الجالية، بسبب الأعداد الكبيرة التي ينتظر أن تمر عبر سبتة، إلا أن ذلك لم يلق آذانا صاغية. وعبرت الجالية المغربية عن استنكارها لهذه الظروف التي تجري فيها عملية العودة، حيث اضطروا للانتظار لساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة وفي غياب المرافق الضرورية وعلى رأسها المرافق الصحية. وأكدت مصادر إعلامية من مدينة سبتةالمحتلة أن الجالية المغربية اضطرت للانتظار لأزيد من نصف يوم على مدى كيلومترات عدة للمرور نحو الثغر المحتل. ووجدت مدينة الفنيدق الحدودية نفسها غارقة في فوضى الطوابير والسيارات التي تنتظر، في الوقت الذي اضطر فيه الكثيرون إلى قطع كيلومترات طويلة على الأقدام للوصول إلى الحاجز الحدودي، أو للعودة إلى المحلات واقتناء الماء والطعام، حيث لم يتم توزيع ولا قنينة ماء على الجالية. وتتفاقم معاناة العائلات التي تضم أطفالا صغارا وشيوخا كبارا، اضطروا بدورهم للمرور عبر هذه المعاناة، في غياب رعاية الصحية أو معلومات. وينتظر أن تزداد الأوضاع سوءا في الأيام المقبلة، حيث تشير المعطيات المرتبطة بحجوزات السفر عبر البواخر إلى أن أوج عودة الجالية المغربية سينطلق نهاية هذا الأسبوع إلى غاية الأسبوع الأول من شهر شتنبر المقبل. وفي هذا السياق تتعالى أصوات الجالية والنشطاء وسكان المنطقة الحدودية للسلطات المغربية من أجل التدخل وتنظيم العملية وتوفير الخدمات الضرورية للجالية التي أكد الخطاب الملكي الأخير على ضرورة العناية بها.