أثارت تصريحات رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أحمد الريسوني، أمس الإثنين، ردود فعل غاضبة في موريتانياوالجزائر. واعتبر الريسوني أن قضية الصحراء وموريتانيا صناعة استعمارية، وأن المغرب اعترف بموريتانيا وبالتالي فهي قد "تُركت للتاريخ ليقول كلمته في المستقبل". مشيرا إلى أنه "من الخطأ معالجة ملف الصحراء بمعزل عن شعب ال35 مليونا لو يدعوهم جلالة الملك (محمد السادس) إلى الجهاد سواء بالمال أو بالنفس لتنظيم مسيرة مثل المسيرة الخضراء نحو الصحراء المغربية وتندوف". ووصف الريسوني في لقاء مع موقع "بلانكا بريس"، الجارة الجنوبية ب"ما يسمى موريتانيا"، لافتا إلى أنه يحمل فكر علال الفاسي وموقفه من هذه القضية. كما أشار إلى أن المغاربة يحتجون بخصوص موقفهم من الصحراء "ببيعة أهلها للعرش الملكي المغربي"، مضيفا أن "علماء وأعيان ما يسمى بموريتانيا، بلاد شنقيط... بيعتهمم ثابتة"، وفق تعبيره. وأدان فريق الصداقة الموريتانية المغربية تصريحات " الريسوني"، معتبرة أنها مسيئة ل"موريتانيا". وجاء في بلاغ صادر اليوم الثلاثاء :"ونحن في فريق الصداقة إذ نستنكر تلك الإساءة البالغة لعلاقات البلدين وندينها بأقوى العبارات نطالب السيد الريسوني بالإعتذار للشعبين الشقيقين عن الإساءة لهما معا وللجهود الرسمية والشعبية الماضية بعلاقات الأشقاء الى ذروة الإيجابية و التعاون الثنائي والاقليمي". من جانبها، ردت حركة مجتمع السلم في الجزائر، على تصريحات الريسوني، قائلة في بيان أصدرته: "إنها تابعت بكل استغراب ودهشة الخرجة الإعلامية للدكتور أحمد الريسوني، والتي تحدث فيها عن استعداد الشعب والعلماء والدعاة في المغرب للجهاد بالمال والنفس والزحف بالملايين إلى تندوف الجزائرية". ووصفت الحركة ما قاله الريسوني ب"السقطة الخطيرة والمدوية من عالمٍ من علماء المسلمين، يفترض فيه الاحتكام إلى الموازين الشرعية والقيم الإسلامية، لا أن يدعو إلى الفتنة والاقتتال بين المسلمين، وفق ما سماه الجهاد بالمال والنفس". كما أعلنت عن تحفظها على "الشخص بعينه في استغلال منصبه في الهيئة العلمائية العالمية التي يترأسها، والتي يبدو أنه سيحوِّلها إلى ساحة للفتنة والاحتراب بين المسلمين"، وفق البيان. من جهته، أوضح الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، (مقره الدوحة) علي القره داغي، في بيان أمس الإثنين، موقف الاتحاد من تصريحات رئيسه أحمد الريسوني في مقابلة تلفزيونية، "إنه يمثله وحده ولا يمثل علماء المسلمين". وجاء في نص بيان القره داغي، "إن ما تفضل به فضيلة العلامة الريسوني في مقابلته التلفزيونية أو في غيرها، هذا رأيه الخاص قبل الرئاسة، وله الحق في أن يعبر عن رأيه الشخصي مع كامل الاحترام والتقدير له ولغيره، ولكنه ليس رأي الاتحاد". وأوضح أن "دستور الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ينص على أن الرأي الذي يسند إلى الاتحاد هو الرأي الذي يتم التوافق، والتوقيع عليه من الرئيس والأمين العام بعد المشورة، ثم يصدر باسم الاتحاد، وبناء على هذا المبدأ فإن المقابلات أو المقالات للرئيس، أو الأمين العام تعبر عن رأي قائلها فقط، ولا تعبر بالضرورة عن رأي الاتحاد".