عبر بيان صادر عن المعتقلين الإسلاميين بالسجون المغربية عن انزعاجهم لمضمون "الحكم" الذي أصدره الداعية المصري المقيم بلندن، هاني السباعي، في حق اثنين من اعضاء اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين ضد فتيحة المجاطي، الشهيرة ب"أم آدم". وانتقد البيان بشكل خاص دعوة هاني إلى حل اللجنة، لكونها بحسبه، "لا تخدم مصالح المسلمين". وهذا نص البيان كاملا كما توصل به الموقع: عذرا شيخنا ماهكذا توزن الامور,اردت ان تصلح السفينة فخرقتها ,انا لن اتكلم عن الحكم القضائي الذي خرجت به فهو مبلغ اجتهادك وانت ان شاء الله بين الاجر والاجرين ,كلامي معك شيخنا عن الامر الخامس الذي دعوت فيه الى اجهاض عمل اللجنة وهدر تضحياتها الجسيمة وعذرك انها غير مستامنة على قضايا المسلمين ,هذه اللجنة لعلمك شيخنا هاني نعرف افرادها في السجن قبل ان يخرجوا ليواصلوا عملهم السامي في الذب عن اخوانهم ونصرة قضاياهم عرفناهم في صدقهم عرفناهم في ثباتهم تكلموا اذ سكتنا وقاموا لنصرة اخوانهم لما قعدنا واوذوا في ابدانهم وصودرت حريتهم اذ سلمنا عرفناهم يصلون الليل بالنهار في عمل دؤوب ليكونوا في الحدث يغتنمون كل فرصة لرفع الظلم عن اخوانهم ,واظهار حقيقة معاناتهم للعالم اجمع, لايزايد احد على هذا ومع ذلك لانعتقد فيهم العصمة فهم بشر يصيبون ويخطئون وانما العبرة بكثرة المحاسن وهذا هو المنهج الشرعي السليم الذي يوزن به الاشخاص والجماعات ,ولا اعرف شيخنا كيف غاب عنك هذا الامر ,ثم مما استغرب له كيف انتقلت من الحكم في قضية شخصية تتعلق بادعاء الطعن في العرض الى التدخل في عمل مجموعة من الناس يعملون بكل تفان واخلاص لنصرة قضايا المعتقلين وعلى فرض خطا بعض اعضاء اللجنة اين انت من قوله سبحانه وتعالى :ولا تزر وازرة وزر اخرى ,وللاسف كيف غاب عنك هذا الامر كذلك,ثم ياشيخ الا تعلم ان في المغرب لاتوجد هيئة او منظمة حقوقية تدافع عن اخواننا الا هذه اللجنة المباركة التي كل افرادها معتقلين سابقين فباي حجة وباي برهان وتحت اي عذر تباد وتحارب اللجنة بسبب ان فلان او فلان او فلان اخطاوا في حق شخص ما ,من سيدافع عن اخواننا بعد الله اذا انتهت هذه اللجنة وبلدنا يعج بالمحاربين لدين الله ولاولياء الله من المعتقلين الاسلاميين ,انت لاتعرف مدى الفرحة والنشوة التي سيحس بها الجلادون واعداء الحرية وهم يسمعون خبر حل اللجنة او تفككها وتشرذمها ,نحن في ظلام دامس واللجة نور يضيئ هذا لظلام مهما اخطات اللجنة واقول هذا تنزلا مهما اخطات اللجنة فالسياسة الشرعية تقتضي منا في ظل هذا الواقع ان نحافظ على بصيص النور وسط امواج الظلام وحتى ابين لكم شيخنا هذا المعنى الذي استغرب كيف غاب عنكم اتركك مع شيخ الاسلام ابن تيمية ليوضح لك الامر : فَإِنَّهُ يَنْبَنِي عَلَى الْأَصْلِ الَّذِي قَدَّمْنَاهُ مِنْ أَنَّهُ قَدْ يَقْتَرِنُ بِالْحَسَنَاتِ سَيِّئَاتٌ إمَّا مَغْفُورَةٌ أَوْ غَيْرُ مَغْفُورَةٍ وَقَدْ يَتَعَذَّرُ أَوْ يَتَعَسَّرُ عَلَى السَّالِكِ سُلُوكُ الطَّرِيقِ الْمَشْرُوعَةِ الْمَحْضَةِ إلَّا بِنَوْعِ مِنْ الْمُحْدَثِ لِعَدَمِ الْقَائِمِ بِالطَّرِيقِ الْمَشْرُوعَةِ عِلْمًا وَعَمَلًا. فَإِذَا لَمْ يَحْصُلْ النُّورُ الصَّافِي بِأَنْ لَمْ يُوجَدْ إلَّا النُّورُ الَّذِي لَيْسَ بِصَافٍ. وَإِلَّا بَقِيَ الْإِنْسَانُ فِي الظُّلْمَةِ فَلَا يَنْبَغِي أَنْ يَعِيبَ الرَّجُلُ وَيَنْهَى عَنْ نُورٍ فِيهِ ظُلْمَةٌ. إلَّا إذَا حَصَلَ نُورٌ لَا ظُلْمَةَ فِيهِ وَإِلَّا فَكَمْ مِمَّنْ عَدَلَ عَنْ ذَلِكَ يَخْرُجُ عَنْ النُّورِ بِالْكُلِّيَّةِ إذَا خَرَجَ غَيْرُهُ عَنْ ذَلِكَ؛ لِمَا رَآهُ فِي طُرُقِ النَّاسِ مِنْ الظُّلْمَةِ.انتهى كلامه رحمه الله من مجموع الفتاوى ص 364 ,هذه بعض الملاحظات سطرتها ليعلم الشيخ اين يضع رجله مرة اخرى ,شكرا لك شيخنا اذا تقبلت كلامي وشكرا لك اذا لم تتقبله لن ننسى افضالك علينا وعلى ابناء هذا المنهج الطيب ,وفقنا الله واياك الى العمل لدينه ونصرة المستضعفين ,والسلام عليكم ورحمة الله وبركات.