وجهت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان رسالة مفتوحة لكل من رئيس الحكومة عزيز أخنوش، ووزير العدل عبد اللطيف وهبي، والمندوب العام لإدارة السجون محمد صالح التامك، من أجل التدخل لوضع حد للانتهاكات التي طالت الصحفيين المعتقلين تعسفيًا سليمان الريسوني وعمر الراضي وتوفيق بوعشرين. وأكدت الجمعية في ذات الرسالة، أنها تتابع بقلق كبير الانتهاكات التي طالت كلّ من الصحفيين المعتقلين تعسفيًا سليمان الريسوني وعمر الراضي وتوفيق بوعشرين أثناء ترحيلهم نحو بعض السجون، في انتهاك صارخ للقانون والدستور ولقواعد الأممالمتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء. وأشارت الجمعية أن آخر هذه الانتهاكات إقدام إدارة سجن "عكاشة" على ترحيل معتقل الرأي الصحفي سليمان الريسوني لسجن "عين برجة"، حيث أقدمت على تمزيق كتبه ومصادرة أوراقه ومذكراته ومشروع روايته. وشددت الجمعية أن هذا الأمر يعد مسًا خطيرًا بحقوق معتقلي الرأي، وتراجعًا غير مسبوقا عن المكتسبات المشروعة للمعتقلين السياسيين منذ ما سُميَّ ب "سنوات الجمر والرصاص"، خاصة عندما عمدت إدارة السجن عدم إخبار عائلة الريسوني بالترحيل إلّا بعد مرور 48 ساعة، ما خلق نوعًا من الخوف لدى عائلة وأصدقاءه. وأضافت أنه في السياق نفسه، قامت إدارة "عُكاشة" بترحيل معتقل الرأي الصحفي عمر الراضي بشكل سري وبدون إخبار عائلته من سجن "عكاشة" إلى سجن "تيفلت" الذي يبعد عن مقر المركز الطبي الذي يعالج فيه وعن سكن عائلته بحوالي 130 كلم. وسجلت أنّ الراضي يعاني من مرض مزمن يتطلّب تتبعًا طبيًا بشكل دوري ومستمر، حيث كان يتم تنقيله لمستشفى ابن رشد الجامعي الذي يتواجد بمقربة سجن "عكاشة" كلّما ساءت صحته، وهو الذي لم يصبح متاحًا الآن بعد تنقيله إلى سجن "تيفلت"، الأمر الذي يشكّل تهديدًا لصحته المتأثرة بظروف السجن إلى جانب الأمراض المزمنة التي يعاني منها. ولفتت إلى أن إدارة السجن صادرت أيضا كما فعلت مع سليمان الريسوني، كُتب ومذكرات الراضي، وكذلك الرسائل والبطاقات التي كان يتوصل بها. وذكرت الجمعية أن الصحفي توفيق بوعشرين تعرض أيضا إلى نفس الممارسات من لدن إدارة السجن، حيث تمّ تنقيله ضدًا على رغبته من سجن "عين برجة" إلى سجن "العرجات" بسلا، وتمّ حرمانه من بعض المكتسبات التي حققها في سجن "عين البرجة"، وهو الذي يعاني من عدة أمراض مزمنة كداء السكري، وصرّح بوعشرين مؤخرًا أنّه يعيش "وسط مأساة"، وأنّه "لم يعد يخاف من الموت"، في إشارة إلى ظروف سجنه القاسية. وطالبت أكبر جمعية حقوقية في المغرب بالتدخل الفوري والعاجل لوضع حد لمعاناة الصحفيين الثلاثة ومعاناة أسرهم، مجددة المطالبة بإطلاق سراحهم وسراح كلّ المعتقلين السياسيين بالمغرب.