فاطمة شكيب- البهاليل، بلدة صغيرة تبعد بخمس كيلومترات عن منطقة صفرو، ويستقر سكانها على مرتفعات جبلية متوسطة العلو، ينتشر فيها أزيد من 100 كهف، تتداخل في تناغم عشوائي مع منازل متراصة بعضها فوق بعض. يحكي كمال المريني، فاعل سياسي وحقوقي بالمنطقة، أن البهاليل كانت في تاريخ قديم عبارة عن كهوف، ومع ضيق ذات اليد كان الناس، في أغلبهم، يسكنونها، ومع تحسن الأوضاع هجرت وبنيت عليها منازل، ولا تزال معظم العائلات تحتفظ بهذه الكهوف وتستعملها لتخزين مواد وآليات تستعمل في الحياة اليومية للسكان. وتبلغ ساكنة "البهاليل" حوالي 25 ألف نسمة، وتنبسط على 1.050 هكتار. وتكاد البلدة لا تعرف إلا بكهوفها التي تتخذ مساكن لعائلاتها المعوزة، حيث أن أغلب البهلوليات (نسبة إلى نساء البهاليل) يعتمد على صناعة "العقاد"، لتوفير مدخول لأسرهن. مقالع الرمال المجاورة للبلدة، الوحيدة التي يمكنها أن تساهم في رفع جزء من التهميش الذي تعانيه البلدة، لكنها لا تستفيد من مداخيلها، نظرا لكونها ألحقت بنفوذ تراب جماعة أخرى محاذية للبهاليل. ويقول المريني، إن الكهوف قديمة في المنطقة، حيث اعتمدت كمساكن في مرحلة الاستعمار، كما اتخذت كملاجئ للمقاومين خلال هذه الفترة، وفي مرحلة الاستقلال، بدأت السكان يتخلون تدريجيا عن استغلال الكهوف كمساكن وشيدت منازل سكنية بمحاذاتها، تارة، وفوقها تارة أخرى، واحتفظ بالكهوف كمخزن للتجهيزات الفلاحية أو للحيوانات. سكان الكهوف بالبهاليل، ينسجمون بشكل بسيط وعفوي مع حياتهم، إذ حافظ بعضهم على طبيعة الكهف الحجرية كما ورثه أو اشتراه وجعله مزارا سياحيا، فيما أدخل البعض الآخر على كهفه تعديلات، وهي في الغالب أسوار إسمنتية وبعض النوافذ، وجعله مسكنا لعائلته، وفي المنطقة أيضا كهوف تركها أصحابها وهاجروا خارج المدينة ومع ذلك يحتفظون بملكيتها. موقع "لكم.كوم"، قام بزيارة ميدانية للمنطقة، وتعرف على تفاصيل الحياة بها عن قرب، واستقى شهادات سكان لايزالون يسكنون الكهوف، وأنجز ربورتاجا مصورا يكشف واقع السكان وحقيقة السكن.