على بعد خمسة كيلومترات من مدينة صفرو توجد بلدة البهاليل، التي تعيش حوالي 100 من عائلاتها المعوزة في الكهوف. وبينما يتحدث البعض عن برنامج سبق لوزارة الإسكان أن أعدته من أجل «القضاء» على هذه الكهوف، فإن الساكنة المعنية، التي يبلغ تعدادها 25 ألف نسمة، لم يسبق لها أن علمت بوجود أي مشروع من هذا النوع. يعيش سكان البهاليل في فقر، يصفه الحقوقيون بالمدقع، موضحين أن النساء يشتغلن على صنع بعض الحلي وبيعها، فيما الرجال يعانون من البطالة بعدما سدت الضيعات الفلاحية المحيطة بالمنطقة أبوابها بسبب الجفاف. ويضطر أغلب هؤلاء إلى الهجرة إلى المدن المجاورة، بحثا عن فرص الشغل في مجالي الفلاحة والبناء. أما فئات واسعة من الشباب فلا تجد أي متنفس أمامها إلا تعاطي المخدرات بغرض نسيان الواقع. ويؤكد أبناء المنطقة أن كهوف البهاليل قديمة، تم استعمالها كمساكن في فترات سابقة، وفي مرحلة الاستعمار اتخذها المقاومون كملاجئ. وفي مرحلة الاستقلال، بدأت الساكنة تتخلى تدريجيا عن الإقامة في الكهوف، وشيدت منازل بمحاذاتها أو فوقها، مع الاحتفاظ بالكهوف كمخبأ للتجهيزات الفلاحية أو لإيواء المواشي. ووفقا لمعلومات أفاد بها أبناء المنطقة، فإن ما يقرب من 10 عائلات من البهاليل فقط هي من لا يزال يسكن هذه الكهوف، في حين جاءت عائلات من ضواحي البلدة للإقامة بهذه «المساكن» التي تتراوح سومة كرائها ما بين 75 و100 درهم للشهر، يدفعها معوزون قد لا يتجاوز دخلهم الشهري 400 درهم في أحسن الأحوال. ولعل هذا الوضع الاجتماعي المتردي هو ما جعل «انتفاضة صفرو» تنطلق من هذه البلدة في 23 شتنبر الماضي، احتجاجا على غلاء الأسعار، حيث إن أغلب شبان البلدة شاركوا في الأحداث للتعبير عن تذمرهم من تدني الوضع بالمنطقة ومن غياب أي فرص للشغل تحفظ كرامتهم وتنقذهم من الفقر والبطالة. أنظر التفاصيل في صفحة روبورطاج.