أعلن المغرب وألمانيا الخميس، اتفاقهما على بلورة رؤية مشتركة خلال أسابيع مقبلة؛ لتفعيل التعاون التنموي في السنوات القادمة. جاء ذلك في بيان مشترك عقب مباحثات عبر الفيديو كونفرانس، جمعت وزير الخارجية ناصر بوريطة، بوزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية، سفينيا شولتسه. وقال البيان "خلال الأسابيع المقبلة، ستتم بلورة رؤية مشتركة للأولويات والإمكانيات المناسبة من أجل تفعيل التعاون التنموي خلال السنوات القادمة، بهدف تعميق الحوار والتعاون". وأضاف أن هذه الرؤية المشتركة تهدف إلى المساهمة في "توحيد الجهود الرامية إلى التغلب على التحديات الإقليمية والعالمية المستقبلية". وأكد البيان "دعم ألمانيا الإصلاحات التي قامت بها المملكة المغربية على مدى العقدين الماضيين، وهو ما ساهم في إحراز تقدم كبير في الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بقيادة الملك محمد السادس". وأشاد الوزيران ب"الإمكانات الكبيرة" للعلاقات بين المغرب وألمانيا، مؤكدين "الإرادة المشتركة لإعطائها دفعة إضافية على مستوى تحديات ومتطلبات الانتعاش لمرحلة ما بعد جائحة كورونا". كما رحب الوزيران ب"التعاون التنموي الألماني الذي يطمح أكثر من أي وقت مضى، إلى دعم الانتقال نحو الطاقات المتجددة في المغرب". وأشادا ب"الإمكانات الكبيرة للتعاون التنموي بين المغرب وألمانيا، وذلك ضمن نطاق التعاون في القطاعات المُستقبلية، من قبيل تطوير اقتصاد الهيدروجين الأخضر". وسجل البيان أن التعاون التنموي الألماني يساهم في تعزيز الشراكة "الاستراتيجية والمتعددة الأبعاد والمتميزة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب". ومطلع مارس 2021، أفاد المغرب بقطع علاقاته مع السفارة الألمانية بالرباط، جراء "خلافات عميقة تهم قضايا مصيرية (لم يوضحها آنذاك). ثم استدعى المغرب في 6 ماي الماضي، سفيرته لدى برلين، زهور العلوي، للتشاور بسبب ما قال إنه موقف ألمانيا "السلبي" تجاه قضية الصحراء، و"محاولة استبعاد الرباط من الاجتماعات الإقليمية حول ليبيا". لكن العلاقات بينهما تشهد انفراجاً منذ نحو شهرين، فقد وجّه الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير رسالة إلى الملك المغربي مطلع يناير الماضي، اعتبر فيها أن مقترح الحكم الذاتي الذي يتشبث به المغرب كحل لملف الصحراء "أساس جيد" للتوصل إلى اتفاق لهذا النزاع، وهو ما رحبت به الرباط.