شهدت الدارالبيضاء فيضانات غير مسبوقة. وراء هذه الفيضانات التي كبدت السكان ملايين الدراهم وأدخلت المدينة في ظلام دامس، مسؤولون لم يفوا بالتزاماتهم. كادت الدارالبيضاء أن تتحول إلى دمار وخراب لو استمرت التساقطات المطرية ليوم الاثنين لنفس القوة لساعات أخرى. هذا ما أعلنه عضو مجلس مدينة الدارالبيضاء مصطفى رهين ل"لكم". كيف؟ ذلك أن الأمطار الاستثنائية التي شهدتها الدارالبيضاء وبلغت 178 ملتمرا، أدت إلى عودة المياه إلى وادي بوسكورة في شرق المدينة، وهو الوادي الذي لم يشهد فيضانا منذ تسعين سنة. هذا الوادي، مثل جميع الوديان، تعرف على مساره، "طريق الجديدة" و"غاندي" و"سوق درب غلف" ثم الوصول إلى البحر، لحسن حظ البيضاويين، لم يشهد الوادي فيضانا، وإلا كان أخذ معه جميع ما يصادفه في الأحياء المذكورة. السماء تنقد الدارالبيضاء كان من الممكن تدارك وقوع فيضان في الدارالبيضاء لو أنجز مشروع قناة وادي بوسكورة وبناء أحواض تجميع المطر في مائة نقطة خطيرة وإنجاز قناة الساحل الشرقي، يقول مصطفى رهين، هذه المشاريع التي تتوخى تجنيب الدارالبيضاء من الفيضانات، كانت قد عرضت على الملك وتمت الموافقة عليها، قبل سبع سنوات خلت، واعتبرت من الأولويات التي يجب إنجازها قبل 2013، وكان تقييم إنجاز الأحواض لحماية المدينة من الفيضانات، حسب عبد الرحيم أريري، مدير نشر "الوطن الآن" والخبير في الشأن المحلي بالدارالبيضاء، حدد في ملياري درهم. ويحمل عضو مجلس المدينة رهين المسؤولية لشركة "ليديك"، المشرفة على تدبير الماء والكهرباء بالدارالبيضاء، لأنها لم تنجز المشروع التي تعهدت به، في يؤكد أريري أن المنتخبين هم من يتحمل المسؤولية لأنهم "رفضوا برمجة الاعتمادات اللازمة واقتناء العقارات المطلوبة لإنجاز أحواض تجميع مياه الأمطار" وبرر المنتخبون هذا الرفض، حسب أريري، بكون ليديك فيها "الشفارة". محاكمة "ليديك" يطالب مصطفى رهين بمحاكمة "ليديك"، ويقول أن هذه الشركة الفرنسية (الشركة الأم لا ليونيز دي زو) تحظى بحماية كبيرة من قبل جهات لم يسمها، وقال "شخصيا أطالب برفع دعوة قضائية ضد الشركة، لأنها تسببت في إزهاق أرواح بيضاويين وفي وقوع خسائر كبيرة جدا في المدينة"، وأضاف أن الخسائر قدمت في مقاطعة سباتة فقط بثلاثة ملايير. وتوقع أن تفوق الخسائر المادية في مدينة الدارالبيضاء مائة مليار، هذا دون احتساب الخسائر الناجمة عن توقف الحركة في اليومين الأخيرين في قلب المغرب الاقتصادي والصناعي والتجاري. وأوضح رهين أن استفادة الشركة الفرنسية من تدبير الماء والكهرباء في الدارالبيضاء سنة 1997 تم وقف دفتر تحملات تلتزم فيه الشركة بإعادة البنية التحتية، خاصة مجاري المياه، لكن الشركة، يضيف، لم تلتزم بتعهداتها، وذكر بأن المجاري الحالية كانت أعدتها شركة "لاراد" (شركة تابعة للدولة كانت مكلفة بتدبير الماء والكهرباء في الدارالبيضاء) في مدينة لا يتجاوز عدد سكانها 600 ألف نسمة، والحال أن الدارالبيضاء حاليا تتجاوز خمسة ملايين نسمة. المستشار الجماعي أكد أن المسؤولية تقع على عاتق مجلس المدينة، كذلك، وأوضح أنه، عضو في هذا المجلس، يشعر ب"الحكرة"، وختم قائلا "كنحس بالحكرة من أفعال هاد الناس (في إشارة إلى "ليديك") اللي كيدخلوا حتى فرسم الخارطة السياسية للمدينة". هذا كلام كبير. هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.