لم يستطع ضيوف برنامج ''مباشرة معكم'' بالقناة الثانية، الذي تطرق في حلقة الأخيرة لمناقشة موضوع ''تدبير آثار الفيضانات'' الوصول إلى الأطراف المسؤولة عن تدبير الخسائر التي خلفتها الفيضانات الناجمة عن الأمطار الأخيرة التي عرفتها مدينة الدارالبيضاء يوم 30 دجنبر الماضي، و حاول الضيوف الذين يمثلون المؤسسات العمومية والمنتخبة تكريس فكرة أن ما وقع بالدار الييضاء كان كارثة طبيعية بمواصفات استثنائية، حيث وصف محمد ساجد عمدة الدارالبيضاء ورئيس مجلس المدينة، الأمطار الأخيرة التي شهدتها مدينة الدارالبيضاء بالاستثنائية، مشيرا إلى أن جميع الإمكانيات والوسائل التي رصدت لمواجهة الفيضانات عقب الإطلاع على الإنذار الصادر عن الأرصاد الجوية، لم تستطع الحد من الكارثة التي كانت تفوق حجم تلك الإمكانيات، قائلا ''لم نتمكن من مواجهة سيل التساقطات الغزيرة لأن الدارالبيضاء عاشت حالة استثنائية وكارثة طبيعية حقيقية، وواجهت أمطارا غير مسبوقة (200 ملم في بضع ساعات )، وعمت الدارالبيضاء بكاملها، ولم تستثن حيا واحدا، ومست أضرارها جميع شرائح المجتمع. مؤكدا أن التدخل استهدف بالدرجة الأولى أرواح المواطنين.ومن جانب آخر، أرجع ساجد فشل مشروع حماية البيضاء من مياه واد بوسكورة، إلى إشكالية تمويل المشروع.وفي السياق ذاته، اعتبر عمدة الدارالبيضاء، أن ما أسماه بالتطور العمراني الذي عرفته المدينة، نجم عنه ضغط وتوسع كبيرين لم ترافقه التجهيزات الأساسية التي يتعين أن تتوفر في مدينة بحجم الدارالبيضاء، محملا المسؤولية في ذلك ضمنيا إلى السياسات السابقة (40 سنة). وتهرب ساجد (الذي أحرجه ''موسى سراج الدين رئيس جمعية المبادرة من أجل البيضاء بتدخلاته الموثقة لحجم الكارثة بالصور والأرقام)، من الإجابة عن تقييمه لمستوى تدخل شركة ليديك أثناء الكارثة، مكتفيا بالقول بأن هناك ثغرات ونقص و''نحن في نقاش مستمر لإلزام شركة (ليدك) باحترام التزاماتها''، واصفا ملف ''ليديك'' بالموضوع الساخن في المجلس. ومن جانبه، وصف الكولونيل محمد بنزيان عن اللجنة الوطنية للوقاية والتنسيق (وزارة الداخلية )، ما وقع بالدار اليضاء بالكارثة الطبيعية، مشيرا إلى أن التدخلات في مثل هاته الكوارث تتجه أساسا لحماية الأرواح البشرية موضحا أن مركز الوقاية المدنية توصل ليلة وقوع تلك الكارثة الطبيعية بالدارالبيضاء ب20 ألف مكالمة، وبدار بوعزة ب7000 مكالمة، مضيفا أنه في مثل هذه الظروف يتم تحديد لائحة تراعي الأولويات (المستشفيات، السجون، والمنشآت الاستراتيجية). ومن جهته، قال مراد الصقلي رئيس جمعية الصناعيين بحد السوالم إن هذه الأمطار كانت فعلا استثنائية، لكن هناك مشاكل بنيوية تتمثل على الخصوص في هشاشة البنية التحتية، حد السوالم كنموذج. وحصر الصقلي الخسائر في 10 مصانع، موضحا أنها لم تعمل لحد اليوم، حيث ما زالت تتخلص من آثار الفيضانات التي كبدتها خسائر مالية مهمة، سيعلنون أرقامها قريبا، وحمل الصقلي، الخسائر التي لحقت تلك المصانع إلى هشاشة البنية التحتية للمناطق الصناعية، وضعف وسائل التدخل بالنسبة لمصالح الوقاية المدنية، وقلة مواردها البشرية وضعف تكوينهم. وشدد المتحدث نفسه على ضرورة إعادة تأهيل تلك المناطق بشكل يستجيب لمثل هاته الكوارث، ويساعد في جلب الاستثمارات الأجنبية. وأكد بشكل خاص على أهمية إعادة تأهيل المناطق الصناعية خاصة وأن المغرب له سياسة طموحة في جلب الاستثمارات. وفي سياق متصل، أكد كريم غلاب وزير التجهيز والنقل أول أمس الأربعاء أن الاعتمادات المرصودة لغاية شهر نونبر ,2010 لإصلاح أضرار الفيضانات التي بلغت حسب التقييم الأولي للخسائر ب450 مليون درهم، ما يناهز 1 ,386 مليار درهم تندرج ضمن ميزانيتي 2008 / 2009 و2009 / .2010 وأوضح غلاب في معرض رده على سؤال شفهي بمجلس النواب حول (إحداث برنامج استعجالي لإصلاح الطرق والمسالك المتضررة من التساقطات المطرية) أنه إلى غاية متم شهر نونبر الماضي، تم الانتهاء من 131 عملية إصلاح، وتجديد مقاطع ومنشآت متضررة بغلاف مالي قدره 475 مليون درهم.وقال إن هذه الأضرار مست 29 إقليما وعمالة تنتمي إلى 12 جهة، ونجم عنها انقطاع حركة السير ب 121 مقطعا طرقيا.