بعدما أرغى وأزبد النظام الجزائري عبر وسائل الإعلام في إنجاح القمة العربية على أرضه التي تم إلغاؤها في الفترة الراهنة وتأجيلها لموعد غير محدد، وقد تقدم النظام الجزائري في فترات سابقة بعدة وعود إعلامية بغاية إبراز حسن النية التي سرعان ما تبخرت في جعل هذه القمة بحضور كافة رؤساء وملوك العرب دون حضور المغرب لمعالجة مختلف الأزمات التي تعاني منها بعض الدول العربية ، قمة مؤجلة بعدما توضحت نوايا النظام الجزائري المستبد والداعم للميليشيات المسلحة والهادفة بسياساتها الدبلوماسية العقيمة إلى تشتيت الدول العربية وليس تجميع قواها من أجل معالجة مختلف الأزمات والارتقاء بحياة التعاون بين بلدانها. بتأجيل القمة العربية تكون الجزائر قد دقت آخر مسمار في نعشها الدبلوماسي ولا سيما بعد هذه الحرب العدائية العشواء التي تشنها على المغرب في سيرورة تاريخية هدفها خلق زعزعة الاستقرار بالمنطقة وباتت – الجزائر- دولة معزولة عن الدول العربية بعد تأجيجها لبعض النعرات والنزعات في بعض العلاقات الدبلوماسية الجزائرية مع بعض الدول. مقاطعة الدول العربية لهذه القمة هي الضربة القاضية لكابرانات الجزائر ولنظامها المستبد الأجوف وبخاصة بعد اعتراف مجموعة من الدول العربية وبالأغلبية الساحقة عن مغربية الصحراء وأن كل نزاع مفتعل هو من صميم السياسة الدكتاتورية للسلطة الجزائرية التي تحارب السلم وتدعم كل ما من شأنه أن يرمي المنطقة إلى بؤر التوتر الدبلوماسي ومن خلال دعمها لميليشيات مرتزقة البوليساريو وخلق انتعاشة اقتصادية معزولة ومحدودة على حساب المساعدات الدولية والإنسانية لمخيمات الذل تندوف. تبخرت وعود الجزائر في إرجاع سوريا إلى حضيرة الجامعة العربية وهو ضرب من ضروب الخيال بعدما أجمعت كل دول القمة على إبعادها لما سببه النظام السوري من مجازر في حق الإنسانية وتهجير الآلاف من مواطنيها وتفقيرهم وتجريدهم من مختلف الحقوق الإنسانية وغيرها من الوعود الرنانة التي باتت في عداد المفقود لدى النظام الجزائري الذي يقتات اليوم على زرع الفتنة وخلق العداءات بين دول عربية تحتاج الدعم والتئام الجرح ولما تعيشه من أزمات اقتصادية واجتماعية وأمنية. إذن، ماذا تريد الجزائر من الحوثيين؟ ومن ليبيا التي عاشت حروبا أهلية وتقسيما قبليا والتي بادر المغرب إلى تجميع لحمة قواها السياسية من أجل خلق مصالحة داخلية كما تشهد منطقة الصخيرات المغربية على هذا الحدث التاريخي ولماذا تحشر الجزائر أنفها في ليبيا بغاية استمرار التوتر بين فصائلها السياسية ؟ ماذا تريد الجزائر من خلال سياسة الكابرانات ونظامها القائم والحاكم من تحقيق هذا الشتات العربي؟ اليوم تشهد كل الدول الأعضاء في الجامعة العربية على خبث النظرية السلطوية والدكتاتورية للنظام الجزائري وارتباطها بانفصام الهوية العربية وخروجها عن سرب السلام والتعاون المنشودين الذين يريدهما الجميع اليوم، وتوضحت الرؤيا وأزيحت الغشاوة لتتوضح حقيقة النظام العسكري الجزائري الهادف إلى التفرقة لا إلى التجميع كما تردده وسائل إعلامه الباهتة والموجهة. وأنها دولة هشة داخليا وغير مستقرة أمنيا ولا يمكن لأي من أعضاء القمة السماح بتنظيم هذه القمة في أرض ملغومة بالخبث الدبلوماسي والمناهض للسلام والاستقرار الإنساني. بعد حربها الإعلامية العشوائية على المغرب هاهي الجزائر اليوم تتلقى الضربة القاضية من طرف أشقاءنا العرب وهي الضربة التي يمكن تشبيهها بالضربة القاضية التي انتصر فيها محمد علي كلاي في المباراة التاريخية التي جمعته ببطل العالم سوني ليستون في "ميامي بيتش".