- أقدمت سرية الدرك الملكي بالجديدة يوم الاثنين 20 ماي على اعتقال مدرس من داخل حرم إعدادية الرشاد بمنطقة أولاد حمدان بإقليم الجديدة، وذلك بناء على شكاية تتهمه ب "الالحاد". وعلم الموقع من مصادر حقوقية بالمنطقة أن المدرس نقل في حالة اعتقال إلى سرية الدرك الملكي بالجديدة ليباشر التحقيق معه ولم يفرج عنه إلا في ساعة متأخرة من الليل بعد الضغط الذي مارسته فعاليات من المجتمع المدني احتجت أمام سرية الدرك إلى أن أفرج عنه وطلب منه العودة بعد ظهر اليوم إلى سرية الدرك لاستكمال التحقيق معه. وحسب إفادة المدرس زكريا اجنيخات، كما حكاها لموقع "لكم. كوم"، فقد فوجئ يوم الاثنين بدركيين صحبة شخصين ملتحيين يقتحمون المؤسسة التي يشتغل فيها كمدرس للغة العربية، وذلك في غياب مدير المؤسسة، وبناء على توجيهات الشخصين الملتحيين تم استدعاء أربع تلميذات قاصرات وإخضاعهن للاستنطاق أمام الدركيين بقاعة الأساتذة. ونقل المدرس أنه احتج على استنطاق التلميذات داخل المؤسسة من قبل أشخاص غرباء وفي غياب مدير المؤسسة، وبعدها تحول الاستنطاق نحوه، لكنه رفض أن يستنطق داخل مؤسسته، حسب قوله، وبعد اتصال هاتفي بين الدركيين وقيادتهم صدرت لهما الأوامر لنقله إلى مقر سرية الدرك بالجديدة. وأضاف اجنيخات في شهادته أنه وجد نفسه في حالة اعتقال وطلب منه توقيع الأمر بوضعه تحت الحراسة النظرية لمدة 48 ساعة بعد أن حرر له محضر قال إنه نفى فيه كل الاتهامات الموجهة له. وبعد ذلك أدخل زنزانة ظل فيها إلى حدود منتصف الليل ليطلق سراحه ويطلب منه العودة مجددا لاستكمال التحقيق معه بعد ظهر يوم الثلاثاء. وبالنسبة لخلفيات اعتقاله يقول اجنيخات إن الأمر يتعلق ب "إشاعات مغرضة" كان يروجها عنه زميل له ينتمي إلى إحدى الجماعات الإسلامية في المغرب، وذلك عندما كان يدرس بسيدي بنور، وعندما انتقل إلى التدريس بمؤسسته الجديدة بمنطقة أولاد حمدان ابتداء من سبتمبر الماضي وجد أن نفس "الإشاعة" عن "إلحاده" سبقته. وأضاف اجنيخات أن زميلة له تدرس التربية الإسلامية واجهته بنفس التهمة أثناء اجتماع لأطر مؤسسته الجديدة. واتهم اجنيخات شخصا وصفه بالغريب عن المؤسسة "انتحل" صفة رئيس "جمعية أولياء التلاميذ" بها، لأنه حسب زعم اجنيخات ليس مدرسا بها وليس له بها أي إبن يدرس وإنما طلب وكالة ولي أحد تلامذة المدرسة ليرأس "جمعية أولياء التلاميذ" التي لم يحضر جمعها العام سوى 19 ولي تمليذة وتلميذ في حين أن عدد تلامذة المدرسة يقدرون ب 700 تلميذة وتلميذ. ويضيف اجنيخات، أن رئيس الجمعية المفترض التي تربطه علاقة مع شخص آخر لا يخفي تعاطفه مع جماعة سلفية تنشط بالمنطقة حرضا عشرة من أولياء التلاميذ لكتابة شكاية وجهوها إلى النيابة العامة وإلى الدرك الملكي وإلى مديرية ونيابة التعليم يتهمونه فيها ب "الإلحاد". وحسب اجنيخات فإن الشكاية تضمنت اتهامات من قبيل "التشكيك في صحة القرآن، تحليل الخمر، الدعوة إلى التبرج ، وإنكار وجود الله...". وأكد اجنيخات في اتصاله مع الموقع أنه ينفي جملة وتفصيلا كل هذه التهم، التي قال إنه "مغرضة تستهدف المساس بشخصه وبمواقفه كرئيس لنادي التربية على المواطنة وحقوق الإنسان بالمنطقة". إلى ذلك قال عبد السلام العسال، نائب الكاتبة الإقليمية للجامعة الوطنية للتعليم، التوجه الديمقراطي، إنهم كنقابة ونسيج مجتمعي يضم نقابيين وحقوقيين وأطر تدريس من داخل نفس المؤسسة ومن مؤسسات أخرى، هم من نظموا وقفة احتجاجية أمام سرية الدرك الملكي للإفراج عن زميلهم، وقال بأنهم سيعاودون احتجاجهم بعد ظهر اليوم عند استئناف التحقيق مع المعني بالأمر. وقال العسال إنهم شكلوا وفدا وتقدموا بشكاوى إلى نائب التعليم ومدير نيابة التعليم بالإقليم للاحتجاج ضد اقتحام غرباء لحرمة مؤسسة تعليمية، ولاستنكار ما وصفه ب "اختطاف" مدرس من داخل فصل دراسته وأمام تلامذته بناء على "شكاية كيدية". وأضاف العسال أنهم في كل لقاءاتهم مع مسؤولي التعليم والسلطة في المنطقة حملوهم مسؤولية الحفاظ على سلامة زميلهم، مع مواصلتهم الاحتجاج إلى أن تنتهي حالة استنطاقه.