مقابلة - أستريد دير(35 سنة) باحثة ألمانية متخصصة في الجغرافيا، جالت الكثير من بلدان العالم، ثلاثين دولة في أفريقيا وحدها...بلد وسحر المغرب بات لا يفارقها، تزور مراكش على الأقل مرة في السنة، المدينة تحمل موازاة أيضا لقب "جوهرة الجنوب"..لماذا؟ في هذه المقابلة مع مجلة "شبيغل أونلاين" تكشف أستريد بعضا من الخيوط حول المدينة الحمراء.. - سيدة أستريد دير، كيف يبدأ المرء يوما جيدا في المغرب؟ أن يتناول عصير ليمون يتم تحضيره على الفور، ثمنه تقريبا "خمسون سنت" في "مقهى التوابل" في الرحبة القديمة، ساحة صغيرة في قلب المدينة العتيقة، حيث تعرض على البيع شتى أنواع التوابل والعقاقير والأعشاب والأدوية العجيبة.. - وأي وجهة حين يرغب المرء في "الشوبينغ"؟ طبعا إلى الأسواق في شمال وجنوب الساحة المركزية "جامع الفنا"، هناك يمكن اقتناء مصابيح وزرابي وسيراميك وأشياء أخرى، غير أن ذلك يتطلب مهارة كبيرة في التفاوض في حضرة التجار الشاطرين.. - ماذا تقول القاعدة العامة؟ أن تقلص السعر الأول إلى النصف على الأقل تقريبا..من يرغب فورا في اقتناء مستلزات "سانتير" جملة واحدة، أو كمية كبيرة من قطع فنية يدوية يذهب إلى الحي الصناعي "سيدي غانم".. - كيف يمكن التصرف اتجاه البائعين الطفيليين؟ أن يحتفظ المرء برزانته وهدوئه، يستحسن أن يشير في لطف بعبارة "شكرا" ويتابع سيره ببساطة، من يرد في انفعال أو تعصب على عروض البيع هاته يمكن أن ينتظر التصرف ذاته من البائع.. الحديث مع التجار الحرفيين يدخل بهذا في صلب الثقافة الشرقية، على المرء ألا يفسد عليه بهذا متعة التجول في المدينة، على العكس فمن خلال دعابة صغيرة يتحول الموقف إلى ضحكات في الجانبين.. - وحين يشبع المرء فضوله من الأسواق؟ ماذا لو يقوم بنزهة في حدائق مراكش؟ في حديقة "ماجوريل" تنمو أنواع خارقة من صبار ونخيل ونباتات استوائية بين أروقة مضيئة في طلاء أزرق وأحواض سلاحف.. بيد أن المكان يعرف زحمة السياح بعض الشئ.. في حدائق أكدال يتنزه المرء خلاف ذلك شيئا ما تقريبا وحيدا دائما، بين ظلال غابات زيتون صغيرة رائعة.. - أين تتواجد على الخصوص رؤية جميلة على المدينة؟ من فوق " تيراس" سطح نزل "رياض علاء الدين" ينظر المرء مباشرة إلى أعشاش اللقالق الكثيرة فوق السور الطيني لقصر البديع.. لحظات قبل الغروب تعود اللقالق طائرة إلى أعشاشها.. صفقات أجنحتها المدوية تختلط جنبا بصوت المؤذن للصلاة في مشهد ساحر للغاية.. - ماذا يفعل المرء إذا تاه في دروب المدينة؟ تابع سير طريقك.. هناك حيث تنتهي محلات البيع السياحية يعثر المرء على مراكش حقيقة، وفيها "دكان العمة إما"، ومحلات وجبات جاهزة وصناع وحرفيون في ورشات صغيرة جدا.. من يرغب في العودة إلى "جامع الفنا" يسأل أحد الساكنة عن "الساحة" (لابلاص).. - ويمكن هنا تجريب وجبة من المطبخ المغربي؟ تماما.. ساحة الحكواتيين ومروضي الثعابين والمشعوذين تتحول كل مساء إلى مطعم كبير في الهواء الطلق.. في "محلات الشواء" تعرض مأكولات نوعية مثل الكسكس، طاجين و"البروشيت".. أيضا "مخ الغنم" وحلزون.. - كيف يمكن التخلص من ضجيج السوق وزعيق أصوات الدراجات بالمدينة؟ من خلال الاستمتاع بحمام.. مثلا في "حمامات مراكش"..السياح الذين لا يتملكهم خوف الاحتكاك يأخذون حصة في التدليك والاسترخاء، ويرهمون الجسد بصابون الزيتون.. - هل من وصفة أخرى؟ أن تزور فضاء داخلي لأحد الرياضات.. هناك تفوح رائحة أشجار الليمون وشجيرات الورد والنعناع.. الدور السكنية التقليدية التي تحولت إلى "دور ضيافة" في المدينة العتيقة هي واحات للراحة وبهاء في الزخرفة.. في متاهات الأزقة تتوارى قصائد حقيقة مثل "رياض نوغا" و"رياض القاضي" و"رياض الفرناتشي".. ثمة عصافير تزقزق في الكثير من الأوقات وآبار صغيرة تتدفق بالماء.. - تذكار يأخذ بالانتباه؟ زيت الأركان الذهبي في مذاق الجوز.. هو صحي ويستعمل موازاة في التجميل.. على المرء من الأفضل ألا يبحث عنه في "المعشبات" أي الصيدليات التقليدية وهي منتشرة بكثرة، حيث يبيع أصحابها بكثرة الحديث.. في "المركز التجاري" هو بثمن مناسب وأكيد ليس مغشوشا.. - وهل من وجهة مفضلة للعشاق مساء؟ لمن يرغب في تناول وجبة عشاء على ضوء الشموع في لحظات آسرة أن يتوجه إلى "دار الزليج".. في الفناء الداخلي الذي تحيط به الأقواس يستمتع الزائر بوجبات الطاجين والكسكس وكأس خمر مغربي..بعدها من هناك إلى "جعة البيضاء" على "تيراس" سطح " كوسي بار" في رؤية على صومعة مسجد الكتبية التي تتراءى مضيئة في شموخ واحتفالية... - يوليا شتانيك/ ترجمة: بوعمرو العسراوي عن شبيغل أونلاين