قال رئيس الحكومة عزيز أخنوش إن العالم القروي يغطي 90 في المائة من المساحة الإجمالية لبلادنا، ويمثل 40 في المائة من الساكنة، ويضم 85 في المائة من الجماعات الترابية، ويساهم ب 20 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وبه 9 مليون هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة. وأكد أخنوش خلال جلسة المساءلة الشهرية لرئيس الحكومة، اليوم الثلاثاء بمجلس المستشارين، حول "مخطط الجيل الأخضر ورهانات التنمية القروي"، أن قرار تنمية العالم القروي لا رجعة فيه ولا يقبل التماطل والتأخير تحت أي ذريعة كانت، لأن مسؤولية الحكومة في تحسين أوضاع العالم القروي ليست هبة أو صدقة، بل هي واجبات دستورية وأمانة جسيمة. وأشار أن تنمية العالم القروي شكلت أولوية بالنسبة للمغرب، حيث كانت ركنا أساسيا في مختلف البرامج ومخططات التنمية، غير أن الواقع الذي يعيشه اليوم وبالرغم من تحقيق إنجازات هامة يكشف عن بعض مظاهر العجز وبواطن النقص التي تتطلب التجند التام لتقليص الفوارق بين المجالين القروي والحضري. وشدد أخنوش على أن مخطط المغرب الأخضر شكل طوال العقد الماضي رافعة أساسية للتنمية بالعالم القروي، مضيفا " منذ انطلاقه في سنة 2008 كان المخطط بمثابة آلة فعلية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية". ولفت إلى أن المخطط هم ركيزتين أساسيتين، أولوهما الفلاحة العصرية ذات القيمة المضافة العالية والإنتاجية المرتفعة، والثانية بالفلاحة التضامنية خاصة في المناطق غير الملائمة للفلاحة. وأبرز أنه بعد مرور أزيد من عشر سنوات على إطلاق مخطط المغرب الأخضر، يمكن أن يسجل بارتياح أن حجم منجزاته بلغت الطموح المسطر والأهداف المنتظرة، فعلى الصعيد الاقتصادي ارتفع الناتج الإجمالي الفلاحي سنويا بمعدل 5.25 في المائة، وتضاعفت الثروة الفلاحية المستحدثة من 65 مليار درهم في 2008 إلى 125 مليار درهم عند متم سنة 2018. وأضاف " بهذا المعدل أصبح القطاع يساهم في نقاط النمو الاقتصادي ب 17.3 في المائة خلال الفترة الممتدة من 2008 إلى 2018 عوض 7.3 في المائة ما بين سنتي 1998 و 2008. وأوضح أن صادرات المنتجات الفلاحية ارتفعت إلى 40 مليار درهم في 2019، مؤكدا أنه حتى على المستوى الاجتماعي كان الفلاحون الصغار في قلب جميع برامج وتدخلات البرنامج، من خلال الاستثمارات الكبيرة التي تم تخصيصها لهذه الفئة والتي تجاوزت 43 مليار درهم. وخلص إلى أن السياسة العامة للدولة تحت قيادة الملك تتجاوز الزمن الحكومي والانتخابي، حققت الكثير من المكتسبات للعالم القروي من خلال الكثير من البرامج وعلى رأسها برنامج التقليص من الفوارق الاجتماعية والمجالية، وخطط المغرب الأخضر.