تخلت الدول الغربية عن الشعب الليبي الذي شق عصا الطاعة عن العقيد القذافي منذ بدء الاحتجاجات بالجماهيرية العظمي في ال 17 من الشهر الجاري، مما شجع السلطات الليبية. وباستثناء الموقف البريطاني الذي وصف ما يحدث في ليبيا ب" بالمروع وغير المقبول" وبادرت إلى إلغاء عقود تسليح موجهة للجماهيرية، فإن أغلب الدول التزمت الصمت إزاء تطور الأحداث بليبيا. وجاءت أغرب المواقف من رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني الذي قال" إنه لا يريد "إزعاج" الزعيم الليبي معمر القذافي بشأن حركة الاحتجاجات". ورغم مرور أربعة أيام على بدء الاحتجاجات، فإن القوى الغربية الكبرى لم تعبر صراحة عن موقفها مما يحدث في ليبيا من" مجازر" على حد وصف تقارير إعلامية ومنظمات حقوقية دولية. واكتفت الولاياتالمتحدةالأمريكية بإبداء قلقها العميق تجاه ما يحدث في ليبيا بحسب ما نقل عن الرئيس أوباما، خلافا لانتقادها الصريح لاستخدام السلطات المصرية للقوة في قمع الاحتجاجات التي اندلعت ضد نظام حسني مبارك الذي تنحى في الت 11 من فبراير الجاري، وقبل ذلك ضد نظام الرئيس الهارب زين العابدين بنعلي، مما يؤكد انتقائية مواقف الغرب التي تخضع بالدرجة الأولى للمصالح الاقتصادية. وأدت الاحتجاجات التي انطلقت ضد نظام العقيد القذافي إلى مقتل 84 شخصا بحسب منظمة هيومن رايتس وتش الأمريكية، في حين تتحدث مصادر صحفية نقلا عن مواطنين لبيبين بعين المكان عن سقوط أزيد من مئتي قتيل بمدينة بنغازي فقط. ولجأت السلطات الليبية إلى استخدام مفرط للقوة في مواجهة متظاهرين عزل بعدد من المدن بشرق ليبيا ضمنها البيضاء، وبنغازي، في الوقت الذي تتحدث فيه الأخبار عن اتساع رقعة الاحتجاجات التي وصلت إلى مشارف العاصمة وتحديدا بمدينة مصراتة التي تبعد ب 60 كلم عن العاصمة طرابلس.