1400 عامل معرضون للموت في أي لحظة حميد المهدوي لقي شابان، عمر أحدهما 17 سنة والثاني 18 سنة، حتفهما، فيما وضعية ثلاثة شبان آخرين خطيرة، نتيجة تعرضهم لعملية إختناق داخل بئر للفحم حجري بمدينة جرادة يوم الجمعة 10 ماي الجاري. وأكد النائب البرلماني عن الفريق الإتحادي المختار الراشدي في تصريح للموقع، أن السلطات الأمنية اعتقلت 17 مواطنا من ساكنة المدينة نتيجة مشاركتهم في مسيرة حاشدة نظمت يوم السبت 11ماي إحتجاجا على ما تعرض له الشبان الخمسة . ووفقا لنفس المصدر فإن الشبان الخمسة كانوا قد أصيبوا باختناق ناتج عن غاز سام تعرضوا له داخل بئر عمقه 22 متر عندما كاناوا يحاولن إستخراج الفحم الحجري من داخل البئر. وكشف الراشدي أن ما بين 1000 و1400 عامل يعملون على استخراج الفحم الحجري من آبار الفحم أو ما يصلح عليها ب"آبار الموت أو الساندريات"، مشيرا إلى أن كل هؤلاء العمال معرضون في أي لحظة للموت في أي كما سبق وأن تعرض له العديد من قبلهم نتيجة اشتغالهم في ظروف بدائية وتقليدية تنعدم فيها أبسط شروط النجاة و السلامة. كما تحدث البرلماني الإتحادي عن إصابة معظم العاملين بهذه الآبار بأمراض صدرية تعرف بمرض" السليكوز"، خاصة من قضى منهم 15 سنة تحت باطن الأرض. وبحسب نفس المصدر فإن الشباب يغامرون بحياتهم وصحتهم أمام كل هذه المخاطر، نتيجة غياب فرص عمل وبدائل أخرى بالمدينة خاصة بعد اغلاق المناجم بصفة نهائية سنة 2001. ويبقى المستفيد الأكبر من مصائب هذا الشباب وعطالتهم، يضيف الراشدي، هم أباطرة امتيازات رخص استخراج وتسويق الفحم الحجري بجرادة أو معادن الزنك والرصاص بكل من تويسيت وبوبكر بالإقليم، الذين يستغلون الأرض دون أدنى تكاليف الناتجة عن عملية التنقيب والاستخراج والتشغيل والحماية الاجتماعية الواردة في كناش التحملات، بل يلجأون الى شراء ما يستخرج بطرق عشوائية بسعر هزيل محدد سلفا من طرف الأباطرة. وأشار مصدرنا إلى أنه اذا ما أراد أشخاص آخرون المتاجرة في هذه المادة وتسويقها في ربوع المغرب للعموم أو الخواص عليه أن يؤدي ثمن ورقة المرور تسلم من طرف أحد أصحاب الرخص بثمن يصل إلى حدود 3000,00 درهم، وكل من لم يمتثل لذلك يجد نفسه أمام النيابة العامة وادارة الجمارك بعد شكاوى يتقدم بها أصحاب الترخيص، والنتيجة، يضيف مصدرنا، هي الاعتقال والحجز بل أصبح هؤلاء يتحكمون في هذه العملية وفي بقاء هذا الوضع على ما هو عليه؛ بحيث يلجؤون الى رفض شراء الفحم وهي طريقة تتم على حساب القوت اليومي لعمال أبار الموت وهي عملية تؤدي في غالب الأحيان الى الاحتجاج والاحتقان الاجتماعي من طرف عمال السندريات كلما ظهر مستجد من قبيل مثلا تأخر ادارة المركز الحراري لإنتاج الطاقة شراء الفحم المستخرج من" الساندريات " عن طريق هؤلاء السماسرة أصحاب الترخيص. وتساءل الراشدي: "كيف لإدارة عمومية ان تشتري فحما استخرج بطرق عشوائية أدت وستؤدي الى كوارث اجتماعية وبيئية خطيرة ؟ مشيرا إلى أن هذه الادارة تعمل تحت وصاية وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة وهي المسئولة عن تلك التراخيص وتجديدها في انتظار قانون التعدين لمعالجة كل هذه النواقص وتنظيم هذه العملية من الإجراءات التشريعية والتنظيمية الخاصة بالمتابعة الإدارية والمراقبة ألتقنية والسلامة في الاستغلالات المنجمية وغيرها. وأشار النائب البرلماني عن دائرة جرادة إلى أنهم سيتقدمون كفريق إشتراكي بسؤال شفوي آني في نفس الموضوع مع المطالبة عن طريق فريقه بتشكيل لجنة برلمانية للقيام بمهمة استطلاعية مؤقتة للوقوف على مخلفات المناجم بإقليم جرادة.