صدر حديثا للكاتب والباحث المسرحي أحمد مسعية كتاب جديد بعنوان "مسرح القطيعة..عن الابداع المسرحي الشاب بالمغرب". الكتاب الصادر ضمن منشورات "الفاصلة" ثمرة سنوات طويلة من البحث في مرحلة هامة من تاريخ المسرح المغربي، تناهز ثلاثة عقود منذ تأسيس المعهد العالي للفن الدرامي والتنشيط الثقافي، أثمرت جيلا جديدا من الشباب الذي يصنع تجارب مسرحية متميزة، ولو أنها تواجه اختلالات في البيئة الثقافية والفنية الحاضنة تعوق المضي بها إلى حدود أبعد. يضع أحمد مسعية تحت المجهر تجربة الابداع المسرحي الشاب بالمغرب راصدا نقاط قوتها ومكامن محدوديتها، على طريق صناعة القطيعة مع الماضي وارتياد آفاق ما بعد الحداثة استنادا على متابعة جديد الأساليب التعبيرية المسرحية الحديثة وعلى طرح مقاربات جريئة تجاه منظومة القيم التقليدية. يحلل الكاتب في محور أول إسهام خريجي المعهد في مجال البحث والإبداع على السواء، قبل أن يستعرض ثانيا التجارب الجمالية المختلفة للفرق المنحدرة من المعهد ويحلل إسهامها المسرحي ثم يأخذ، في محور ثالث، مقعده كناقد متابع للمسرح المغربي من أجل تقديم قراءاته المعمقة للعروض التي تابعها على مدى أزيد من ربع قرن، مستخلصا تياراتها الجمالية وقيمها الفنية المضافة. ينحاز أحمد مسعية إلى الجيل الجديد من المبدعين المسرحيين الذين يرسمون للمسرح المغربي مكانة طليعية لكنه لا يجامل في وصف غربة المسرح عن محيطه الاجتماعي في ظل عزوف الجمهور عن قاعات العرض واستمرار الموقع الهامشي لأب الفنون في صناعة البنية الثقافية للمجتمع رغم الجهود المؤسساتية المبذولة. يذكر أن أحمد مسعية الذي أدار المعهد العالي للفن الدرامي والتنشيط الثقافي من 1993 الى 2004، أغنى الخزانة المغربية بالعديد من المؤلفات في المجال المسرحي والثقافي عامة، من بينها "رغبة في الثقافة"، "دليل المسرح المغربي" (بالعربية والفرنسية)، "إنسانية للمشاطرة"، بالإضافة الى جديده الأدبي "السيدة ذات الجلباب الأحمر".