قال رئيس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للدورة 20 للمهرجان الوطني للمسرح بتطوان، أحمد مسعية، إن لجنة التحكيم ترتكز على معايير تتسم بالموضوعية والدقة في اختيار أجود الأعمال المسرحية المعروضة خلال الدورة الحالية من المهرجان. وأضاف مسعية، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، أن لجنة التحكيم، التي تتشكل من فنانين ومبدعين ومثقفين وازنين على الساحة الثقافية والفنية الوطنية، وضعت معايير محددة يتم بناء عليها التوافق على المسرحيات الفائزة، مبرزا، في هذا الصدد، أن الاختلاف الطبيعي في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة ينطلق من أرضية مشتركة ويصب في موضوعية ودقة ونزاهة الاختيار. وأوضح أن المسرحيات المشاركة في الدورة الحالية سبق وأن عرضت على لجنة الانتقاء، والتي تقرر تأهيلها للمشاركة في مسابقة المهرجان، مسجلا، بوصفه ناقدا ومهتما بالعمل المسرحي، أن هذه الدورة تتميز بتنوع الأشكال الفرجوية المسرحية والشعبية، فضلا عن تعدد اللهجات التي تقدم بها العروض المسرحية، والتي تعكس التنوع الثقافي للمملكة. وفي ما يتعلق بوضعية الفن المسرحي بالمغرب، وبعد أن ذكر مسعية بأن المغرب حديث العهد بالفن المسرحي الخاضع للقواعد العالمية المتعارف عليها، أبرز، في هذا الشأن، أن المسرح الوطني تمكن من إثبات وجوده على الساحة العربية. وسجل أن الركح المغربي يواجه تحديات عديدة تحول دون بلوغه العالمية، لعل أبرزها، يضيف مسعية، غياب استراتيجية واضحة وثابتة بخصوص هذا القطاع، وضعف موارد الدعم المخصصة له، وغياب التربية الفنية في المؤسسات التعليمية. وعلى صعيد منفصل، أكد رئيس لجنة التحكيم، الذي كان يشغل منصب مدير المعهد العالي للفن المسرحي والتنسيط الثقافي، أنه على الرغم من أن التكوين المسرحي شيء "مهم وأساسي" من أجل خلق فنان متكامل وحقيقي، إلا أن الموهبة تعد بمثابة المحرك الذي يقود أي شخص نحو هدفه والمهنة التي يرغب في ممارستها، مشددا على أنه في غياب الموهبة لن يكون التكوين "مجديا" إطلاقا. وشدد أحمد مسعية على أن الاستثمار في الكفاءات الفنية من شأنه الإسهام في انتشار المسرح المغربي على مستوى العالم، وحصد جوائز مهمة بالبلدان التي لها باع في هذا الميدان، من قبيل بلدان أمريكا اللاتينية وآسيا وأوروبا، فضلا عن بلدان القارة الإفريقية التي تجمعها بالمغرب علاقات صداقة وتعاون جد متينة. وأصدر أحمد مسعية، الكاتب والناقد المسرحي المغربي، عدة منشورات تهم الثقافة والفن والأدب، من بينها "دليل المسرح المغربي .. نصف قرن من الإبداع المسرحي بالمغرب"، في نسختين بالعربية والفرنسية، توخى منه الإسهام في إنقاذ الذاكرة المسرحية وإنعاشها من جديد. يشار إلى أن الأستاذ أحمد مسعية، الباحث أكاديمي والمواكب لتطورات الحقل الثقافي من مواقع متعددة، شغل منصب مدير المعهد العالي للفن المسرحي (1993 – 2004)، وكان عضوا في لجان دعم المسرح، وفي عدد من لجان التحكيم والمنتديات المسرحية المغربية والدولية. المصدر: الدار -وم ع