المفتش العام للقوات المسلحة الملكية المغربية يزور مقر التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب    رئيس زامبيا يبعث رسالة إلى الملك    الكونغرس البيروفي يحث الحكومة على دعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي في صحرائه    فقدان السّمك في شفشاون إثر إضراب الباعة بسبب إغلاق السوق المركزي في وجوههم والساكنة متذمرة    بعد الأمطار الأخيرة.. سدود حوض سبو تنتعش وتخزن مليارات المكعبات من المياه    إسرائيل تهاجم أهدافا جنوب سوريا    برطال: أهدي الذهب للملك والمغاربة    أسود الأطلس يصلون إلى مركز محمد السادس استعدادًا لمواجهتي النيجر وتنزانيا    الاستئناف تؤيد إدانة "ولد الشينوية"    توقف مؤقت لحركة الملاحة بين مينائي طنجة وطريفة    الترجمة و''عُقْدة'' الفرنسية    برقية تهنئة من الملك محمد السادس إلى مارك كارني بمناسبة تعيينه وزيرا أولا لكندا    سعر الذهب يواصل ارتفاعه مع تزايد المخاوف الاقتصادية    مطارات المملكة تلغي التفتيش المزدوج وتكتفي ببوابات مراقبة أتوماتيكية    المغاربة يتصدرون الأجانب المساهمين في الضمان الاجتماعي بإسبانيا    عامل إقليم العرائش يترأس اجتماعا هاما لتتبع مشاريع تنموية حيوية بالإقليم    طرح تذاكر مباراة المغرب والنيجر للبيع عبر منصة إلكترونية    توقيع كتاب الشريف الطريبق " سينما مختلفة " بالعرائش    موانئ الواجهة المتوسطية : ارتفاع بنسبة 9 بالمائة في كمية مفرغات الصيد البحري في فبراير الماضي    مسرحية "مساح": رؤية فنية جديدة بدعم وزارة الشباب والثقافة والتواصل    حقيقة إلغاء وزارة الصحة لصفقات الحراسة والنظافة بالمستشفيات العمومية    ترامب وبوتين يجريان محادثات حول وقف إطلاق النار في أوكرانيا    هام للتجار.. المديرية العامة للضرائب تدعو الملزمين إلى تقديم التصريح برسم سنة 2024 قبل هذا التاريخ    تنسيق أمني يبحث مسار نفق قرب سبتة    "الجمعية" تطالب بعقوبات قاسية ضد مغتصبي 14 طفلة في بلدة "كيكو" بإقليم بولمان    المتصرفون التربويون يواصلون نضالهم ضد الحيف والإقصاء والتدليس في لوائح الترقيات    بورصة البيضاء تنهي التداول بأداء إيجابي    بعد تراجع أسعار النفط عالميا.. نقابي يكشف السعر العادل للوقود في المغرب    الألكسو تكرم الشاعر محمد بنيس في اليوم العربي للشعر    ارتفاع أسعار النفط في السوق العالمي بعد الهجوم الأمريكي على الحوثيين    "طنجة تتألق في ليلة روحانية: ملحمة الأذكار والأسرار في مديح المختار"    "دخلنا التاريخ معًا".. يسار يشكر جمهوره بعد نجاح "لمهيب"    الاتحاد السعودي يستهدف عبد الصمد الزلزولي    التوتر الأسري في رمضان: بين الضغوط المادية والإجهاد النفسي…أخصائية تقترح عبر "رسالة 24 "حلولا للتخفيف منه    الرياضة في كورنيش مرقالة خلال رمضان: بين النشاط البدني واللقاءات الاجتماعية    منخفض جوي جديد يرافقه أمطار ورياح قوية في عدة مناطق بالمغرب    إسرائيل تجعل دخول المساعدات الإنسانية للفلسطينيين "شبه مستحيل"    الطائرات الصينية تعيد تشكيل ملامح صناعة الطيران: منافسة قوية تنتظر إيرباص وبوينغ    ليبيا.. "الكتب المدرسية" تتسبب في سجن وزير التربية والتعليم    الدبلوماسية الناعمة للفنون والحرف التقليدية المغربية.. بقلم // عبده حقي    البطولة الاحترافية "إنوي" للقسم الأول (الدورة ال 25).. شباب المحمدية ينهزم أمام ضيفه حسنية أكادير (4-0)    حموشي يؤشر على تعيينات جديدة في مناصب المسؤولية بمصالح الأمن الوطني    دراسة جديدة تربط بين الطقس الحار وأمراض القلب في أستراليا    إلغاء مباراة مونبلييه وسانت إيتيان في الدوري الفرنسي بسبب الأعمال النارية    شهر رمضان في أجواء البادية المغربية.. على إيقاع شروق الشمس وغروبها    نتانياهو يعتزم إقالة رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي    تقرير بريطاني: ثلث الهواتف المسروقة في المملكة المتحدة تُهرب إلى الجزائر    واقع الأطفال في ألمانيا.. جيل الأزمات يعيش ضغوطات فوق التكيفات    حادثة سير خطيرة قرب طنجة تسفر عن وفاة وإصابات خطيرة    فوز الحسنية و"الجديدي" في البطولة    نشرة جوية إنذارية بالمغرب    مدرب الوداد موكوينا يتحدث عن إمكانية الرحيل بعد التعادل مع اتحاد طنجة    لا أيمان لمن لا أمانة له ...    الأدوية الأكثر طلبا خلال رمضان المضادة للحموضة و قرحة المعدة!    ارتباك النوم في رمضان يطلق تحذيرات أطباء مغاربة من "مخاطر جمّة"    أبرز المعارك الإسلامية.. غزوة "بني قينقاع" حين انتصر النبي لشرف سيدة مسلمة    ظاهرة فلكية نادرة مرتقبة فجر يوم غدٍ الجمعة    أداء الشعائر الدينيّة فرض.. لكن بأية نيّة؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تثبيت بنعيسى "رئيسا أبديا" لجماعة أصيلة يؤجج الصراع بين مؤيديه ومنتقديه
نشر في لكم يوم 13 - 09 - 2021

أثار اكتساح حزب الأصالة والمعاصرة بقيادة محمد بنعيسى نتائج الانتخابات الجماعية على مستوى جماعة أصيلة، واحتمال استمراره رئيسا لولاية جديدة، الكثير من الجدل، بين مرحب ومنتقد لاستمرار تواجد بن عيسى على رأس المجلس المحلي منذ زهاء 40 سنة، بسياسة تلقى الكثير من المعارضة.

وحصل حزب الأصالة والمعاصرة خلال استحقاق 8 شتنبر 2021،على 23 مقعدا من أصل 30 مقعدا المشكلة لأعضاء مجلس جماعة أصيلة الذي ينتخب بالاقتراع الفردي، في ما حصل حزب الاتحاد الدستوري على 6 مقاعد وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على مقعد واحد.
وحسب العديد من المراقبين تحدثوا إلى موقع "لكم"، فإن هذه هي المرة الأولى التي تحقق فيه المعارضة بقيادة الزبير ابن سعدون على هذا العدد من المقاعد (07 مقاعد)، منذ سنة 1992 عندما حصل حزب الاتحاد الاشتراكي على 11 مقعدا، وهو ما يشكل تكسيرا "للغطرسة السياسة"، بعد أن اعتاد بن عيسى على غياب المعارضة من داخل المجلس لعقود من الزمن.
وفي الوقت الذي هنأت فيه مجموعة من الشخصيات الإعلامية والجمعوية المقربة من بنعيسى، مدينة أصيلة على استمرار رئيسها والنتائج التي حققها، معتبرين أن "مسيرة الرقي" بالمدينة ستتواصل، اعتبرت أسماء أخرى أن هناك سخط عام تعيشه مدينة أصيلة في سياق عودة نفس الوجوه، خاصة مع الاستعمال المكثف للمال وشراء الذمم، مقابل الحياد السلبي للسلطة وغضها البصر عن مجموعة من التجاوزات، مشيرين إلى أن دائرة المعارضين لابن عيسى توسعت بشكل كبير لتشمل فاعلين "زايلاشيين" مقيمين خارج المغرب، منهم رجال وسيدات أعمال وفنانين.
وزاد وهج النقاش والجدل المحلي بعد ظهور نتائج الانتخابات، بعد أن وصف أحد الإعلاميين المقربين من محمد بن عيسى، المعارضين لسياسة رئيس جماعة أصيلة، "بالرعاع والحاقدين"، وهو ما رد عليه بشدة بعض رموز المعارضة المؤسساتية أو من خارجها، مطالبين من الملك سحب الوسام من الصحفي المنعم عليه، حيث علم موقع "لكم"، أن هناك عريضة فتحت بدأت بجمع توقيعات أبناء المدينة لمراسلة الديوان الملكي بعد هذا الوصف الذي انطلق كهشتاك بمختلف الصفحات بمواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان "رعاع ونفتخر".
التعبير عن الفرح
وفي الوقت الذي تعذر فيه الوصول لمحمد بن عيسى لأخذ رأيه في مجموعة من الاتهامات التي وجهها إليه مجموعة من المعارضين من داخل وخارج المغرب، عبرت مجموعة من الأسماء المقربة منه عن فرحها الشديد بالنتائج التي حصل عليها.
ومن أبرز ردود الفعل المناصرة لرئيس بلدية مدينة أصيلة، هو ما عبر عنه الإعلامي حاتم بطيوي على صفحته الشخصية، حيث كتب مباشرة بعد ظهور النتائج الأولية،"مبروك لأصيلة، ولسكانها الغيورين عليها، الاستاذ محمد بن عيسى يحصل على غالبية مطلقة في الانتخابات البلدية بمدينة الثقافة والفنون".
وأضاف بطيوي المعروف بقربه من بنعيسى، "ستتواصل مسيرة الرقي بمدينتنا العزيزة، وليحفظها الله من سقط المتاع، والرعاع، والحاقدين على كل شيء جميل، والمناهضين لكل كوة ضوء تنير الطريق، ففي الاخير لا يصح إلا الصحيح".
من جهته، كتب ياسين إيصبويا المنسق العام للمنتدى المتوسطي للشباب،"أصيلة بفضل شرفائها وبناتها وأبنائها الأحرار حققت انتصارا واضحا، رغم أنف بعض الانتهازيين الذين أردوا بيع المدينة لبعض تجار الانتخابات، معتبرا أن "ساكنة قالت بصوت عالي لا ثم ألف لا، المدينة لها اهلها مستعدون للتضحية من أجل حمايتها، فهنيئا مرة اخرى لكل شرفاء مدينتنا الغالية بهذا انتصار"، ليختم تدوينته قائلا "أصيلة..أصيلة، وتتواصل المسيرة".
انتخابات أصيلة فريدة من نوعها
هشام المرابط الفاعل الحقوقي والإعلامي، أشار في حديث مع موقع "لكم"، إلى مجموعة من النقاط التي اعتبرها ضرورية قبل أي نقاش، التي تجعل هذه الانتخابات في مدينة أصيلة فريدة من نوعها.
وقال المرابط، "لن نتحدث هنا عن استعمال المال وشراء الذمم أو الحياد السلبي للسلطة وغضها البصر عن مجموعة من التجاوزات لأنها اشكالات مشتركة على الصعيد الوطني ولها انعكاسات سلبية على المدى البعيد، ولكن سنتحدث عن بعض الخصوصيات التي ميزت الانتخابات الجماعية بأصيلة."
ومن النقاط المهمة التي أشار إليها المتحدث، وجود تقطيع انتخابي يجعل التحكم في الدوائر لصالح الرئيس الحالي (المدينة القديمة دائرتان 1و2 بعدد سكان قليل، الدائرة 23 دائرة هجينة خليط بين أحياء راقية وأخرى هامشية ..)، مع عدم اعتماد الانتخابات على اللائحة واعتمادها على الاقتراع الفردي وذلك ما يضمن شبه هيمنة لحزب الرئيس المنتهية ولايته.
وأبرز المرابط، أن هناك شكوكا حول تقسيم بعض العائلات على دوائر مختلفة رغم أنهم يقطنون بنفس الدائرة حسب ما جاء على لسان بعض المرشحين، مضيفا في ذات الحديث مع "لكم"، أن تزامن الانتخابات الجماعية مع الانتخابات التشريعية، دفع مجموعة من الأحزاب الغير مهيكلة المكاتب للظهور في اللحظة الأخيرة وتغطية أغلب الدوائر ليس لهدف المنافسة على مقاعد الجماعة ولكن فقط للظفر بأصوات الساكنة لفائدة مرشحي البرلمان، وهو وضع، اعتبره هشام المرابط، أضر بحظوظ المنافسين الكلاسيكيين (تحالف الحصان والمصباح) عبد الطريق أمام "جرار" رئيس المجلس الجماعي المنتهية ولايته لحرث أغلب الدوائر ومنها الدوائر الكبرى (مترشح + مترشحة).
وسجل المتحدث، عزوف شريحة كبيرة وواسعة وخصوصا الشباب عن التصويت والتسجيل في اللوائح الانتخابية.
تراجع بن عيسى وتقدم المعارضة
واعتبر الفاعل الجمعوي هشام المرابط، أن رئيس المجلس المنتهية ولايته محمد بنعيسى والذي جاوز 40 سنة في المجلس، بخطاب شعبوي وبرنامج انتخابي يكرر نفسه، استفاد من الظروف المذكورة سالفا ليحصد 18 دائرة من أصل 25 وهو تراجع ملحوظ له وتقدم ملموس للمعارضة حيث كسبت الأخيرة 7 مقاعد (6 للحصان وواحد للوردة) عوض 2 (الحمامة) في الانتخابات الماضية، وهو أمر لا يجب إغفاله.
وأشار المتحدث، إلى أن هذا التقدم للمعارضة لا يرقى، حسب المتابعين، إلى طموحات الساكنة حيث لا تسمع إلا "هرسو بعطوم وداها بنعيسى"، للدلالة على أن كثرة المرشحين أدت لاقتسام الأصوات بينهم واستفادة مرشحي بنعيسى من هذا الوضع لاعتمادهم بالأساس على قاعدة انتخابية تم تكوينها على مدى 40 سنة، مشيرا إلى أن بنعيسى بتشكلية مخضرمة منها الوجوه الجديدة والقديمة يدخل ولاية جديدة وفي مواجهة معارضة فتية تتلمس طريقها للبروز بأسماء أغلبها معروف على المستوى المحلي.
وتعليقا على ردود فعل الساكنة بعد ظهور النتائج، قال هشام المرابط، في ذات الحديث مع موقع "لكم"، "كسب الانتخابات من طرف محمد بنعيسى وفريقه خلف استياء كبيرا وسط المواطنين الرافضين لسياسته التفقيرية، والتي هوت بالمدينة لمصاف المدن المنكوبة، لكن في نفس الوقت هناك فرح وارتياح وسط أنصاره ومنهم من يستفيد من الريع لمدة طويلة، ففوز بنعيسى لا يمكن تفسيره بحب الساكنة له كما يروج أنصاره بل هو ارتباط مصالح فئة معينة من الساكنة برئيس الجماعة المنتهية ولايته".
دلالات يجب الانتباه إليها
من جهته، أشار زكرياء السوسي، الحقوقي والفاعل الجمعوي، في تصريح لموقع "لكم"، إلى بعض المعطيات والدلالات التي قال إنه يجب الانتباه إليها، معتبرا إياها تبقى امتدادا لأربعين سنة من التسيير ، المتمثل في شخص محمد بنعيسى.
أول هذه الدلالات، حسب السوسي، أن هذه النتائج كسرت مقولة "السيد الرئيس" الذي كان يهين من خلالها خصومه السياسيين، معتبرا أن هذه الغطرسة السياسية انهارت الآن من خلال التطور الكبير في الأصوات التي حصلت عليه المعارضة والمقاعد السبعة التي انتزعتها وبالتالي سيكون صوتها قوي داخل المجلس وشوكة في حلقه يصعب انتزاعها من هذا المجلس الذي كان يحكمه لوحده، يصول ويجول دون معارضة لعقود طويلة .
ثاني دلالة، يقول الحقوقي زكرياء السوسي، أن "هذه النتائج التي يتباها بها الآن وإن كانت في الحقيقة تبقى بطعم المرارة بالنسبة له لأنه فقد أشخاصا مهمين بالنسبة له مثل النائب الأول، أو الرئيس الفعلي الذي كان يسير المدينة، مضيفا، أن هذا المؤشر لوحده يبقى "تصويتا عقابيا" ضد بنعيسى، وفقدانه لأشخاص لهم وزن كبير في المجلس السابق رغم حجم التجاوزات واستعمال المال وشراء الذمم وجعل كل الوسائل المملوكة للدولة في خدمة الحملة الانتخابية لأعوانه وتواطء بعض الأحزاب السياسية من خلال جعلها (بارشوك) له أو كانت مجرد أرانب سباق لإنهاك المعارضة، أقول رغم حجم الخرقات وتواطء السلطات يبقى تمدد صوت المعارضة مؤشر دال ومهم".
من الدلالات الأخرى التي أبرزها المتحدث في ذات الحديث مع "لكم"، هي أن الأريحية التي كان ينعم و يشتغل بها المجلس السابق يمكن أن نجزم أنه فقدها الآن، والطريقة السرية التي كانت تدار بها الجلسات وخصوصاً التي كانت تخصص لنزع الملكيات والتفويتات والهبات السخية التي كانت تقدم لجهات معينة نظير أعمال وأوامر محددة كانت تعطى لهم في خرق سافر للقانون، على سبيل المثال لا الحصر"، متسائلا، "كيف يمكن أن يوقع رئيس مجلس شراكة استراتيجية وتفويتات كبيرة مع جمعية هو رئيسها ، أقول هذه الأريحية لن ينعم بها في ظل المجلس الحالي"، وفق الحقوقي.
رابع الدلالات، حسب زكرياء السوسي، أن "هناك معطى خطير جدا متمثل في حجم التذمر والغضب في الشارع الزيلاشي الذي يمكن أن يقود إلى ما لا تحمد عقباه إذا لم تفتح السلطات المحلية والأمنية والقضائية تحقيقات جدية في حجم الخرقات والبلطجة التي أصبحت القاعدة في التعامل مع أي صوت معارض أو مخالف لمجرى نهر الفساد الذي يجرف المدينة إلى الهاوية".
احتكار المرافق العمومية خلال الحملة الانتخابية
أما مصطفى سهمي الفاعل السياسي، فقد اعتبر أن الانتخابات في أصيلة تجرى في نفس الظروف وتعطي في الغالب نفس النتائج مع بعض التنويعات فقط منذ 40 سنة، مضيفا في تصريح لموقع "لكم"، أن الجديد في هذه الانتخابات هو دخول 7 أسماء من المعارضة إلى المجلس الجديد.
وعن أجواء وظروف الحملة الانتخابية، قال مصطفى سهمي "إن الحملة كانت تشي بفوز بنعيسى بالرئاسة حتى قبل أن تظهر النتائج"، مبرزا ن "الحملة الانتخابية للرئيس المنتهية ولايته أظهرت احتكاره للمرافق العمومية التي من المفروض أن تمنعه السلطات من استغلالها كالقاعات الثقافية الكبرى، ومركز الحسن الثاني وغيرها، كما أن توزيع الأموال بسخاء كان باديا للعيان، بالإضافة إلى حمل الناس الى مراكز التصويت كان كثيف جدا، مما يعني أن حتى يوم التصويت كانت الحملة مستمرة"، متسائلا، "كيف للشرفاء أن يغلبوا هذا الفساد العاتي"، ومعتبرا إياها "نفس الأساليب البائسة القديمة والتي هي طبعا موجودة في عدد من مناطق المغرب".
واعتبر المتحدث، أن "هذه المظاهر مشينة جدا تضرب في عمق ديمقراطيتنا الناشئة، وتجعلنا نيأس من حدوث أي تغيير من هذه الانتخابات، ما دام هناك إصرار على عدم حماية نزاهتها"، مؤكدا على أن "الصناديق الزجاجية لا معنى لها على الاطلاق، ولو كنا أمام حالة ديمقراطية فلا مكان لابن عيسى في المجلس، أمام حجم الاختلالات والتجاوزات التي ارتكبها، والمآسي التي تعيشها أصيلة على مختلف الأصعدة، لهي خير دليل".
وقال الفاعل السياسي، إن ساكنة المدينة بدأت تقنط خاصة الشباب منهم، من أن تكون الانتخابات هي طريق التغيير في المدينة، مشيرا إلى أن "الساكنة تريد واقعا مغايرا ووجوها جديدة، وتسيير جديد، لكن هذا لم يحدث حتى الآن، متسائلا لماذا ستبقى أصيلة رهينة لنمط التسيير الفردي الذي لا يعطي مجالا لأي أحد لكي يساهم معه في التسيير، والتسيير لا علاقة له بالحكامة وبالتالي ستبقى أصيلة ربما في يد مافيا العقار إلى أجل آخر".
وختم المتحدث تصريحه قائلا، ما يجعلنا في حالة أمل هو نجاح 6 أسماء من المعارضة، التي تذكرنا بأيام سنة 1992 حينما فاز حزب الاتحاد الاشتراكي ب 11 مقعد، بالتساوي مع بنعيسى قبل أن يتمكن الأخير من شراء مقعد ويستولى على الرئاسة مرة أخرى.
تشويه مستمر لصورة المعارضين لابن عيسى في الخارج
حسب العديد من المراقبين الذي تحدثوا إلى موقع "لكم"، فإن دائرة المعارضين لمحمد بن عيسى رئيس بلدية أصيلة، توسعت وأصبحت تشمل ليس فقط تراب المدينة، بل أيضا مواطنين يقيمون في الخارج أصلهم من أصيلة.
وتضيف تلك التصريحات، أن المعارضين بالخارج يتعرضون لحملة تشويه غير مسبوق خرجت عن الأعراف والأخلاق، تقودها أسماء قريبة من وزير الخارجية الأسبق ورئيس جماعة أصيلة لعقود، معتمدين في ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن النماذج التي تتعرض لهذه الهجمات التشويهية، الفاعل الجمعوي جمال أيت علال المقيم بفرنسا، والفنان محمد بن مشيش المقيم بهولندا، صاحب الأغنية الشهيرة عن مدينة أصيلة، والذي سبق أيضا أن شارك في مهرجانات دولية، بالإضافة إلى مروره في التلفزيون الهولندي الرسمي، هذا فضلا عن ربيعة ولد الجبلي، سيدة الأعمال الزيلاشية، المقيمة في تونس، وغيرها كثير من الأسماء المنتقدة، لا لشيء سوى اهتمامها بالشأن المحلي لأصيلة وانتقادها المستمر لسياسة محمد بن عيسى.
نموذج من حملات التشويه
من النماذج البارزة التي تتعرض لهجمة مثيرة، ربيعة ولد الجبلي، وهي سيدة أعمال زيلاشية في مجال التأمين، مقيمة في تونس منذ 32 سنة، متزوجة وأم وجدة.
تقول ربيعة في تواصل مع "لكم"، "بالنسبة للمشاكل وحملة التشويه ابتدأت عندما أصبحت أناقش الشأن المحلي وأعطي رأيي في المشاكل التي تعيشها أصيلة من إدمان وفقر وتهميشن" معتبرة أن أصيلة مدينة تسير إلى الوراء "هذا ماقلته في العديد من المرات في تدخلات سواء كتابة او عبر لايفات محلية".
وأضافت، لاحظت ان "المسؤول الذي حكم مدينة أصيلة 40 سنة لا تهمه الساكنة، فبدأت في انتقاده في كل مرة سنحت لي الفرصة ولهذا أتعرض للشتم والسب في عرضي من طرف بلطجية تخدم تحت جناحه ومافيا منظمة تطلع في لايفات بالتداول لسبي وسب العديد من المعارضين لشان المحلي".
وتقول ربيعة في حديث مع "لكم"، "أنا أعشق مدينتي وفي كل زيارة لها أحزن لحالها ففكرت طويلا واقترحت على ابني أن يستثمر في أصيلة مع صديقين له، فرنسي وتونسي"، وتضيف، "كنت جد فرحة واعتقدت انهم سيفرشون لنا زربية حمراء لكن العكس حصل، تماطل ،عدم الكفاءة في الإدارة، حيث تم قطع الطريق علينا بكثير من الأسئلة لا فائدة منها، ثم بعد ذلك طلبوا نسبة مائوية من الأرباح في حالة تم قبول المشروع، إلا أن ابني المهندس والمجاز في فرنسا رفض أسلوبهم في التعاطي مع المستثمرين ورجع من حيث أتى".
وأشارت المتحدثة، إلى أنها منذ مدة وهي تتكفل ماديا بعائلات بمدينة أصيلة، مشيرة إلى أنها تعمل على مساعدتهم ولاسيما ان عائلة يوجد الأم والأب في حالة إدمان، ولهما 3 أطفال، وهناك أيضا عائلتين تعيشان في الحي الشعبي الذي نشأت فيه وظروفهم جد مزرية.
وهو ما جعلني تقول ربيعة بحرقة، "أطرح عدد من الحلول في تدخلات وكتابات لإنقاذ المدينة من الفقر، وطلبت منهم إيجاد حلول جدرية للمدمنين الذين فاق عددهم 300 شخص، وإيجاد حلول لخلق مورد رزق للعائلات والشباب الضائع .. وغيرها، وإذا بهم يسلطون علي بلطجية تريد إسكاتي باختراع أكاذيب وإشاعات في شخصي لا اساس لها من الصحة"، تختم المتحدثة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.