وثيقة - في مثل هذا الشهر من سنة 1934 وقع زعماء قبائل ايت باعمران اتفاق "امزدوغ" مع اسبانيا، تتمحور جل بنوده حول حسن التعامل واحترام كل طرف للآخر و التعامل التجاري والإقتصادي. اتفاق "أمزدوغ" جاء مباشرة بعد معاهدة "ثلاث لخصاص" بين ايت باعمران وفرنسا في نفس السنة، هذه المعاهدة كانت بمثابة نهاية حرب ضروس دامت أزيد من 20 سنة لم تستطيع خلالها فرنسا إركاع مقاومة ايت باعمران ومن تم النفاذ الى مجالها. اتفاق "ثلاث لخصاص" هو الآخر عبارة عن هدنة يلتزم فيه الطرفان الفرنسي والباعمراني على الإحترام والتعامل الإقتصادي واحترام حدود مجال تواجد كل طرف. توقيع إتفاقية "أمزودغ" تم التوقيع عليها في وقت انهارت فيه جل المقاومات المسلحة بالمغرب، واستطاعت قبائل ايت باعمران ان ترغم القوتين الإستعماريتين على التفاوض وفرض شروط الإحترام والتعامل التجاري، وبالتالي ومن خلال هاذين الحدثين البارزين من نفس السنة 1934. فقبيلة أيت باعمران لم تكن مجرد قبيلة، وإنما لعبت دورا سياسيا ودفاعيا بارزا في تاريخ المغرب الحديث، وكان لها من القوة والبأس ما أهلها للصمود وإجبار القوى الأجنبية على سلك مسلك التفاوض السلمي بعدما أعيتها لعبة البارود التي يتقنها البعمرانيون جيدا.