رفع ثلاثة شبان الثلاثاء لافتة كتب عليها "لقد سقط النظام" فوق النصب المركزي لدوار اللؤلؤة بوسط المنامة، وبات المتظاهرون يطلقون على المكان "دوار الحرية" على غرار ميدان التحرير الذي احتضن انتفاضة المصريين. وتظاهر آلاف البحرينيين اعتبارا من بعد ظهر الثلاثاء 15 فبراير 2011 في هذا الدوار تلبية لدعوة وجهت عبر موقع فيسبوك للمطالبة بإصلاحات سياسية، أو حتى بتغيير النظام بالنسبة لبعض المتظاهرين. وكما حصل في ميدان التحرير، أقدم شبان على نصب الخيام في الدوار من أجل الاعتصام. وتقاطر المتظاهرون إلى الدوار بعد تشييع شاب شيعي قتل، الاثنين 14 فبراير 2011، أثناء تفريق تظاهرات مناهضة للحكومة اندلعت في قرية الديه، غرب المنامة. وقتل متظاهر أثناء تشييع الأول بالقرب من مستشفى السلمانية، في العاصمة. وقال المتظاهر ماجد طاهر (32 عاما) لوكالة فرانس برس "استفدنا من تجربة تونس ومصر وسنستمر حتى تنفيذ مطالبنا: دستور عقدي، إنهاء التمييز، ملكية دستورية". من جهته قال صاحب شركة تجارية انضم إلى المتظاهرين "كفى ظلما، كفى تمييزا". ويرفرف العلم البحريني الأبيض والأحمر في كل أرجاء الدوار، فالمتظاهرون من الجنسين ومن كل الأعمار يحملونه في مشهد غير مسبوق. والبحرين عضو في مجلس التعاون الخليجي إلا أنها لا تملك ثروة نفطية كبيرة مثل جيرانها الخليجيين. وقال إبراهيم الشريف، الأمين العام لجمعية العمل الوطني الديمقراطي (يسار)، "نحن نطالب بمجلس تأسيسي يقر دستورا جديدا يفضي إلى انتخاب رئيس جديد للحكومة". وأضاف "نريد ملكية دستورية على غرار النموذج البريطاني مثلا". إلا أن مطلب الإصلاح والتغيير مع الإبقاء على الملكية ليس خيار الجميع على ما يبدو في الساحة حيث تردد مجموعات من المتظاهرين "الشعب يريد إسقاط النظام"، وهو الشعار الأساسي للانتفاضة المصرية التي أطاحت الرئيس حسني مبارك. ورفع ثلاثة شبان فوق تمثال اللؤلؤة، وهو النصب الرئيسي في الدوار، لافتة عليها "لقد سقط النظام". وقال الموظف محمد مرهن، وهو موظف حكومي في السابعة والثلاثين من العمر "إن الأحداث في تونس ومصر ألهمتنا وشجعتنا". وكتب على لافتة أخرى في الدوار "لا شيعة ولا سنة، وحدة وطنية"، وذلك بالرغم من غالبية المتظاهرين هم من الشيعة الذين يشكلون غالبية المواطنين في المملكة. وفي جو ودي، قام شبان متطوعون بتوزيع الفاكهة والسندويتشات ومياه الشرب على المتظاهرين. بعض الموجودين في الساحة صلوا على العشب وجلب بعض آخر بطانيات من اجل المبيت في المكان بالرغم من البرد الصحراوي المسائي. وأغلقت الشرطة الطرقات المؤدية إلى الدوار إلا أن رجال الأمن غابوا تماما من بين المتظاهرين. وقالت المتظاهرة انتصار علي يعقوب، وهي أم في الخامسة والعشرين من العمر قدمت للتظاهر مع زوجها "سنعتصم حتى تتحقق مطالبنا. سنقاوم". وقام شبان بتركيب منصة بينما يعمل آخرون على تركيب مكبرات للصوت للسماح للخطباء بالتوجه إلى المتظاهرين خلال الليلة التي يبدو أنها ستكون طويلة. *أ ف ب --- تعليق الصورة: من تظاهرة سابقة بالمنامة