ا ف ب - ستدلي الاميرة كريستينا، الابنة الصغرى لملك اسبانيا، بافادتها امام قاض يجري تحقيقا في قضية فساد تستهدف زوجها اينياكي اوردانغارين، وتعتبر هذه الخطوة تطورا لافتا في الفضيحة التي تلطخ منذ اكثر من سنة صورة العائلة المالكة وصورة الملك خوان كارلوس. والابنة الصغرى التي تبلغ السابعة والاربعين من العمر هي اول فرد في العائلة المالكة تحوم حوله مباشرة الشبهات في هذه القضية. وقد دعاها الى الادلاء بافادتها في 27 ابريل قاضي التحقيق خوسيه كاسترو الذي يشتبه في "تعاونها" مع زوجها الملاحق باختلاس ملايين اليورو من المال العام، لكن النيابة اعلنت عزمها رفع دعوى استئناف بحجة عدم توافر "الادلة" الكافية. ولا يدلي القصر الملكي "بأي تعليق حول القرارات القضائية"، كما قال متحدث باقتضاب، فيما تجتاز الملكية الاسبانية ازمة غير مسبوقة منذ تولي خوان كارلوس العرش، بعد يومين على وفاة الدكتاتور فرنسيسكو فرنكو في 20 نوفمبر 1975. والى المتاعب الصحية المتكررة للملك، اضيفت في ربيع 2012 فضيحة نشأت عن حفلة صيد مكلفة في بوتسوانا، اضطر الملك على اثرها الى تقديم اعتذار الى ذلك البلد. وهي خطوة ناقصة لم تغفرها على ما يبدو اسبانيا الغارقة في ازمة اقتصادية. ولم تتعرض كريستينا للشبهات حتى اليوم في التحقيق الذي بدأه في اواخر 2011 القاضي كاسترو من محكمة بالما دي مايوركا في الباليار، ويلاحق في اطاره اينياكي اوردانغارين بطل كرة اليد السابق البالغ من العمر 45 عاما والذي انتقل الى قطاع الاعمال. وخلال التحقيق، حرص البطل الاولمبي السابق على حماية العائلة المالكة وخصوصا زوجته، مؤكدا انهم لم يكونوا على علم بأنشطته المشبوهة. لكن الفضيحة اقتربت في الاسابيع الاخيرة كثيرا من الدائرة الملكية الضيقة. وهذا ما حصل عندما استدعى قاضي التحقيق في 23 فبراير، كارلوس غارسيا ريفينغا، موضع ثقة كريستينا وشقيقتها الكبرى ايلينا وسكريتيرهما. او عندما ظهر اسم الابنة الصغرى الاسبوع الماضي في الصحافة بعد اعترافات دييغو توريس الشريك السابق لاينياكي اوردانغارين. وذكرت الصحافة ان دييغو توريس المتهم ايضا في التحقيق باختلاس اموال عامة عبر معهد نوس، وهو شركة لرعاية الاداب ترأسها صهر الملك بين 2004 و،2006 سعى بذلك الى ان يثبت ان كريستينا كانت على علم بأنشطة زوجها لانها كانت عضوا في الهيئة الادارية للمعهد. وفي قراره الذي اصدره الاربعاء، تحدث القاضي كاسترو عن مؤشرات تحمل على الاعتقاد ان الابنة الصغرى "وافقت على ان يستخدم زوجها صلة القربى التي تربطه بالملك خوان كارلوس". واضاف ان التقاعس عن استدعاء كريستينا "يتنافى مع مضمون الشعار القائل بأن القضاء هو نفسه للجميع". واذا كانت القضية قد اثرت على شعبية العائلة المالكة، فهي تصيب مباشرة الان الاميرة المجازة في العلوم السياسية والمعروفة بأنشطتها الاجتماعية او الانسانية وبتوليها منصب مديرة الدائرة الاجتماعية لمؤسسة لا كاخا في برشلونة. وتعتبر كريستينا، الشقراء الشعر والدائمة الابتسام، والسابعة في ترتيب خلافة عرش اسبانيا، "الطفلة المشاغبة" للعائلة، كما يقول اميليو دو دييغو استاذ التاريخ المعاصر في جامعة كومبليتانس بمدريد. وكانت كريستينا المولودة في 13 يونيو 1965 والمهووسة بالرياضة، التقت الشاب الذي اصبح زوجها في الالعاب الاولمبية في اتلانتا في 1996 حيث كان يلعب في فريق كرة اليد الاسباني. وتزوج هذا الثنائي في الرابع من اكتوبر 1997 في برشلونة وقدم الملك آنذلك الى ابنته لقب دوقة بالما. وفي كتابه "سيدات اسبانيا. صوفيا، ايلينا وكريستينا وليتيسيا: بين الواجب والحب" الذي خصصه للملكة صوفيا وابنتيها والاميرة ليتيسيا زوجة ولي العهد فيليب، قال عنها الكاتب البريطاني اندرو موروتون، مؤلف سيرة الليدي ديانا، "انها تعشق المنافسة، وعنيدة". وانجب الزوجان اربعة اولاد، وفي ،2009 انتقل الجميع الى واشنطن حيث عين اينياكي اوردانغارين مستشارا لدى شركة تيليفونيكا الاسبانية العملاقة. وعادت العائلة التي شملتها فضيحة نوس في اواخر ،2011 الى الاستقرار في برشلونة الصيف التالي. وقال بيلار اوربانو، الكاتب المتخصص في شؤون العائلة المالكة ان "كريستينا لم تكن تعرف شيئا عن ذلك، هذا ممكن، لكن تنامي ثروته الشخصية لا يمكن ان تتغاضى عنه امرأة قريبة جدا من زوجها".