- بعث محمد عبد العزيز، الأمين العام لجبهة البوليساريو برسالة مفتوحة إلى الملك محمد السادس يستنكر فيها اعتداء أفراد من القوات العمومية على نساء صحراويات بمدينة العيون أثناء محاولتهن التظاهر تزامنا مع زيارة كريستوفر روس إلى المدينة يوم 23 مارس الماضي، وأيضا ما تعرضت له نساء صحراويات بمدينة بوجدور يوم 18 فبراير الماضي أثناء محاولتهن التظاهر ضد صدور أحكام المتهمين في قضية "إكديم إزيك". وقال عبد العزيز في رسالته المفتوحة التي نشرت نصها كاملا وكالة الأنباء الصحراوية التابعة للجبهة، إن ما حصل كان "بناء على أوامر رسمية وبحضور كبار المسؤولين الأمنيين، على ارتكاب (كبيرة) التنكيل بالنساء الصحراويات المتظاهرات سلميا، وتعريتهن في الشوارع العامة، والتحرش بهن وتهديدهن بالاغتصاب أمام الملأ"، معتبرا ذلك "يشكل حالة خطيرة من الطيش والنزق والتحلل من أدنى قدر من أخلاق الإنسانية وسماحة الإسلام". وأضاف عبد العزيز "إنه فعل فاضح لا يشرف المغرب ولا الشعب المغربي الأصيل، ولا أتصور أنكم كملك للمغرب تتشرفون أن تتصرف قواتكم باسمكم، ونحن في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، تماما كما كانت تتصرف جيوش الجبابرة من الغزاة في العصور الظلامية". ووصف عبد العيز ما حصل بأنه "منكر أكبر من أن يُسكت عنه تحت أي مبرر كان، سيشكل، دون شك، وصمة عار أخرى على جبين الدولة المغربية التي ارتكبت بحق المدنيين الصحراويين أفظع الجرائم على مدار سنوات النزاع". مذكرا بما وصفها "جرائم تبدأ برمي المدنيين من الطائرات ودفن الأحياء أو حرقهم جماعياً والرمي بهم في مقابر جماعية، أو قصفهم بقنابل النابالم والفوسفور، المحرمة دولياً، مرورا باختطافهم وإخفائهم قسريا لعقود من الزمن، واغتصابهم، نساءً ورجالا، في الزنازن وغرف التحقيق، وانتهاء ب (الاسترجال) على نساء عزل إلا من إرادتهن في الحياة الكريمة وتعريتهن والتحرش بهن جنسيا أمام الملأ". وقال عبد العزيز محذرا من حدوث كارثة انساية إن "أحداث مثل الهجوم العسكري المغربي على مخيم أكديم ايزيك للنازحين الصحراويين (نوفمبر 2010) وحملات القمع التي رافقت زيارتَيْ كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة (نوفمبر 2012) و (مارس 2013) ومحاكمة 24 معتقلاً سياسياً من المدنيين الصحراويين، بمن فيهم النشطاء الحقوقيون، أمام محكمتكم العسكرية (فبراير 2013)، أصبحت تعطي الانطباع بتوجه الإقليم نحو حدوث كارثة إنسانية وتطهير عرقي ضد المدنيين الصحراويين". ووقف عبد العزيز كثيرا عند ما تعرضت له نساء صحراويات بالعيون يوم 23 مارس، ليصفه بأن "أحقر أشكال" انتهاكات حقوق الانسان في الصحراء لأنه "استهدف المرأة، عنوان كرامة وعزة وشرف الإنسان الصحراوي منذ الأزل". وخلص عبد العزيز إلى القول بأن "من يستهدف النساء الصحراويات، بالنظر إلى قدسية شرفهن وكرامتهن لدى الإنسان الصحراوي، إنما يعمق من فجوة التباعد والجفاء ويزرغ أسباب التنافر ويغرز سكاكين الحقد في جسد التعايش السلمي بين الشعوب". وأضاف عبد العزيز في رسالته الطويلة مخاطبا الملك: "نستوقفكم لتحمل مسؤولياتكم التاريخية إزاء مستقبل التسوية السلمية في الصحراء الغربية، ونطالبكم، من جديد، بوضع حد لحملة القمع والتنكيل والتعذيب التي تقوم بها سلطاتكم الأمنية بحق المدنيين الصحراويين في المدن المحتلة من الصحراء الغربية".