ارتدى محمد عبد العزيز، رئيس جبهة البوليساريو الانفصالية، جُبّة الناشط الحقوقي الذي لم تتلطخ يده بأية خروقات في مجال حقوق الإنسان ضد صحراويي مخيمات تندوف، وهو يعطي "الدروس والنصائح" للسلطات الأمنية بالمغرب في رسالة مفتوحة وجهها، السبت المُنصرم، إلى الملك محمد السادس على خلفية ما حدث مؤخرا في مدينة العيون. وكان ناشطون من مدينة العيون قد بثوا، قبل أيام قليلة، تسجيلا مرئيا على "يوتوب" يظهر فيه أفراد من قوات الأمن بلباس مدني يفضون بقوة احتجاج متظاهرين صحراويين في أحد أحياء المدينة حتى قبل أن يشرعوا في التجمهر، وذلك خلال زيارة المبعوث الأممي كريستوفر روس للعيون، كما بدت في الفيديو ذاته نساء تم جرهن من طرف بعض أفراد الأمن بسب رفضهن مغادرة موقع الاحتجاج. وتقمص زعيم البوليساريو، في رسالته إلى العاهل المغربي، شخصية الواعظ الديني عندما أشار إلى أن ما وصفه "التنكيل" بالنساء الصحراويات المتظاهرات سلميا هو "كبيرة من الكبائر"، مضيفا بأن "تعرية هؤلاء الصحراويات في الشوارع العامة، والتحرش بهن وتهديدهن بالاغتصاب أمام الملأ، يشكل حالة خطيرة من الطيش والنزق والتحلل من أدنى قدر من أخلاق الإنسانية وسماحة الإسلام". وزاد زعيم الانفصاليين مخاطبا الملك: "إنه فعل فاضح لا يُشرِّف المغرب، ولا الشعب المغربي الأصيل، ولا أتصور أنكم كملك للمغرب تتشرفون أن تتصرف قواتكم باسمكم، ونحن في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، تماما كما كانت تتصرف جيوش الجبابرة من الغزاة في العصور الظلامية"، وفق تعبير رسالة عبد العزيز. وانتقل رئيس البوليساريو إلى تقمص شخصية عالم اجتماع لا يُشَق له غبار، حين ذكر في رسالته للملك بأن "الصحراويين توارثوا على مر العصور ثقافة وطنية عريقة أعطت للمرأة حريتها كاملة ومكانتها"، قبل أن يستطرد بأن "المجتمع مُحصَّن بشكل مطلق ضد كل أشكال العنف اللفظي والجسدي من خلال التمسك بقيم النخوة والشهامة الأصيلة وتعاليم الدين الإسلامي". وأنهى زعيم الانفصاليين رسالته المفتوحة للملك بدعوته إلى تحمل مسؤولياته، مطالبا إياه بأن يجعل جنود الجيش وأفراد الشرطة والأجهزة الأمنية المتواجدين في الصحراء بالتوقف عن ارتكاب ما سماه "السلوكيات المشينة الفاضحة: التي تُقترف باسم الملك في حق النساء والأطفال والرجال والمسنين الصحراويين العزل"، بحسب تعبير الرسالة ذاتها.