"التوحيد والإصلاح" تطالب بمنهجية تشاركية في إعداد مدونة الأسرة    38 قتيلا ونجاة 28 آخرين في حادث تحطم طائرة أذربيجانية بكازاخستان    هزيمة جديدة للمغرب التطواني أمام الجيش الملكي تعمق من جراح التطوانيين    إدارة الأمن تسلح عناصرها بالأمن الجهوي بالحسيمة بجهاز متطور لشل الحركة    انقلاب سيارة على الطريق الوطنية رقم 2 بين الحسيمة وشفشاون    وكالة المياه والغابات تعزز إجراءات محاربة الاتجار غير المشروع في طائر الحسون    رحيل الشاعر محمد عنيبة أحد رواد القصيدة المغربية وصاحب ديوان "الحب مهزلة القرون" (فيديو)    المهرجان الجهوي للحلاقة والتجميل في دورته الثامنة بمدينة الحسيمة    المغرب الرياضي الفاسي ينفصل بالتراضي عن مدربه الإيطالي غولييرمو أرينا    قيوح يعطي انطلاقة المركز "كازا هب"    رئيس الرجاء يرد على آيت منا ويدعو لرفع مستوى الخطاب الرياضي    الإنتاج الوطني من الطاقة الكهربائية بلغ 42,38 تيراواط ساعة في متم 2023    حركة حماس: إسرائيل تُعرقل الاتفاق    تنظيم الدورة السابعة لمهرجان أولاد تايمة الدولي للفيلم    الندوة 12 :"المغرب-البرتغال. تراث مشترك"إحياء الذكرىالعشرون لتصنيف مازغان/الجديدة تراثا عالميا. الإنجازات والانتظارات    روسيا: المغرب أبدى اهتمامه للانضمام إلى "بريكس"    السعودية و المغرب .. علاقات راسخة تطورت إلى شراكة شاملة في شتى المجالات خلال 2024    أخبار الساحة    الخيانة الزوجية تسفر عن اعتقال زوج و خليلته    عبير العابد تشكو تصرفات زملائها الفنانين: يصفونني بغير المستقرة نفسياً!    برلماني يكشف "تفشي" الإصابة بداء بوحمرون في عمالة الفنيدق منتظرا "إجراءات حكومية مستعجلة"    التنسيق النقابي بقطاع الصحة يعلن استئناف برنامجه النضالي مع بداية 2025    تأجيل أولى جلسات النظر في قضية "حلّ" الجمعية المغربية لحقوق الإنسان    الريسوني: مقترحات مراجعة مدونة الأسرة ستضيق على الرجل وقد تدفع المرأة مهرا للرجل كي يقبل الزواج    بعد 40 ساعة من المداولات.. 71 سنة سجنا نافذا للمتهمين في قضية "مجموعة الخير"    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء إيجابي    مصرع لاعبة التزلج السويسرية صوفي هيديغر جرّاء انهيار ثلجي    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    ابتدائية الناظور تلزم بنكا بتسليم أموال زبون مسن مع فرض غرامة يومية    برنامج يحتفي بكنوز الحرف المغربية    جهة مراكش – آسفي .. على إيقاع دينامية اقتصادية قوية و ثابتة    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    ترامب عازم على تطبيق الإعدام ضد المغتصبين    لجنة: القطاع البنكي في المغرب يواصل إظهار صلابته    بطولة إنكلترا.. ليفربول للابتعاد بالصدارة وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    نزار بركة: 35 مدينة ستستفيد من مشاريع تنموية استعدادا لتنظيم مونديال 2030    باستثناء "قسد".. السلطات السورية تعلن الاتفاق على حل "جميع الفصائل المسلحة"    مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع القانون التنظيمي المتعلق بالإضراب    تقرير بريطاني: المغرب عزز مكانته كدولة محورية في الاقتصاد العالمي وأصبح الجسر بين الشرق والغرب؟    ماكرون يخطط للترشح لرئاسة الفيفا    مجلس النواب بباراغواي يجدد دعمه لسيادة المغرب على صحرائه    ضربات روسية تعطب طاقة أوكرانيا    تزايد أعداد الأقمار الاصطناعية يسائل تجنب الاصطدامات    السعدي : التعاونيات ركيزة أساسية لقطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني    ارتفاع معدل البطالة في المغرب.. لغز محير!    وزير الخارجية السوري الجديد يدعو إيران لاحترام سيادة بلاده ويحذر من الفوضى    إمزورن..لقاء تشاركي مع جمعيات المجتمع المدني نحو إعداد برنامج عمل جماعة    "ما قدهم الفيل زيدهوم الفيلة".. هارون الرشيد والسلطان الحسن الأول    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    مهرجان جازا بلانكا يعود من جديد إلى الدار البيضاء    ما أسباب ارتفاع معدل ضربات القلب في فترات الراحة؟    الإصابة بالسرطان في أنسجة الكلى .. الأسباب والأعراض    "بيت الشعر" يقدم "أنطولوجيا الزجل"    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حزب الأمة معركة الكرامة أولا وعاشرا
نشر في لكم يوم 28 - 03 - 2013

لأننا أصحاب رؤية وسطية وبصيرة في الإصلاح، نظلم ونقمع ونحاصر... لكن أبدا لن يسقط من أيدينا الغصن الأخضر.. الفسيلة التي غرسناها سنتعهدها حتى تعطي فاكهتها وتمارها.
متشبثون بمعركة الكرامة.
- انتزاع حقوقننا في التعبير والتنظيم .
- بناء ذاتنا التنظيمية وتأهيلها من خلال قناعتنا بأن التربية والتأهيل تتم من خلال النضال.
- تحقيق وحدتنا السياسية في إطار مشروع الخط الثالث الإسلامي الديمقراطي.
- توسيع دائرة تحالفاتنا في إطار ما يسمى بالقطب الديمقراطي.
إن حزبا يقول ما يفعل ويفعل ما يقول، ويعرف ما هي انتظارات المرحلة سيكسب لا محالة رهانات المرحلة العاصفة.
ولأننا متشبثون بحزبنا، وبالعمل السياسي عموما، ولن تقوى آلية الموت القضاء على إرادة الحياة، فحق حزبنا في انتزاع مشروعيته، هو خط الوفاء الذي سنبقى بفضل الله تعالى صامدون عليه، ولن نحيد عنه شيئا.
فما هي يا ترى مواصفات حزبنا المنشودة في مرحلتنا القادمة؟
الحزب السياسي في تصورنا ومقاربتنا هو تنظيم ينبثق من سياق النضال المستمر لترسيخ الديموقراطية، ويتألف من مجموعة من الأفراد يتقاسمون نفس الرؤى السياسية والقناعات الأيديولوجية، وينخرطون في سيرورته الكفاحية بشكل طوعي، باعتبار أنه لا تضحية بدون قناعة، ولا قناعة بدون حوار، ويسعى إلى تأطير المواطنين سياسيا، ويهدف إلى تطبيق برنامجه السياسي من خلال ممارسة السلطة السياسية وليس خدمتها، إذا حاز مشروعه وبرنامجه السياسيين بالأغلبية، ولا يكون الحزب حزبا له مصداقيته في نظرنا إلا إذا كان مستقلا عن السلطة ومتعاقدا مع مجتمعه، وتمثل المعرفة والأخلاق بالنسبة له جوهرا أساسيا في بنائه ومسلكياته، ولذلك نعتبر الأحزاب الإدارية والأحزاب الوقوعية، تلك التي خرجت إلى الوجود بقرار من سلطة الوصاية، وولدت وملاعق الذهب في فمها، وتلك التي تفككت اطرها شذر مذر، وتفخخت ايديولوجيتها السياسية بترياق مخزني قاتل، ولا تعكس برامجهما هموم وقضايا المجتمع، بل تختفي وراء خطاب السلطة المحتكرة للقرار السياسي، وتكتفي بتقديم خدماتها لهذا الخطاب، ضدا على إرادة وإمكانية التداول السلمي على السلطة، نعتبر أحزابا كهذه أحزابا لا تمتلك شهادة الحياة، وإن حازت الصفوف الأولى في انتخابات تفتقد المصداقية والنزاهة.
مكونات الحزب السياسي:
في نظرنا يتكون الحزب السياسي من:
1- الإطار الإيديولوجي المرجعي الضامن لوحدة الفكر والممارسة:
لابد في الممارسة السياسية الراشدة من دليل مرجعي؛ لأنه يشكل الركن الأساس لشرعية الحزب، بتحديد مبادئه وغاياته، وأهدافه وقضاياه، ومنطلقاته ومبتدأه، ووسائله وآلياته، ولا يمكن للخبرة التنظيمية وحدها أن تكون بديلا عن هذا الإطار الإيديولوجي المرجعي، كما لا يمكن للعقل الأداتي أن يحل محل العقل المعرفي والقيمي، في إشباع حاجيات العمل السياسي الحزبي.
2-الإطار التنظيمي المحصن للمكتسبات، والمستوعب للتطورات:
التنظيم هو الوسيط بين النظرية والعمل.
وبما أن العمل السياسي هو عمل اجتهادي نسبي، يعنى بتنزيل الفكر على الواقع، وتحقيق الوحدة الموضوعية في ما بينهما بنسب مقبولة، لأن الوحدة الموضوعية المطلقة غير ممكنة ومستحيلة، فإن مساحة التوثر والإنزياح بين الفكر والواقع قد تتسع نتيجة موانع متعددة، وإكراهات متنوعة، ولا يسمح الهامش الواقعي والممكن السياسي إلا بتحقيق بعض مفردات الفكر والنظرية، ولذلك ينبغي أن نمتلك تصورا في التدرج وتطويع الواقع، وتصورا في المرونة وتبيئة النظرية، حتى نتجاوز حالة التحنط في أوهام الإيديولوجية، أو الركون إلى بؤس الواقع.
3-البرنامج السياسي الذي يحدد واجب الوقت والحال:
وهو في المحصلة النهائية ترجمة أمينة لحاجيات ومطالب الجماهير الشعبية العادلة، من حقوق سياسية ومدنية، وحقوق اقتصادية واجتماعية وثقافية، وحقوق بيئية وتنموية، الخ.
ويعتمد الحزب السياسي لإنفاذ مشروعه وبرامجه استراتيجية النضال المدني السلمي والديمقراطي، والتدبير السلمي الراشد للاختلاف، ونبذ العنف والإقصاء بكل أشكالهما المادية والمعنوية، وإعطاء الحوار مكانته المركزية.
4-الإطار التربوي العاصم من الزلل:
الإطار التربوي هو في المحصلة هو الحاضن لعمليات التكوين والتأهيل الفكرية والسياسية، والكفيل بإقناع المناضلين بصحة مشروعهم واختياراتهم السياسية، والقادر على تلقينهم سلوكيات التضحية والاجتهاد في سبيل ترسيخ جذورهم على الأرض، وتوسيع دائرة نفوذهم.
5-الإرادة الكفاحية الداعمة لقيم الممانعة والمقاومة المدنية:
إن هذه الإرادة هي شرط وجوب، وشرط مصداقية، في زمن صارت فيه الأحزاب السياسية مجرد دكاكين موسمية، يقتلها الفراغ والانتظار، وينهرها الاستسلام والانهزام أمام عقبات الواقع العنيد، ففي ما مضى كان السؤال الذي يطرح على المناضلين ماذا سيعطون لوطنهم؟ وعلى ذلك يتم التعاقد معهم.. أما اليوم فقد صار السؤال البئيس هو ماذا سيأخذون ويوفرون؟ لذلك فقد كان همنا في حزب الأمة هو بعث وإحياء قيم المقاومة في نسق حزبي يكاد يتحول رمادا تبعثره رياح السلطة العاتية، كان تركيزنا هو خلق مناضلين يتمثلون قيم المقاومة المدنية في سلوكهم اليومي، فليس ابنا بارا ل"حزب الأمة" من يكتفي بقراءة وحفظ أدبياتنا، أو يكتفي بدفع مستحقاته المالية، ولكنه من يلقن الجماهير أفكارنا بشكل دائم ومستمر، هو من يجعل من معركة الربيع الديمقراطي، الدستور الديمقراطي، النضال الاجتماعي،الهوية الحضارية للأمة، حقوق الإنسان، وفلسطين قضاياه وهمومه التي لا يمكن أن يعيش بدونها، باعتبارها ممكنات لمغرب أخر، يتسع للجميع.
لذلك وضعت العراقيل في طريقنا، وضاقت علينا جغرافية الوطن، وانتهى المشوار في رحلة مضنية، إلى تلفيق التهم، وإصدار أحكام قاسية على أميننا العام، كرسالة لمن يصر على المضي على ذات الطريق، فهل نفقد البوصلة، ونلقي بمكتسباتنا السياسية، التي كلفتنا الكثير على الهامش؟ لا أبدا..
لن نترك الميدان
ولتشهد الدنيا
الموت للطغيان
ويحيى شعبنا..
6- القاعدة الأخلاقية:
بتمثل كل القيم الأخلاقية والحضارية، التي تطهر الممارسة من مظاهر الكبرياء الذاتي، والأنانية الفردية، وأمراض الغرور، والطموح الغير مشروع.
إن انسلال هذه المظاهر المرضية إلى أي حزب سياسي أو غيره، يعني موتا حقيقيا لكل قيمه وأهدافه النبيلة، وتحويله إلى مؤسسة تنتج لوبيات الفساد العام، وتشيع أخلاقية الفجور السياسي، وتجعل مقدرات الحزب في يد فئة طفيلية وانتهازية، تصادر كل المكتسبات، ولا تقيم للعلاقات الأخوية أي وزن.. فئات تتسلق للمواقع القيادية، بدون امتلاك أية قناعة معرفية أو تنظيمية، أو تراكم في مجال الخبرات الإدارية والتدبيرية، ولا تمتلك أهدافا جماهيرية بل مطامح شخصية.
7- علاقات سياسية ايجابية:
تحدد بدقة جبهة الحلفاء وجبهة الخصوم، من أجل التعاون مع جبهة الحلفاء والتدافع المدني مع جبهة الخصوم، والعمل الدؤوب لتوسيع دائرة الحلفاء، أنصار التغيير والتقدم، وتضييق دائرة الخصوم جيوب مقاومة التغيير، وأدوات الفساد السياسي والمالي والإداري، وفلول الظلامية الأمنية.
إن النضال المدني لتحقيق الأهداف المرسومة يمكن أن يصطدم بالكثير من العقبات، وما لم نمتلك خريطة طريق لتذليلها؛ من حيث تحديد الرؤية الواضحة لا بالنسبة للأهداف والمنطلقات الفكرية وحدها بل لوسائل وأساليب ومداخل وميادين النضال، فإننا لن نستطيع أن نصمد في مواقعنا، فضلا عن تحقيق الانتصار.
إن عدم تطبيق كل المثال أو المبدأ أو الحلم، في لحظة سياسية معطاة، والنزر القليل الذي يتم تطبيقه لا يتم ذلك إلا عبر مسيرة كدح، تكتنفها الكثير من ممارسات التدافع والتشابك، والحوارات والمفاوضات والتسويات، قد يوحى لبعض العدميين، الذين يعتادون العيش في الهامش، بأن العمل السياسي مدنس، وذريعة لتعطيل المبادئ، ويبدءون حملات في الدعوة إلى العزوف عن الشأن العام، هروبا من الفتن، واستئثارا للسلامة.. وهذا انحراف مسلكي ينبغي تقويمه، وشحد وعيه بالتجارب التحررية والتغييرية، وكيف وازنت بين مثال النظريات واكراهات الواقع بشكل جدلي.. وهذا ليس معناه السقوط في شراك التبرير الوقوعي، التي يتخذ من الواقع الرديء أصلا يقيس عليه، فلا يحقق أي مكسب جزئي أو هامشي إلا في إطار مساومة ذليلة تدمر المبادئ ولا تبقي شيئا.
إن جوهر الحزب المبدئي ينبغي أن لا يطمسه الفكر العدمي المتخشب، وأن لا يلوثه الفكر الوقوعي المنهزم.
وجوهره النضالي يجب أن لا تعطله إرادة الانتظار، أو البناء الذاتي المنكفئ،أو التربية المعزولة عن محيطها.
وجوهره الوحدوي يلزم أن يتصدى لكل النزعات الشوفينية الضيقة..
وجوهره الديمقراطي يتحتم أن ينتصر على إرادة الاستبداد والانفراد بصياغة أو اتخاذ القرارات.
وجوهره الإبداعي يدفعه لتشجيع المبادرات والاجتهادات الفكرية، وتنمية وممارسة النقد والنقد الذاتي.
وقدرته على الانفتاح، وصياغة التحالفات الوطنية على أساس مشاريع نضالية، مع القوى السياسية الديمقراطية، ينبغي أن لا تتسع لتشمل لوبيات الفساد السياسي والمالي والاداري، تحت أي ذريعة باسم المصالح المفترى عليها.
حزب الأمة ومشروعه الإيديولوجي والسياسي:
هدفنا الاستراتيجي-التاريخي تحقيق الإسلام كمرجعية وفلسفة حياة منفتحة على الحكمة الإنسانية، ومتناسقة مع مفاهيم حقوق الإنسان كما هي متعارف عليها كونيا، والقضاء على كل أشكال استغلال الإنسان للإنسان.. ونعمل بجد لتحقيق الانتقال الديمقراطي ذي الأفق الإسلامي.
فالإسلام في تصورنا ووعينا يقاوم النزعة التقليدية المحافظة: تغييب العقل، والنزعة الفرعونية: التسلط السياسي، والأحادية الفكرية التي تحتكر الحقيقة، والسياسية التي تنبذ الاختلاف، والمقاربة العنصرية المقيتة، ويرفض كل أشكال التمييز بسبب العرق أو اللون أو اللغة أو الجنس أو المعتقد الديني أو الانتماء السياسي أو الوضع الاجتماعي، ويؤكد على مبدأ المساواة التكاملية بين الرجل والمرأة.
وبما أننا حزب وطني ديمقراطي، يتخذ من الإسلام مرجعية له، وينفتح على الحكمة الإنسانية، فإن فهمنا للإسلام منضبط بمفهوم تجديد الدين من حيث:
1- القراءة الواعية لمنطوقه لصالح عملية تأويلية شرعية، تساهم في تجلية مفهومه، في إطار وحدة المنطوق/ التنزيل، وتعددية وحركية المفهوم/ الإجتهاد.
2-الاستيعاب الراشد لمضامين القرآن الكريم، فهو ليس مجرد كتاب فقهي يتضمن أحكام الحلال والحرام، وإلا لكان مقتصرا بين دفتيه على سورتين فقط، ولكنه يتضمن تاريخ الإنسانية، وعوامل النهوض، وعوامل الإنحطاط.
3- التحرر من كل أشكال التعصب المذهبي والطائفي والإثني؛ ليصير دين الإنسان هو مذهبه، وليس مذهبه وطائفته هي دينه، وتصير قضايا أمته العادلة ووحدتها وتحرير ثغورها هي كدحه وجهاده، وقضايا وطنه وحقوق مجتمعه هي معيار تقواه وإحسانه.
4- التأكيد على حرية الفكر والضمير والرأي والاعتقاد، فبدون حرية في هذه القضايا ذات البعد الوجودي الفلسفي لن تكون هناك لباقي الحريات وجود أو قيام، وفقه السلف التي شرع لعقوبة الردة، فإنه وإن توخى حماية العقيدة، فقد أخطأ في تقرير الوسيلة المثلى لذلك، وكان في الكثير من الحالات يعبر عن بعض عصور الانحطاط التي تحكمها الجهل والاستبداد، ويخالف النصوص القطعية القاضية بنفي جنس الإكراه في الدين.
5-التحرر من متون فقه الغلبة الذي يشوه السياسة الشرعية، والتأكيد على فقه الشورى والاختيار، فالشورى واجبة ابتداء، وملزمة انتهاء.. والشرعية السياسية تزيد وتنقص، تزيد بمزيد منسوب الديمقراطية والحريات العامة والحقوق الأساسية، وتنقص بنقصان منسوبها.
6-الإقرار بمشروعية الاختلاف، والتعاطي الراشد مع المخالف مرجعية أو اجتهادا،ونبذ منهج التكفير والتجريم أو إلحاق الأذى وإقرار نظام سياسي تعددي وتعاقدي.
7-إعطاء العقل المكانة المناسبة، بتجديد مبدأ التدبر والاعتبار القرآني، ليصير الدليل هو منار السبيل.
8-التأكيد على مبدأ الأنسنة، فالإنسان هو خليفة الله تعالى/ مبدأ الاستخلاف، وهو سيد في الكون، يجب أن يتمتع بكامل حقوقه في إطار الكرامة الإنسانية.
9- استلهام التجارب التحررية والديمقراطية والاستفادة منها.
الأهداف الأساسية لنضالاتنا:
- النضال من أجل دستور ديمقراطي تعاقدي.
- الدفاع عن الثروة الوطنية، وحماية المال العام
- حماية الهوية الوطنية والحضارية في ثوابتها وخصوصياتها.
ونريد كحزب سياسي أن نعيد:
1-المصداقية السياسية للعمل السياسي، من خلال طرح النقاش الصحيح والحقيقي المتعلق بالدستور الديمقراطي والدولة التعاقدية والعدالة الانتقالية وطي صفحة الماضي الأليمة وحماية المال العام ومقاومة جيوب الفساد... من داخل النسق ومن رحابة السياق، قصد تطويرها وتحريرها من وطئة الخوف والصمت والانتظار.
2-إعادة الاعتبار للوظيفة الإقتراحية للحزب..لتصير الأحزاب السياسية شريكة في صياغة واتخاذ القرارات المصيرية التي تحدد مستقبل البلاد.
3- تمتين ذاتنا بالبناء الذاتي والوحدة وتوسيع دائرة تحالفاتنا.
حتى لا تبقى مشاريعنا معلقة في فراغ، وحتى لا تبقى مساحة عقلنا وإرادتنا أكبر من مساحة قدرتنا التنظيمية، لابد من المزاوجة بين إستراتيجية البناء الذاتي، وإستراتيجية العمل الوحدوي والجبهوي، الكفيل بفتح ممرات لنضالنا، ووضعنا في طريق سيار لنفاذ مشاريعنا، فميزان الإرادات وحده لا يكفي، فلا بد من تعديل ضروري لميزان القوى لصالحنا، بتقوية وتصليب ذاتنا التنظيمية، ووحدتنا مع من نتقاسم معهم رؤانا حول "مشروع الخط الثالث"، و"خيار الإسلام الديمقراطي"، ويمكن أن يتم ذلك بشكل متزامن، أو ضمن أجندة زمنية متفق عليها، وتحالفنا كذلك مع أصدقائنا الديمقراطيين في إطار قطب ديمقراطي، يحكمه ميثاق ديمقراطي للنضال المشتركة.
فهذه هي معركة الأمل التي مافتئ قادة الحزب ومناضلوه يؤكدون عليها، لأن معركة الأمل لا تحصل ولا تستمر من خلال عدالة قضيتنا وقوة عزمنا وإرادتنا وحدها، وإنما تحصل من خلال قدرتنا على استلهام واجب المرحلة، والتقاط مفرداتها، وإعطاء الإشارات القوية لبدأ الأوراش الكبرى، التأهيل والبناء، الوحدة وتوسيع دائرة حلفائنا، ومواصلة النضال بكل أشكاله المدنية من أجل انتزاع حقوقنا المشروعة، فمشروعنا هذا هو مشروع اليوم وغدا، ولا يتحمل التماطل أوالتأجيل تحت أي مبرر أو إكراه.
لابد إذن بتدشين معركة الأمل، وتحويل زمن الألم إلى انتصارات، فبداية العد العكسي انطلقت، أحكامهم التعسفية هي تعبير عن فقدهم لتوازنهم السياسي والنفسي، وعدم قدرتهم على إدارة المرحلة بعقلانية وحكامة أمنية جيدة، لقد تعلمنا من يوميات محنة حزب الأمة كيف نعض على جراحاتنا، ونطلق الزغاريد في وجه طغمة الظلامية الأمية وهم يصدرون أحكامهم الجائرة.. ولا يمكن لقراراتهم القاضية بمصادرة حقنا في التعبير والتنظيم، أن تربك صفوفنا، أو تبعثر مسيرتنا، في هذه المرحلة ينبغي أن تتسع صدورنا لكل الآراء والمقترحات التي تساعدنا في تدبيرنا الاستراتيجي، ونرحب بها في إطار قناعتنا الراسخة " نعم يمكن أن نختلف ولكن أبدا لا نفترق".
فلنجعل من مقترحاتنا مجالا مفتوحا على الحوار، والنقد والنقد الذاتي، بعيدا عن منطق التصامم او التجاهل واللامبالاة، لنساهم جميعا في تدبير المرحلة.
علما أن معركتنا السياسية هي معركة راهنة، وذات أولوية، ولا يمكن التراجع عنها، فالدفاع عن حزبنا "حزب الأمة" وانتزاع حقنا المشروع في التعبير والتنظيم، لا يمكن تقويضه ولا تفويته، ولن نسكت عنه، ولن نتراجع عنه.
وبناء ذاتنا التنظيمية بالوحدة والتحالف الواسع هي الطريق السيار لتعديل موازين القوى لصالحنا.
وتجديد مشروعنا الفكري والسياسي الإسلامي والديمقراطي، كفيل بأن يسمح لنا بتبلورات مهمة داخل المجتمع ونخبه.
والتأكيد على إستراتيجيتنا في النضال المدني الديمقراطي هدفا ووسيلة وميدانا، هي الجسر الآمن لنقوم بالشهادة على عصرنا.
هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.