كشف شريط مصوّر تعرض ليبيين لعقوبة الجلد في مدينة سرت من جانب أنصار الشريعة، ما أثار صدمة في ليبيا. ويسلط المقطع الضوء من جديد على حال الانفلات الأمني التي تعيشها عدة مدن ليبية, ما يفرض تحدياً على السلطات في مواجهتها. ولا توجد معلومات عن الجريمة التي ارتكبها المواطنون، ولكن المؤكد أنهم يقطنون في مدينة سرت. وتُظهر الصور عشرات الرجال وهم يتلقون عقوبتهم واحدا تلو الآخر، من رجال ملتحين بعضهم يرتدي لباسا عسكريا. ولم تطبق عقوبة الجلد بشكل جدي منذ عقود في ليبيا، رغم أن القانون ينص عليها، خاصة في جرائم تتعلق بالزنا، إلا أنها عادت بعد سقوط معمر القذافي لتنتشر بكثرة خاصة في مدينتي سرت ودرنة. وبحسب السكان، فإن الرجال الذين يطبقون عقوبة الجلد دون أحكام قضائية ينتمون إلى جماعة أنصار الشريعة التي تغلغلت في سرت، مسقط رأس معمر القذافي، مستغلة الفراغ الأمني وغياب الدولة لتطبيق أحكام الشريعة من دون عناء اللجوء إلى المحاكم. وتسعى جماعة أنصار الشريعة إلى إنشاء محاكم شرعية في مناطق نفوذها، ولا سيما في درنة، التي يقول السكان إنها تحولت إلى ما يشبه الإمارة الإسلامية. ويتحدث سكان سرت أيضا عن تطبيق عقوبات أقسى بكثير تنفذها جماعة أنصار الشريعة لأدنى الأسباب. وتُوجه اتهامات إلى الجماعة بتدبير وتنفيذ الهجوم على السفارة الأمريكية في بنغازي، الذي قتل فيه 4 أمريكيين، بينهم السفير الأمريكي، كريس ستيفنز. وعلى الرغم من أن أفراد جماعة أنصار الشريعة أعلنوا انضواءهم تحت جناح حكومة طرابلس، فإنهم ما زالوا محتفظين بسلاحهم الثقيل منذ الثورة، ويبدو أنهم لا يأتمرون إلا بأوامر قائد سريتهم.