دانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الخميس الفيلم المسيء للاسلام والذي اثار احتجاجات عنيفة في العديد من دول الشرق الاوسط، مؤكدة ان الحكومة الاميركية لا علاقة لها به مطلقا. وقالت كلينتون "بالنسبة لنا وبالنسبة لي انا شخصيا فان هذا الفيديو مقرف ومدان. ويبدو ان هدفه السخرية الشديدة والاساءة الى دين عظيم واثارة الغضب".
واضافت "ولكنني قلت بالامس انه لا مبرر مطلقا للرد على هذا الفيديو بالعنف".
واندلعت تظاهرات على مدى ثلاثة ايام امام السفارات والبعثات الدبلوماسية الاميركية في مصر وليبيا واليمن واماكن اخرى احتجاجا على فيلم "براءة الاسلام"، الذي تم انتاجه في الولاياتالمتحدة، بسبب اساءته للاسلام.
وقتل السفير الاميركي كريس ستفينز وثلاثة اميركيين اخرين عندما شن متطرفون مدججون بالسلاح هجوما استمر اربع ساعات على القنصلية الاميركية في مدينة بنغازي شرق ليبيا في وقت متأخر الثلاثاء.
وقالت كلينتون عند اطلاق الحوار الاستراتيجي بين الولاياتالمتحدة والمغرب ان "على جميع قادة الحكومات وقادة المجتمع المدني والقادة الدينيين رفض العنف".
وقالت "يجب على كل قائد مسؤول الوقوف الان واعلان رفضه" للعنف.
واضافت "من الخطأ الكبير ان يتم توجيه العنف ضد البعثات الدبلوماسية، وهي الاماكن التي هدفها الرئيسي تحسين التفاهم بين البلدان والثقافات".
واعلن رئيس الحكومة الليبية المنتخب مصطفى ابو شاقور الخميس لوكالة فرانس برس ان التحقيقات في الهجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي قطعت "شوطا طويلا".
وقال ابو شاقور في مقابلة مع فرانس برس غداة انتخابه رئيسا للحكومة ان "التحقيقات بدأت على الفور للتعرف على الفاعلين، وقد قطعنا شوطا طويلا فيها، لدينا صور واسماء، والاعتقالات تجري الان في الوقت الذي نتحدث فيه".
ولم يعط ابو شاقور اي تفاصيل حول عدد الاشخاص المعتقلين او انتماءاتهم المحتملة.
واوضح ابو شاقور الذي لا يزال يحتفظ بمنصبه كنائب لرئيس الوزراء حتى تشكيل الحكومة الجديدة، انه لا يريد تصنيف هؤلا الاشخاص قبل التعرف عليهم بدقة.
واودى الهجوم على القنصلية الاميركية الاربعاء في بنغازي بحياة اربعة موظفين اميركيين بينهم السفير الاميركي في ليبيا كريس ستيفنز واثار موجة ادانات دولية.
واعلنت ليبيا الخميس انها اوقفت عدة اشخاص في قضية الهجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي والذي اسفر عن مقتل السفير الاميركي وثلاثة اميركيين اخرين، كما قال الخميس نائب وزير الداخلية الليبي لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال ونيس الشريف ان "وزيري الداخلية والعدل بدءا بالتحقيقات وجمع الادلة وبعض الناس تم توقيفهم"
ورفض الشريف اعطاء اية تفاصيل عن عدد الموقوفين او خلفياتهم حتى لا يتسبب ذلك "باعاقة المسار السلس للتحقيقات"
وكانت تقارير اولية افادت ان السفير كريس ستيفنز والاميركيين الثلاثة قتلوا بايدي حشد خارج القنصلية في بنغازي فيما كانوا يحاولون الهرب من تظاهرة غاضبة بسبب الفيلم المسيىء للاسلام الذي تم بثه على الانترنت.
لكن بات الاعتقاد سائدا الان بان ستيفنز مات نتيجة تنشق الدخان بعد ان احتجز داخل القنصلية اثر اطلاق مسلحين اسلاميين قاذفات صاروخية نحو المبنى واشعال النار فيه.
المسؤولون الاميركيون يحققون بامكانية ان يكون الهجوم مدبرا من قبل شركاء للقاعدة او مناصرين لها، استخدموا التظاهرة ضد القنصلية كغطاء لتنفيذ هجوم انتقامي مخطط له في ذكرى هجمات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر ضد الولاياتالمتحدة.
وفي البداية تم توجيه اصبع الاتهام الى متشددين اسلاميين من السنة تابعين للجماعة السلفية كتيبة انصار الشريعة.
لكن الجماعة ادانت في بيان لها الخميس "الاتهامات بدون ادلة او تحقيقات" التي ظهرت ضدها في وسائل الاعلام الليبية.
ونددت كتيبة انصار الشريعة في بيان "بالاتهامات دون تبين ولا تحري الحقائق" التي وردت في وسائل اعلام ليبية.
وقال البيان ان تلك الاتهامات تاتي في اطار "برنامج معد لتشويه هذه الكتيبة واستعداء الغير لها".
واضافت الجماعة في بيان على فايسبوك ان "كتيبة انصار الشريعة مكون من هذا الشعب الابي وتدعو الى تحكيم الشريعة الاسلامية وهذا همها الاول والاخير".
وكتيبة انصار الشريعة التي شكلها ثوار سابقون بعد الانتفاضة التي اطاحت بالزعيم الليبي معمر القذافي، نددت بالفيلم.
وقالت ان "التطاول على رسولنا (...) يعد تطاولا على كل مسلم يؤمن بالله" مضيفة "كيف يطيب لنا السكوت على هذه التطاولات على نبينا".
فابيوس: "حركات ارهابية" قد تكون وراء هجوم بنغازي
اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الخميس ان الهجوم على قنصلية الولاياتالمتحدة في بنغازي (شرق ليبيا) الثلاثاء يمكن ان يكون من فعل "حركات ارهابية" لكن يتعين انتظار ما ستؤول اليه التحقيقات للتاكد من ذلك.
وصرح فابيوس امام الصحافيين "في حالة الاعتداء الذي اودى بحياة السفير الاميركي واشخاص اخرين، (...) يبدو انه من فعل حركات ارهابية".
واضاف "انا على اتصال بصديقتي كلينتون (وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون) لنرى الامور بدقة اكبر".
واودى الهجوم الثلاثاء بحياة اربعة موظفين اميركيين بينهم السفير في ليبيا كريس ستيفنز، واثار موجة ادانات دولية.
واعلن لوران فابيوس انه يتوجه الاثنين الى مصر حيث سيلتقي الرئيس محمد مرسي الذي سيبحث معه مسائل احترام حقوق الانسان ومواضيع اخرى.
وقال ان "فرنسا تساعد في عملية تطوير الحريات، لكن يتعين في الوقت نفسه الاشارة الى الخطوط الحمر: احترام حقوق الفرد الانسان وحقوق النساء والحياة".
وردا على سؤال حول التظاهرات في محيط السفارة الاميركية في القاهرة حيث تتواصل مواجهات بين شرطيين ومتظاهرين مساء الخميس، اعتبر لوران فابيوس انه "ينبغي ان نكون متنبهين جدا".
وقال "انطلق هذا الامر بسبب فيلم". واضاف ان "الفيلم مناف للعقل بالتاكيد ومقيت لكن هناك حرية التعبير عندنا. وبقدر ما يتعين ادانة كل ما يمكن ان يسيء الى الكرامة، بقدر ما هو غير مشروع مهاجمة بلد ما وقتل اناس".
واثار فيلم مسيء للاسلام انتج في الولاياتالمتحدة، تحركات احتجاجية غاضبة في مصر ودول اسلامية اخرى.