يستمر المهاجرون المغاربة بمدينة سبتةالمحتلة في محاولة الانتقال إلى القارة الأوروبية، بوسائل شتى، ويعرضون حياتهم للخطر، في سبيل تحقيق أهدافهم، التي زادت من تعقيدها الإجراءات الأمنية المشددة للسلطات بالمدينةالمحتلة. ونقلت وسائل إعلام محلية أن الشرطة تمكنت من إيقاف مهاجرين، يرجح أنهما مغربيان، في ميناء سبتة، بعدما حاولا الوصول إلى إسبانيا، عن طريق الاختباء في شاحنة. وأشار المصدر ذاته إلى أن المهاجرين عرضا حياتهما للخطر، حيث اختبأ أحدهما قرب محرك الشاحنة، في مكان ضيق، وسط درجة حرارة مرتفعة، وذلك لعدة ساعات، فيما اختبأ الآخر على سطح الشاحنة، قبل أن يتم رصدهما. كما نقلت مصادر إعلامية أن الحرس المدني، قد تمكن في الساعات الأولى من يوم أمس الخميس، من إنقاذ 14 مغربيا كانوا قد غادرو مدينة سبتة على متن قارب مطاطي، في اتجاه الجزيرة الخضراء. وتؤكد ذات المصادر أن الضغط زاد على ميناء المدينةالمحتلة بعد عملية الهجرة الجماعية في مارس الماضي، حيث لا يزال مئات المغاربة يتحينون الفرص للانتقال إلى أوروبا، ولا يترددون في ركوب القوارب المطاطية التي تستخدم في الألعاب الشاطئية، وبأعداد تتجاوز ما تتحمله هذه القوارب، ما يزيد من نسبة وقوع حوادث وسط البحر، فضلا عن خطر الاختناق أو التعرض لحوادث داخل الشاحنات. ورغم الدوريات المتكررة بشكل شبه يومي من طرف الشرطة الإسبانية لتوقيف وطرد المهاجرين المغاربة من منطقة الميناء، إلا أن المهاجرين يتشبثون بالعودة إلى هناك للتمكن من العبور نحو الضفة الشمالية من المتوسط، ولا يزال المئات منهم يفضلون العيش في الشارع، وانتظار فرصة تحقق حلمهم وتحملهم لإسبانيا. ومن جهة أخرى تسعى سلطات المدينةالمحتلة إلى نقل المهاجرين الراشدين الذين لا يزالون في الشوارع إلى العيش في المستودعات، وإخلاء الخيم والأماكن التي اتخذ منها حوالي 2000 مهاجر مغربي ملاذا للعيش. وتؤكد السلطات أنه في الأيام المقبلة سيبدأ تفكيك المستوطنات غير القانونية التي تم اكتشافها في المدينة بأكملها تقريبا، ليس فقط على المنحدرات المطلة على البحر أو في الغابات، ولكن أيضا داخل المدينة. وبعد شهر من المعاناة في الشوارع، في ظروف مزرية من عراء وجوع وبرد ومرض، نقل الصليب الأحمر رغبة عدد كبير من المهاجرين في الانتقال إلى مستودعات يتوفر لهم فيها مكان للنوم وطعام ومكان للاغتسال. وتوقف الصليب الأحمر في زيارته لمئات المهاجرين المغاربة الذين لا يزالون في الشارع، على قبولهم للانتقال إلى المستودعات، لكن شريطة ألا تتم إعادتهم للمغرب. ويفضل عدد كبير من المهاجرين البقاء في الشارع، وانتظار الفرصة المناسبة للهجرة نحو أوروبا، ويظلون يفرون من رجال الشرطة، مخافة توقيفهم، وتجميعهم في مستودعات، إلى حين إعادتهم للمغرب، وهو ما يرفضونه. ويستوي في هذا الخوف المهاجرون الراشدون وكذا القاصرون، حيث سبق للمدعي العام بالمدينةالمحتلة أن أكد أن عددا من القاصرين حاولوا الفرار من المستودعات، بمجرد علمهم بقرار المغرب الموافقة على إعادة القاصرين العالقين في أوروبا.