قالت سلفادورا ماتيوس مندوبة الحكومة بمدينة سبتةالمحتلة، اليوم الثلاثاء، إن الحكومة الإسبانية تدافع عن وجوب عودة جميع المهاجرين المغاربة إلى بلادهم، بما في ذلك القاصرين، معتبرة أن هدفها الأول هو إعادتهم في أسرع وقت. وأكدت ماتيوس في لقاء صحفي أن حكومة بلادها تعمل على دفع حوالي 3000 مهاجر لا يزالون بسبتة، من بينهم 1200 قاصر للعودة إلى المغرب، بكل السبل الممكنة، وقد مكن الضغط وتشديد الخناق عليهم إلى دفع العشرات لقبول العودة. رفض اللجوء وعمدت السلطات الإسبانية إلى رفض مئات طلبات اللجوء التي تم البت فيها، من أصل حوالي1400 طلب، وقد بررت مندوبة الحكومة بسبتة هذا الرفض، بكون المهاجرين المغاربة ليسوا في وضع يتطلب الحماية الدولية، مؤكدة أنه وبمجرد رفض اللجوء، تبدأ إجراءات الطرد. وأبرزت المتحدثة أن المهاجرين الراشدين بدؤوا يفهمون أنهم لا يستطيعون البقاء في سبتة، وهو ما يدفع العديد منهم إلى تغيير موقفه، والقبول بالعودة إلى المغرب. ولفتت إلى أن إعادة الراشدين إلى المغرب تصطدم برفض هؤلاء المهاجرين العودة، رغم قبول المغرب عودة كل من يرغبون في ذلك، في الوقت الذي تقدم فيه عدد كبير منهم بطلبات اللجوء لإطالة مدة بقائهم هناك، ومحاولة الانقضاض على فرصة تحملهم إلى القارة الأوروبية. ومع رفض طلبات اللجوء، والوضع الصعب الذي يعيش فيه المئات من المهاجرين المغاربة بالمدينة المحتلة، سجلت المسؤولة الحكومية، أن "الملاحظ هذه الأيام هو أن العديد من الأشخاص الذين بقوا في سبتة بدأوا يفهمون أنهم لا يستطيعون البقاء هنا، وخلال شهر يونيو، عاد 357 مغربيا طواعية". وزادت ماتيوس "يدفعني هذا الوضع إلى أن أقترح على كل هؤلاء الأشخاص الموجودين في مدينتنا، أن طريق العودة الطوعية أقل صعوبة وأكثر كرامة". ودعت المسؤولة الحكومية سكان سبتة لعدم تقديم المساعدات والأطعمة والملابس للمهاجرين لمغاربة الذين يعيشون بالشوارع، لأن ذلك يدفعهم للبقاء على أبواب المحلات التجارية والمطاعم لطلب المساعدة، داعية إلى تسليم هذه المساعدات إلى الصليب الأحمر أو الجهات المكلفة بتقديمها. إعادة القاصرين وبخصوص ملف القاصرين، قالت مندوبة الحكومة "إن على الأطفال العودة إلى بلادهم، باستثناء حالات الضعف الخاصة التي يجب العناية بها". وأشارت إلى أنه سيتم تسليم الأطفال لوالديهم على الحدود، شريطة أن يتمكنوا من إثبات ذلك، وحتى الأطفال الذين لا ترغب أسرهم في عودتهم للمغرب وتفضل ذهابهم لإسبانيا، يجب إعادتهم لمؤسسات الوصاية في المغرب. وأشارت المتحدثة في هذا الصدد، إلى أنه في حال عدم تفاعل الآباء مع إعادة أطفالهم، فسيتم العمل على تسليمهم لمؤسسات الوصاية بالمغرب، وذلك بعد مناقشة الأمر معها، وبعد التعرف على جميع القاصرين على النحو الواجب، لتوفير جميع الضمانات اللازمة. ويأتي سعي إسبانيا لإعادة القاصرين، في سياق تأكيد مسؤولين قضائيين وجمعيات حقوقية أن ظروف عيشهم صعبة، وتفتقر لمجموعة من الشروط، خاصة الصحية، في وقت يعيش المئات منهم في الشوارع، محاولين إكمال الطريق نحو أوروبا، ورافضين العودة إلى المغرب، وقد حاول عدد من القاصرين الفرار من أماكن الإيواء بعد قرار المغرب استقبال كل القاصرين العالقين في أوروبا.