منذ عملية الهجرة الجماعية التي حملت آلاف المغاربة إلى مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين في ماي المنصرم، وسلطات الثغرين تبحث سبل منع تكرار تدفق المهاجرين من جديد، بطرق عدة، ومن بينها تعزيز الحواجز الحدودية. وأعلنت السلطات بمدينة سبتة عن القيام بمشروع جديد على طول الحاجز الحدودي الذي يفصل المدينةالمحتلة عن المغرب، لتعقيد عملية الهجرة، ومنع وصول المهاجرين. ويتمثل المشروع، الذي سينطلق في أكتوبر المقبل في نقل 12 ألف متر مكعب من الرمال الموجودة على طول كاسر الأمواج بسبتة، حتى تغمر المياه كل الحاجز، إلى غاية نقاط تواجد الحرس المدني. ومن شأن إزالة الرمال من على طول حاجز الأمواج، أن يجعل مياه البحر تتدفق إلى غاية نقط المراقبة، وهو ما سيمنع وصول المهاجرين بسهولة عند انخفاض منسوب المياه أثناء الجزر، كما حدث خلال شهر ماي الماضي. ومن جهتها، عمدت سلطات مدينة مليلية المحتلة إلى تعزيز السياج الحدودي الفاصل بينها وبين المغرب بشفرات حادة لمنع وصول المهاجرين. وعلى عكس ما سبق وأعلن عنه وزير الخارجية الإسباني، بإزالة هذه الشفرات الحادة من السياج الحدودي، بسبب الإصابات البالغة التي تخلفها في صفوف المهاجرين، عمدت سلطات الثغر المحتل إلى وضع شفرات جديدة على الجزء العلوي من السياج. وتم وضع الشفرات الحادة في منطقة تعد من أكثر النقاط حساسية، وتشهد محاولات هجرة متكررة، إذ تقع بجوار مستنقع على الجانب المغربي، يسهل عملية العبور. وأشارت مصادر إعلامية محلية، بأن النقطة التي تم وضع الشفرات بها، ليست الأخيرة، فسيتم وضع الشفرات في جميع أنحاء السياج، عكس ما كان مخططا له في البداية، بأن تكون الشفرات في نقط بعينها. ويأتي تعزيز المدينتين المحتلتين لحدودهما، في سياق الأزمة الدبلوماسية التي تعرفها العلاقات المغربية الإسبانية، منذ أسابيع، وما وازاها من هجرة جماعية غير مسبوقة، كما يأتي تعزيز الحدود رغم الاستنكار الحقوقي الذي يصاحب الإجراءات التي من شأنها الاعتداء على حقوق المهاجرين، وتعريضهم للخطر.