تزامنا مع بدأ عملية التغيير الجذري التي تقوم بها السلطات الإسبانية على مستوى السياجين الحدوديين اللذين يفصلان مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين عن باقي التراب المغربي، والتي قالت عنها حكومة بيدرو سانشيز إنها تهدف ل"أنسنة" الحدود، صعبت السلطات المغربية الأمر أكثر على المهاجرين غير النظاميين بجعل عبور جانبها من الحدود "أشبه بالكابوس". وكشفت صحيفة "إلباييس" الإسبانية، أن السلطات المغربية عززت من حراسة الشريط الحدودي مع سبتة ومليلية، بالإضافة إلى تكثيف الأسلاك الشائكة والشفرات الحادة على طول السياج، بالتزامن مع التغيير الذي يشهده الجانب الإسباني من الحدود. وتحدثت الصحيفة عن حالات لأشخاص مغاربة ومن إفريقيا جنوب الصحراء، تأذوا عند محاولتهم بلوغ الجانب الآخر من السياج الشائك، ومنهم شاب مغربي من مدينة الناظور يبلغ من العمر 26 عاما، والذي توفي بعد إصابته بقنبلة غاز مسيل للدموع خلال محاولة للهجرة غير النظامية. ونقلت الصحيفة تجربة مهاجر من المغرب وآخر من بوركينا فاسو، يبلغان من العمر 19 عاما، واللذان تمكنا من بلوغ مليلية خلال آخر محاولة جماعية لاجتياز الحدود في يوليوز الماضي، والتي شارك فيها نحو 250 شخصا، إذ أورد الشابان أن تلك التجربة "هي الأكثر رعبا" في حياتهم. وحسب الشابين فإن المهاجرين عليهم اجتياز الشفرات الحادة للسياج الحدودي، ليجدوا أنفسهم داخل خندق عليهم عبوره بسلام قبل الوصول إلى مليلية، وبالتزامن مع ذلك عليهم مواجهة القوات المغربية التي "تفعل كل شيء لمنعك، إنهم يرمونك بالحجارة ويضربونك بالعصي ويطلقون عليك قنابل الغاز"، يقول الشاب المغربي. وكانت الحكومة الإسبانية قد شرعت في تنفيذ وعدها بتغيير السياجين الحدوديين لسبتة ومليلية عبر جعلهما "أكثر إنسانية"، وذلك بإزالة الأسلاك الشائكة والشفرات الحادة من الجانب الحدودي للمدينتين المحتلتين، وتعزيز حضور التيكنولوجيا لمراقبة الشريط الحدودي وبوابات اللوج إلى الثغرين. لكن في المقابل، لا تتحفَّظ إسبانيا على الإجراءات المشددة للجانب المغربي على الحدود البرية، بل إن الحكومة الاشتراكية سبق لها أن أشادت بسلطات الرباط وبعملها في الحد من الهجرة غير النظامية، قبل أن تعلن قبل أيام منح المغرب دعما ماليا بقيمة 32,2 مليون يورو لمساعدته على التصدي لهذا النوع من الهجرة.