تعيش واحات إقليم زاكورة ومناطق واسعة من الجنوب الشرقي، حالة من الجفاف الذي أدى إلى القضاء على أعداد كبيرة من أشجار النخيل، ما دفع جمعيات ونشطاء إلى دق ناقوس الخطر حول تفاقم النقص الحاد في المياه. وأمام موجة الجفاف هذه، تتوجه أصابع الاتهام إلى بعض الفلاحات التي استنزفت الفرشة المائية بالمنطقة، وأدت إلى هلاك النخيل، وتهدد الساكنة بالعطش، وعلى رأسها زراعة البطيخ الأحمر. وأطلق نشطاء بالمنطقة حملة إلكترونية تدعو المسؤولين إلى إنقاذ الواحات بدرعة، التي باتت تعيش تدهورا في الموارد المائية، واصفين ما يحدث بالكارثة البيئية، التي تحتاج إلى مساءلة ومحاسبة كل المتسببين فيها. ويشير الفاعلون الجمعويون بالمنطقة إلى أن بعض الواحات الممتدة على مسافة كيلومترات، والتي تضم عشرات الآلاف من أشجار النخيل هلكت بسبب الجفاف، ولم يعد ينتظر أن تعطي أي مردود حتى وإن تم سقيها. وينبه نشطاء المنطقة وجمعياتها إلى أن الجفاف الذي أتى على واحات مثل محاميد الغزلان والكتاوة، يزحف في اتجاه واحات أخرى، تضم مئات الآلاف من أشجار النخيل، التي باتت بدورها مهددة. ويؤكد نشطاء زاكورة والجنوب الشرقي أنه ورغم المراسلات والتنبيهات للمسؤولين إلا أن الوضع بالمنطقة بقي على حاله، في ظل غياب أي تفاعل أو استراتيجيات من شأنها إنقاذ ما يمكن إنقاذه. وإلى جانب زاكورة، يعرف إقليم طاطا بدوره حالة من الجفاف، التي تتسبب فيه عوامل طبيعية وبشرية، رغم تعدد المراسلات للجهات المسؤولة والحكومة لإنقاذ واحات الإقليم مما يتهددها من جفاف وحرائق وإجهاد مائي وتغيرات مناخية. وقد أصدر عامل إقليم طاطا في مارس الماضي قرارا يعلن بموجبه الإقليم منطقة متضررة من الجفاف، ويؤكد على ضرورة تقديم الجهات المعنية للمساعدات التي تمنحها لدولة للتخفيف من الأضرار الناجمة عن الظاهرة. وقد بلغت أزمة المياه بالجنوب الشرقي، إلى حد المساس بجودة المياه الصالحة للشرب، حيث عرفت المنطقة في السنوات الأخيرة سلسلة من الاحتجاجات، خاصة بإقليم زاكورة، الذي تجددت فيه الاحتجاجات في شهر ماي المنصرم بسبب العطش.