طالب العديد من الفاعلين المدنيين بإقليم طاطا، بإنقاذ واحات الإقليم وعموم الجنوب المغربي من الجفاف والحرائق والإجهاد المائي والتغيرات المناخية. ونبهت لجنة الإشراف على نافذة التشاور المدني بطاطا في رسالة مفتوحة إلى أن الواحات بالجنوب المغربي تعرضت طيلة السنوات الأخيرة لحرائق متكررة، كان آخرها الحريق الذي اندلع أول أمس الثلاثاء بإحدى واحات الإقليم، وتسبب في التهام أعداد من أشجار النخيل.
ولفتت الرسالة إلى أن حرائق الواحات تتكرر بكثرة، وذلك نظرا لموجة الحرارة المفرطة التي يعرفها المغرب، وهو ما يتطلب اتخاد إجراءات احترازية لتفادي وقوع حرائق بالواحات، خاصة وأن الآلاف من أشجار النخيل التهمتها النيران بسبب الحرائق المتواصلة، سواء بإقليم طاطا أو إقليم الراشيدية وغيرها. ودق النشطاء ناقوس الخطر من جراء الحرائق المتكررة، والتحديات الكبيرة التي أصبحت تواجه الواحات، وتكاد تعصف بمنظومتها الإيكولوجية والثقافية، بما في ذلك المشكل المتعلق بالتصحر والتغيرات المناخية التي تنذر باختفاء عدد كبير من الواحات، وتضاعف تردي الأوضاع البشرية والإيكولوجية على حد سواء، خاصة وأن الواحات بالمغرب تشغل 15 في المائة من مساحته، وتشكل جدارا لمقاومة زحف الرمال. ودعت الرسالة الموجهة إلى كل من رئيس الحكومة ووزيري الفلاحة والداخلية، ورئيسي مجلسي النواب والمستشارين، ورئيسي المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، إضافة إلى قادة الأحزاب وهيئات المجتمع المدني، -دعت- إلى نقاش جماعي بناء لبحث سبل الحد من هذه الظاهرة المتكررة، واقتراح حلول لها. وفي هذا الصدد قدم النشطاء المدنيون بالمنطقة مجموعة من الحلول لحماية الواحات، داعين أيضا جميع الفاعلين إلى التفكير في طرق الحفاظ على النظام الإيكولوجي للواحة. وأكدت الرسالة على ضرورة تثمين الزراعات والأشجار الواحاتية عوض الزراعات الدخيلة كالبطيخ الأحمر، واستغلال المناظر الطبيعية للواحات في القطاع السياحي، مع خلق التوعية والتحسيس بأهمية الواحة، والتصدي للرعي الجائر الذي يهدد تنوع الغطاء النباتي، إضافة إلى الترافع لإدماج موضوع الواحات في النقاش العمومي المفتوح في إطار صياغة مخرجات النموذج التنموي الجديد. ونبه النشطاء إلى خطر استنزاف الموارد المائية تأثرا ببعض الزراعات، خاصة البطيخ الأحمر، داعين الجميع إلى ترشيد وتقنين استعمال الماء كمادة حيوية، والإسراع باستكمال وبناء السدود التلية المبرمجة، وبرمجة أخرى بالعديد من مناطق إقليم طاطا، لضمان تأمين الماء والحفاظ عليه، لضمان شروط التنمية المستدامة بهذه المناطق القاحلة، مع استبدال الزراعات المستهلكة للماء بزراعات بديلة. وخلصت الرسالة إلى التأكيد على حاجة الواحات بالمغرب إلى بدائل أخرى إضافية لخلق انتعاش اقتصادي، يساهم في التنمية، لاسيما السياحة المستدامة المسؤولة، مشيرة إلى أن الواحات يمكنها أن تكون رافعة للتنمية المحلية بالجنوب المغربي، لكن لابد من حمايتها من الزوال.