حضر اليوسفي ولشكر وغابت وجوه اتحادية والوزراء والمستشارين حميد المهداوي: "شكرا لأمي لأنها فتحت لي أبواب السجن"، هذه هي العبارة الوحيدة التي خص بها خالد عليوة، قيادي حزب الاتحاد الاشتراكي، موقع "لكم. كوم"، على هامش جنازة والدته، التي جرى تشييع جثمانها بعد صلاة ظهر يوم الثلاثاء 05 مارس، بمقبرة الشهداء بالرباط. "نِعْم الرجال.. نِعْم الرجال" يقول عليوة للحبيب المالكي، رئيس الفريق البرلماني لحزب الاتحاد الاشتراكي، وهو يربت على كتفه، حين تقدم إليه المالكي لتقديم التعازي. لم يكن المالكي وحده من حضي بالثناء من عليوة، فكلما تقدم اتحادي للسلام عليه كيونس مجاهد وجمال أغماني.. إلا وربت عليوة على كتفه وضمه إلى صدره بقوة، وهو يخاطبه، بابتسامة عريضة :"نِعْم الرجال نِعْم الرجال". "السي عليوة، هل أغناك من حضر من الاتحاديين عمن غاب منهم؟ يسأل موقع "لكم. كوم"، فيضع عليوة يده على فمه. إنها إشارة أقوى من قول الكثير. كان النحول باديا على جسم عليوة، وهو يقف بجلباب أبيض لتلقي التعازي ممن تقدم إليه بعد الانتهاء من مراسيم الدفن؛ لقد فقد بعضا من وزنه داخل السجن. كما بدا عليوة "مهموما" من خلال قسمات وجهه: "هذا عشيري كان معايا في الحبس" يقول عليوة وهو يضم أحدهم إلى صدره جاء لتقديم التعازي إليه. قبل أن يضيف وهو يضم مُعزيا أسمر البشرة إلى صدره: "هذا أحسن هداف عرفه الفتح الرباطي لم التقيه لسنين طويلة". غاب الزايدي والراضي واليازغي ووالعلو وخيرات.. في غياب أبرز الوجوه الاتحادية محمد الأشعري وعبد الواحد الراضي ومحمد اليازغي وأحمد الزايدي وفتح الله والعلو وحسن طارق وعبد الهادي خيرات... وحضور عبد الرحمان اليوسفي وادريس لشكر وجمال أغماني ويونس مجاهد والحبيب المالكي ومصطفى الكثيري... انطلقت مراسيم الجنازة من مسجد الشهداء بالرباط في اتجاه المقبرة. لم يظهر لشكر والمالكي ومجاهد إلا بعد توقف المطر داخل المقبرة، في حين حرص اليوسفي صحبة أغماني والكثيري على الحضور مبكرا. بدا حضور المشيعين قليلا على خلاف ما كان متوقعا. لا مستشار ملكي ولا وزير من حكومة بنكيران على خلاف عدد من الجنائز التي يحضرها الوزراء ومستشارو الملك عندما يتعلق الأمر بوفاة شخصية عمومية أو قريب جدا منها، لم يحضر أي مستشار ملكي، لمراسيم دفن والدة عليوة رغم أن الأخير شغل مناصب سامية في الدولة؛ حيث شغل منصب وزير التشغيل والناطق الرسمي باسم حكومة اليوسفي. بل حتى الوزراء الإسلاميون المعروفون بالظهور في مثل هذه المناسبات لم يحضر أي واحد منهم للجنازة كما لم يحضر أي وزير آخر من داخل حكومة بنكيران. "الرجوع لله آسي خالد" "الرجوع لله آلسي خالد" هكذا خاطب أحدهم عليوة، بعد أن تمادى طويلا في إلقاء التراب على قبر والدته وهو يطلق نحيبا مسموعا، في وقت كان فيه لشكر يربت على ظهره من خلفه بين الفينة والأخرى قبل أن يطلب منه التوقف عن النحيب وإلقاء التراب. "غير خليوني" يقول عليوة لشخصين أرادا سحب المعول من يديه. كان عليوة في لحظات يرفع عينيه إلى السماء مناجيا فيما الدموع تنهمر على وجنتيه بلا انقطاع. آل عليوة كلهم وطنيون مخلصون للشعب والوطن "ترعرعت في أسرة محافظة، شعارها لا إله إلا الله محمد رسول الله"، يقول شيخ في عقده السابع متحدثا عن الفقيدة زبيدة عليوة قبل أن يضيف وهو يتحدث عن والدة عليوة: "حجت واعتمرت، صلت وصامت، وقامت بأوامر الله أحسن قيام، نشأت في أسرة مسلمة محافظة، وكانت نعم الابنة الصالحة لوالدها، ونعم الزوجة المُخلصة لزوجها وكانت نعم الأم الحنونة على أبنائها، أطعمت المسكين وزارت المريض، كان بيتها خلية من خلايا الوطنية، إن آل عليوة وطنيون مخلصون للشعب والوطن لقد تركت ذرية صالحة".