اعتبر سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، أن هناك جهات تحركت لتشويه صورة المغرب وموقف المغاربة من قضية فلسطين مع بداية العدوان، مشيرا إلى أن الموقف الرسمي المعبر عنه كان واضحا في رفض كافة الانتهاكات والاحتلال ضد المقدسين بل ضد الفلسطينين. جاء ذلك في كلمة له خلال مهرجان خطابي، مساء أمس الأحد، نظمه عن بعد حزب "العدالة والتنمية" الذي يترأس الحكومة في المغرب، تحت شعار "فلسطين الصمود.. فلسطين الانتصار"، احتفالا بانتصار الفلسطينيين ضد العدوان الإسرائيلي. وأضاف العثماني، ثم جاءت مبادرة الملك في عز العدوان بإرسال مساعدات إلى غزة والضفة، دليلا آخر على أن الموقف المغربي كما كان سيبقى دائما مع الشعب الفلسطيني متضامنا معه حاسا بمعاناته، والمغاربة ملكا وحكومة وشعبا يتحرقون إلى اليوم الذي تتحرر فيه القدسوفلسطين من الاحتلال . وأكد المتحدث على أن معركة تحرير القدس آتية لا ريب فيها، حتى تتخلص القدس من الاحتلال، وحتى تقوم الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف. وأشار العثمان أن حزب العدالة والتنمية كان قد تعبأ منذ بداية الانتهاكات الفاضحة التي تصعدت ضد المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى، مضيفا، تعبأنا للتوعية والتواصل لاستنكار هذه الانتهاكات، لاستنهاض الهمم للتعبير عن الموقف، ومساندة هؤلاء الصامدين والصامدات هناك من خلال مهرجانات رقمية متتالية حسب ما تسمح به الظروف التي يمر منها المغرب والمتعلقة بكوفيد 19. وشدد العثماني على أن حزب العدالة والتنمية، أسهم في تنظيم عدد من الوقفات والفعاليات إما تضامنية أو مستنكرة للعدوان في مختلف المدن المغربية، وأطلق أيضا حملة للتبرع لبيت مال القدس، لتكون هذه التبرعات تمويلا لمشاريع اجتماعية وصحية وتعليمية ومشاريع عمرانية لدعم صمود المقدسيين، مشيرا إلى أن حزبه في تعبئة مستمرة لهذا الدعم على حسب ما تسمح به ظروفنا وشروطنا، مبرزا، أن جزء مهما من هذه الفعاليات كان ناجحا ولقي التفافا، وإقبالا كبيرا من المواطنين والمواطنات. ووجه العثماني تحية خاصة للمرابطين والمرابطات الذين دافعوا عن الأقصى في مواجهة الاعتداءات والانتهاكات التي يقوم بها المستوطنون، وخاطبهم قائلا، أنتم تنوبون عنا في الدفاع عن المسجد الأقصى، نبتم عنا وتنوبون عنا فجزاكم الله خيرا، وآجركم الله وجعل كل تضحياتكم في ميزان حسناتكم، وجعل الله تضحياتكم نورا لكم، في الدنيا وفي الآخرة، كما وجه التحية للمقدسيين والمقدسيات الذين كان صامدين مضحيين أمام محاولات التهويد ومحولات الاستيلاء على المقدسات وعلى المعالم الإسلامية، كما لم يفته توجيه التحية للشعب الفلسطيني أينما كان، وهو الذين هبوا لنصرة القدس، واستمروا في ذلك رغم التضحيات الكبيرة والباهضة. وأشار العثماني في معرض كلمته إلى مجموعة من النتائج التي رآها قد تحققت، بعد هذا الانتصار، أولاها وقف انتهاكات المستوطنين في المسجد الأقصى وخصوصا في حي الشيخ جراح، معتبرا أن القدس بالنسبة للمقدسيين وللفلسطينيين وللمسلمين ولأحرار العام خط أحمر. النتيجة الثانية، وفق العثماني، اعتراف الإسرائيليين بأن ما تم انتصار للشعب الفلسطيني وللمقاومة، مبرزا في النتيجة الثالثة، التعاطف العالمي والدولي مع المقاومة في أوروبا وأمريكيا بمئات الآلاف من المتظاهرين، كما رأينا سياسيين وبرلمانيين يراسلون مسؤولي بلدانهم لأجل انصاف فلسطين. وأكد العثماني في المكسب الرابع على أن القضية الفلسطينية عادت لصدارة المشهد لدى عموم المسلمين في العالم العربي والإسلامي، كما ارتفع منسوب الاهتمام بها بقوة من جديد، مشيرا إلى تطور الوعي بشكل كبير، مؤكدا على أن غيض من فيض مما ربحناه من هذا الانتصار.