نظم مئات الأساتذة والإداريين، اليوم الاثنين، وقفة وطنية حاشدة أمام مقر وزارة التربية الوطنية بالرباط، وذلك في أول أيام الإضراب الوطني الذي دعت له عدد من النقابات والتنسيقيات التعليمية. وعرفت الوقفة الوطنية مشاركة نقابات من قبيل النقابة الوطنية للتعليم والجامعة الوطنية للتعليم التوجه الديمقراطي، فضلا عن تنسيقيات فئوية، من بينها أساتذة الزنزانة 10، والأساتذة المكلفين خارج إطارهم الأصلي، وغيرهم. كما عرفت الوقفة حضورا أمنيا مكثفا، حيث تدخلت القوات العمومية لدفع المحتجين بالقوة خارج الساحة المقابلة لوزارة التربية الوطنية، ومنعهم من إكمال وقفتهم. وجرى دفع المحتجين وسط الطريق ما خلف اصطدام الأساتذة بالسيارات وأصيب بعضهم، وهو ما استنكره المحتجون لتهديده حياة رجال التعليم. وعرفت الوقفة التعليمية رفع عدد من الشعارات المنددة بسياسة الحكومة ووزارة التربية الوطنية، محملة إياهما مسؤولية ما صار إليه الوضع التعليمي من احتقان. كما عبر المحتجون عن إدانتهم وتنديدهم بالقمع والمنع الذي تعرضوا له، بشعارات من قبيل "واك واك على شوهة سلمية وقمعتوها"، "باركا من البوليس زيدونا فالمدارس"، "جماهير شوفي مزيان حقوق الإنسان". وأدان المحتجون العنف وإسقاط الأساتذة معتبرين أن إسقاط الأستاذ وإهانته هو إسقاط للوطن. وعبر بعض المحتجين في حديثهم لموقع "لكم" عن أسفهم الشديد لهذه الطريقة الحاطة من الكرامة التي يعامل بها أساتذة، قضوا عقودا من حياتهم في تعليم أبناء المغاربة، وبناء الوطن. وأشاروا إلى أن الوقفة كان يمكن أن تنظم بشكل سلمي وطبيعي دون عنف ودون قمع غير مبرر، خاصة وأن المتظاهرين مصرين على إسماع صوتهم ولن يثنيهم العنف عن الصدح بأصواتهم وإسماع مطالبهم لمن يهمهم الأمر. وتأتي هذه الوقفة في سياق تزايد الاحتقان والتصعيد في صفوف مختلف فئات قطاع التربية الوطنية، التي أعلنت هذا الأسبوع عن إضرابات وأشكال احتجاجية مختلفة، متمركزة في العاصمة الرباط ومدن أخرى. وتطالب النقابات التعليمية ومعها شغيلة القطاع بفتح باب الحوار، والإنصات لمشاكل ومطالب الأساتذة، بدل نهج سياسة الآذان الصماء، واتباع المقاربة الأمنية بدل الحلول الواقعية.