السابع والعشرون هو آخر يوم من أيام المعرض التشكيلي الباذخ، المقام منذ 13 من الشهر الجاري(مارس 2021) برواق Ces-Arts.ma بالدار البيضاء، احتفاء باليوم العالمي للمرأة، شاركت فيه ثلاث فنانات تشكيليات يرفعن لواء الأمل والجمال، والنضال من أجل تعزيز مكانة المرأة وطنيا وكونيا، وتمكينها من وضع اعتباري تستحقه عن جدارة واقتدار. هؤلاء الفنانات المغربيات الواعدات باجتراح معالم الجمال، ورسم لوحات البوح بأصدق المشاعر وأرق الأحاسيس الإنسانية هن: ماجدة الشرايبي ولبنى الإدريسي وهدية نكموش. وعلى الرغم من الاختلاف الفني والرؤيوي الذي يميز الإنتاج الفني لإحداهن عن الأخرى، إلا أنهن يتقاسمن نفس المنطلقات والمرجعيات والقناعات ذات الصلة بالمشترك القيمي الكوني، من قبيل الحرية والأخوة والتسامح، واليقين بحتمية شروق شمس المساواة بين المرأة والرجل،في عالم تعوزه النظرة المتوازنة البناءة بين نصفي المجتمع. ولئن كانت هؤلاء المبدعات يمتحن مفردات ومضامين لوحاتهن الجمالية من معين المجمع المغربي الأصيل، المستند إلى المضامين التراثية الرفيعة، فهن بفضل تكوينهن التعليمي المعاصر والمتنوع، مهيئات للانفتاح الإيجابي على مستلزمات الثقافة الفنية العالمية من شعر وموسيقى وسينما ومسرح .. هذا الانفتاح السليم يمنح لمنجزهن التشكيلي بعدا إنسانيا يمزج بنجاح ظاهر بين المعطى الثقافي الوطني والأداة الجمالية العالمية. وإذا اقتصرنا على لوحات الفنانة الشابة الواعدة ماجدة الشرايبي (على سبيل المثال)،فإننا سنجد جل أعمالها المعروضة في هذا الرواق بمثابة لوحة فنية واحدة تتكون من مقاطع متعالقة متناسقة، تعبر من خلالها عن رغبة بلا ضفاف في التحرر من القيود والأعراف والتقاليد غير الملزمة، وغير المسعفة على وضع المرأة عموما والمغربية على وجه التحديد في الوضع الاجتماعي المأمول. إن الألوان الهادئة والمتفاعلة والمصاغة في كثير من الحالات بقدر كبير من الحرفية، تعكس بجلاء نزعة نحو نشر التآزر والتساند والود بين الرجل والمرأة، في مسعى بلورة لوحة جمالية كبرى تؤمن بغد أفضل و مآل تسود فيه القيم الإنسانية السامية.