قالت ايران يوم الاثنين 28 يناير انها أطلقت قردا حيا الى الفضاء في مسعى للتباهي بما حققته من تقدم في أنظمة الصواريخ والذي أثار قلق الغرب لامكان استخدام التكنولوجيا نفسها في اطلاق رأس نووية. ونقلت وكالة الجمهورية الاسلامية للانباء الرسمية عن بيان لوزارة الدفاع قوله ان اطلاق الصاروخ الى الفضاء تزامن مع ذكرى المولد النبوي التي حلت الاسبوع الماضي ولكنه لم يحدد أي تاريخ. وقال البيان ان عملية الاطلاق هي «خطوة أخرى كبيرة» في تكنولوجيا الفضاء والابحاث البيولوجية «التي صارت حكرا على دول قليلة.» وقالت الوكالة انه جرى تصوير القرد الصغير ذا اللون الرمادي وهو مثبت بمقعد مبطن ويوضع في صاروخ كاوشكر وصف بأنه «بيشكام» /رائد/ والذي قالت وسائل اعلام رسمية انه وصل الى ارتفاع أكثر من 120 كيلومترا. وقال وزير الدفاع الايراني أحمد وحيدي لوكالة أنباء فارس شبه الرسمية «عادت هذه الحمولة بسلام الى الارض بالسرعة المتوقعة بما فيها الكائن الحي.» وأضاف «اطلاق كاوشكر وعودته هي أول خطوة باتجاه ارسال بشر الى الفضاء في المرحلة التالية.» ولم يرد تأكيد من مصدر مستقل لعملية الاطلاق. وفي واشنطن صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند للصحفيين بانها لا تستطيع تأكيد ما اذا كانت ايران أرسلت بنجاح قردا الى الفضاء أو اطلاق اي صاروخ أصلا وقالت انه اذا كانت فعلت ذلك «فهذا مبعث قلق خطير». وأضافت نولاند ان أي عملية اطلاق من هذا النوع تعد خرقا لقرار مجلس الامن رقم 1929 الذي يحظر على ايران القيام «بأي انشطة تتعلق بصواريخ بالستية قادرة على حمل أسلحة نووية بما في ذلك اي اطلاق باستخدام تكنولوجيا الصواريخ البالستية.» وتشعر قوى غربية بالقلق من أن تستخدم تكنولوجيا الصواريخ البالستية طويلة المدى - التي يمكنها ارسال أقمار صناعية ايرانية الى المدار - في اطلاق رؤوس حربية نووية نحو هدف معين. وقال برونو جروسل من مؤسسة الابحاث الاستراتيجية في فرنسا انه اذا صح تقرير ارسال القرد الى الفضاء فانه سيعكس تحقيق ايران انجازا هندسيا «كبيرا للغاية». وأضاف جروسل «اذا كنت تستطيع اظهار قدرتك على حماية مركبة من هذا النوع من تداعيات العودة /الى الارض/ فربما يمكنك حماية رأس حربية عسكرية من درجات الحرارة العالية والضغط المرتفع الناجم عن العودة.». وأضاف جروسل أن ارسال القرد سيكون مماثلا لارسال قمر اصطناعي يزن نحو ألفي كيلوجرام. ويعني نجاح العملية اكتساب قدرة على نشر صاروخ سطح سطح بمدى يصل الى بضعة الاف الكيلومترات. غير أن مايكل اليمان خبير التكنولوجيا الصاروخية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية قال ان ايران لم تظهر «أي قدرة عسكرية أو استراتيجية جديدة» بهذا الاطلاق. وأضاف «رغم ذلك فان ايران لديها برنامج طموح لاستكشاف الفضاء يتضمن هدف ارسال الانسان الى الفضاء في الاعوام الخمسة المقبلة أو ما يقرب من ذلك وكبسولة مدارية مأهولة بالبشر بحلول نهاية العقد.» وتابع «انجاز اليوم هو خطوة تجاه تحقيق هذا الهدف وان كانت خطوة صغيرة.» وكانت الجمهورية الاسلامية أعلنت عن خطط في عام 2011 لارسال قرد الى الفضاء ولكن وردت تقارير بفشلها. --- تعليق الصور: القرد الذي أرسل إلى الفضاء والصاروخ الذي حمله، وفي الأسفل أول كلبة أرسلت إلى الفضاء في عهد الاتحاد السوفياتي في القرن الماضي