أكدت تقرير أجرته المندوبية السامية للتخطيط، بشراكة مع هيئة الأممالمتحدة للمساواة بين الجنسين، أن الأسر التي ترأسها نساء عانت أكثر من تلك التي يعولها رجال خلال فترة جائحة كورونا، سواء من حيث التفاوتات في الولوج إلى الرعاية الصحية أو التعليم عن بعد (بالنسبة للأطفال المتمدرسين) أو في الحفاظ على النشاط والدخل وحتى في الاستفادة من المساعدات التي قدمتها الدولة. وسجل التقرير أنه في وقت الأزمات، الأسر التي تعيلها نساء تكون أكث ضعفًا بسبب ضعف فرصها للعثور على بدائل، حيث حافظت %19 فقط من أفراد الأسر التي تعيلها نساء في الوسط القروي على نشاطهم في القطاع الخاص خلال الأزمة، مقابل 27.5 بالمائة عند الأسر التي يعيلها رجال، أما في الوسط الحضري، فتناهز هذه النسب حوالي 12.7 في المائة، و 19.6 في المائة على التوالي. وخلص التقرير إلى أنه على الصعيد الوطني، تأثرت الأسر التي تعيلها النساء بشكل أكبر من الأزمة الصحية وتداعياتها الاقتصادية. ضعف التطبيب والتعليم وأشار التقرير أنه بالنسبة للرعاية الصحية، تعزى الأسباب الرئيسية إلى صعوبات التنقل (خاصة في الوسط القروي) فعلى سبيل المثال فيما يتعلق بالاستشارات الطبية قبل وبعد الولادة، فالنساء اللوات ينتمي إلى أسر يرأسها رجال يتمتعن بفرص أفضل للولوج إليها من تلك اللوات ينتمي إلى أسر ترأسها نساء. وبحسب التقرير يعد الفارق في الولوج إلى رعاية الصحة الإنجابية، بين هذه الأسر، أكثر شساعة عندما تعيش هذه الأسر في الوسط القروي، حيث يقدر الفرق ب 46 نقطة مئوية (%17بالنسبة للأسر التي تعولها نساء مقابل %63بالنسبة لنظيراتها التي يعولها رجال). وأكد أنه حتى قبل الولادة، يواجه الأطفال المنحدرون من أسر تعيلها نساء وضعية من عدم تكافؤ الفرص تفاقمت بسبب الأزمة. وفيما يخص متابعة التعليم عن بعد، ترجع الصعوبات التي تواجه الأطفال في الأسر التي ترأسها نساء إلى قلة توافر أدوات التدريس ومحدودية الإمكانات وتوافر الوقت والقدرة لضمن مرافقتهم. ضعف الولوج للمساعدات وعزا التقرير ضعف ولوج النساء إلى المساعدات العمومية التي تقدمها السلطات للتعويض عن فقدان النشاط والدخل، إلى انخفاض معدل تسجيلهن لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وكنتيجة لذلك، يعتمد عدد أكبر منهن على التحويلات العائلية، والتي تتميز بعدم انتظامها. وسجل التقرير أنه على مستوى متابعة التعليم عن بعد، فإن الفتيات تأثرن أكث من زملائهن الذكور بإعلان تأجيل الامتحانات أو إلغائها. كما كشف أن التدهور الأكبر في متابعة التعليم عن بعد بالنسبة للفتيات يرجع إلى المهام المنزلية التي كانت تتكلف بها الفتيات بشكل أكبر من المعتاد، ومع ذلك، تظل الحقيقة أن عددا أكبر منهم نسبيا لا يزلن يتابعن الدروس. قلق واكتظاظ بالمساكن وأبرز أن القدرة على إيجاد عمل بعد رفع الحجر الصحي كانت أقل بالنسبة للنساء، حيث سبق لبحث حديث أجراه البنك الدولي لدى المقاولات أن أكد زيادة هشاشة وضع المرأة في سوق العمل، وساهمت هذه الوضعية في زيادة وطأة الإكراهات المالية التي عانت منها النساء في ظل الأزمة الصحية. وشدد التقرير على أن النساء كن أكثر عرضة للقلق والاضطرابات النفسية كنتيجة لتفاقم هذه الفوارق المتنوعة. وكشفت أن %21من النساء مقابل 16.4 في المائة من الرجال عبروا عن معاناتهم في كثي من الأحيان من الاكتظاظ داخل المسكن أثناء فترة الحجر الصحي.