كشفت المندوبية السامية للتخطيط أن النساء القرويات أكثر نشاطا نسبيا من نظيراتهن في المدن، في ما يخص وضعية المرأة في سوق الشغل إذ بلغ معدل النشاط، لدى اللواتي يبلغن 15 عاما فما فوق، 36,6 في المائة، سنة 2011 في البوادي، مقابل 18,1 في المائة بالوسط الحضري. وأفادت المندوبية، في مذكرة إخبارية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، توصلت "المغربية" بنسخة منها، أن هذا المعدل يبقى متدنيا، مقارنة مع معدل نشاط الرجال بالقرى، الذي يبلغ 80,5 في المائة. وتتوفر جل النساء النشيطات بالوسط القروي على عمل (نشيطات مشتغلات) ولا توجد إلا 2,1 في المائة منهن في وضعية بطالة. وتشتغل أغلبهن في الفلاحة (94 في المائة)، إذ تمثلن 41,6 في المائة من القوى العاملة في هذا القطاع. كما أن 3 نساء نشيطات مشتغلات من أصل كل 4 في الوسط القروي تشتغلن كمساعدات عائليات (عمل دون أجر)، مقابل 4,6 في المائة فقط في المدن، حيث يطغى العمل المأجور (80,5 في المائة من النشيطات المشتغلات بالمدن مقابل 5.5 في المائة بالمناطق القروية). ويهم التشغيل الذاتي 17,6 في المائة من النشيطات المشتغلات بالوسط القروي، مقابل 11,8 في المائة في المناطق الحضرية. وأضاف المصدر أنه، في سنة 2011، بلغت نسبة الأسر التي تترأسها امرأة 16 في المائة من مجموع الأسر القروية (مقابل 20,8 في المائة في المدن)، نصفهن تقريبا أرامل (50,5 في المائة)، و39,7 في المائة متزوجات، و6,3 في المائة مطلقات. كما أن 63,2 في المائة تقريبا من ربات الأسر غير نشيطات، فيما تزاول 36,2 في المائة منهن نشاطا اقتصاديا. ومن حيث مستوى المعيشة، أبرزت المذكرة أن الأسر القروية التي تترأسها امرأة، تنفق سنويا مبلغا أقل بنسبة 37 في المائة مما تنفقه نظيراتهن بالمدن (8.417 درهما سنويا، مقابل 13.317 درهما). ويؤدي هذا التفاوت في الإنفاق إلى تفاوتات كبيرة في مجال الفقر، إذ بلغ معدل الفقر لدى الأسر القروية، التي تترأسها نساء سنة 2007، ما يقرب من 15 في المائة، وهي نسبة تفوق 3,8 مرات معدل الفقر لدى الأسر الحضرية التي تترأسها نساء (4 في المائة). وتعاني أسرة قروية تترأسها امرأة من أصل كل أربعة، الهشاشة، فيما تتعدى هذه النسبة قليلا 1 من أصل كل 10 (13,4 في المائة) في المناطق الحضرية. وفي مجال التعليم، سجلت المذكرة أن المرأة القروية تبقى في مرتبة متأخرة بشكل ملموس، مقارنة مع نظيرتها الحضرية، إذ إن 58,2 في المائة من الفتيات والنساء القرويات البالغات 10 سنوات أو أكثر، لا يتوفرن على أي مستوى تعليمي سنة 2011 (مقابل 29,8 في المائة بالمدن)، و0,6 في المائة من بينهن فقط يتوفرن على مستوى تعليمي عال (مقابل 8,7 في المائة في المدن). وسجلت المذكرة أن لجوء المرأة القروية للرعاية الصحية أثناء الحمل أو الولادة أصبح أكثر انتشارا، إلا أنه ما زال دون المستويات المسجلة بالمناطق الحضرية. يشار إلى أن عدد النساء في المغرب بلغ، سنة 2011، حوالي 16,4 مليون امرأة (50,8 في المائة من مجموع السكان)، يعيش 41,6 في المائة منهن بالوسط القروي.