قال سعيد عفيف، عضو لجنة التلقيح التابعة لوزارة الصحة، إنه "لا يمكن تحقيق المناعة الجماعية إلا بعد تلقيح نحو 60 في المئة من السكان، وهو ما يستطيع المغرب أن يصله بعد حوالي 4 أشهر". وأوضح الطيب عفيف، وهو أيضا رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية في مقابلة مع الأناضول أن "حملة التلقيح الوطنية ضد فيروس كورونا، انطلقت في 28 يناير، وتهدف إلى تلقيح 80 بالمئة من المغاربة". وحتى الأربعاء، بلغ عدد المستفيدين من التلقيح، مليونان و81 ألف و13 شخصا، من بين 35 مليون نسمة هم عدد سكان المغرب. ووفق إحصاء، وصل عدد مجموع الجرعات التي تلقاها المغرب 7 ملايين، بعد وصول شحنة ثانية تتكون من 500 ألف من لقاح سينوفارم الصيني الثلاثاء. وفي 22 يناير الماضي، تلقى المغرب مليوني جرعة من لقاح "أسترازينيكا" البريطاني، و500 ألف من لقاح "سينوفارم" في 27 من الشهر نفسه، كما تلقى 4 ملايين جرعة من لقاح "أسترازينيكا" في 11 فبراير الجاري. وفي دجنبر الماضي، صرح وزير الصحة خالد آيت الطالب، بأن المغرب تعاقد على 65 مليون جرعة من اللقاحين المعتمدين لديه، "أسترازينيكا" و"سينوفارم"،. "تحسن" المؤشرات وأوضح المسؤول الطبي المغربي أن "مؤشرات الوضع الوبائي في المغرب بدأت تتحسن، بالتزامن مع انطلاق الحملة الوطنية للتلقيح" وقال: "في 20 نونبر الماضي، سجل المغرب 92 حالة وفاة بسبب كورونا في 24 ساعة فقط، وظلت معدلات الوفيات تتجاوز عتبة 70 وفاة يوميا ولعدة أسابيع". وتابع: "لكن في الأيام القليلة الماضية تراجع العدد كثيرا، وبدأنا نسجل أقل من 10 وفيات في اليوم". وأوضح عفيف، أن "تحسن الوضع الوبائي بالتزامن مع حملة التطعيم، يمكن من تهيئة الظروف الجيدة للحملة الوطنية للتلقيح، في أوساط العاملين في المجال الصحي، يما يضمن عدم الارتباك". مرحلة جديدة وعن مراحل التلقيح، قال عفيف، إن "حملة التلقيح ضد كورونا، حققت في مرحلتها الأولى (استمرت أسبوعين من الانطلاق)، الأهداف المتوخاة (لم يوضحها) منها". وأضاف: "بوصول دفعة 11 فبراير الجاري، ننتقل إلى مرحلة جديدة، لتوسيع الاستفادة من عملية التلقيح". وستشمل عملية تلقيح المغاربة ضد كورونا، بعد وصول دفعة 11 فبراير، "الفئات العمرية 65 سنة فما فوق"، بحسب بيان لوزارة الصحة. وشدد عفيف على أن، "عملية التلقيح ضد كورونا، يتم تنفيذها بشكل تدريجي، بحسب دفعات اللقاح التي يتسلمها المغرب". وتابع: "الواقع أن عملية تلقي اللقاحات ترتبط بالشركات المصنعة وأجندتها، وبالتالي نحن نضع برنامجا للتلقيح، لكن في نهاية المطاف ننتظر الالتزام بتواريخ تسليم الجرعات". وكانت وزارة الصحة، قالت في وقت سابق، إن" عملية التطعيم ستتم بصفة تدريجية، وفق الفئات المستهدفة، ويأتي على رأسها الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس ومضاعفاته". وأضافت أن المستهدفين هم العاملين بقطاع الصحة، الذين تفوق أعمارهم ال40 عاما، وموظفي السلطات العمومية والجيش، وكذا نساء ورجال التعليم (فوق 45 عاما)، والمسنين (75 عاما فما فوق). ولفتت إلى أن "عملية التطعيم ستشمل في مرحلة أولية، المناطق التي تعرف نسبا مرتفعة من حالات الإصابة بكورونا". لا مضاعفات وأكد المسؤول الطبي المغربي، أنه لم يتم رصد مضاعفات، بعد تلقيح حوالي مليون مواطن مغربي، قائلا: "لم نسجل مضاعفات تستدعي عناية طبية مركزة". وأضاف: "سجلنا حالات معزولة فقط ظهرت عليها أعراض خفيفة جدا، كارتفاع درجة الحرارة أحيانا، وألم خفيف في مكان أخذ الحقن". وتابع: "يمكن التأكيد على أنه بنسبة 99,98 بالمائة لم نسجل أي مضاعفات بسبب عملية تلقيح المواطنين ضد كورونا". وأوضح أن "الآثار الجانبية المسجلة، تختفي في غضون 24 ساعة فقط عن أخذ اللقاح". تعبئة شاملة وتهدف استراتيجية البلد للتلقيح ضد فيروس كورونا المستجد، "تنفيذ حملة تلقيح واسعة النطاق سيتم تنفيذها في جميع أنحاء التراب الوطني"، بحسب وزارة الصحة. وأعلنت السلطات المغربية عن "تعبئة غالبية مهنيي الصحة (العاملين بالوزارة)، وكذا 2880 مؤسسة رعاية صحية(مستشفيات ومصالح طبية) أولية". وفي هذا الصدد، قال عفيف: "وفرنا 3047 نقطة ثابتة خاصة بعملية التلقيح (بالمشافي)، وحوالي 10 آلاف نقطة لقاح متنقلة (بسيارات متنقلة)". وأفاد بأن الأطقم الطبية ستبدأ قريبا عملية تلقيح المواطنين والمواطنات في المناطق النائية. وأوضح أن كل مستفيد من اللقاح سيأخذ جرعتين، الحد الأدنى للمدة بينهما هو 21 يوما بالنسبة للقاح "سينوفارم" الصيني، و28 يوما للقاح مختبر "أسترازينيكا" البريطاني المصنع في الهند.