هكذا نلاحظ يوما بعد أخر التقدم الإعلامي والسياسي الذي تحققه البوليساريو يوما بعد أخر على حساب المغرب, وبحكم أننا مواطنون ملزمون بأخذ الحيطة والحضر من هذا التقدم. ليس فقط لأننا مغاربة أو لان الوطن يفرض علينا حمايته و وحدته كما تركه الأجداد. ولكن نتخوف من هذا التراجع الذي يرسمه المغرب من خلال الخمس سنوات الماضية. انهزام تلو الأخر ولا محاسبة ولا استقالة ولا اعتذار لشعب المغربي على هاته الهزائم. بعد قضية أمينتو حيدار مرورا باحتجاجات أكديمإزيك ثم بقضية كريستوف روس الذي تم ترفضه ليستقبل أحسن استقبال في المغرب, ثم اعتراف السويد بالبوليساريو نهاية بقضية حقوق الإنسان في الصحراء. ما أحس به كمغربي من قلب الصحراء, ولادة, وأصل, وتاريخ هو أن بعض لوبيات الفساد في المغرب أصبحت تدافع عن مصالحها الشخصية وليذهب الوطن ووحدته إلى الجحيم. ويقول المثل الدنماركي: التاجر لا تهمه الكرامة. فمابالك إذا كان التاجر يتاجر في البشر؟؟ هاته اللوبيات التي أهانت صورة المغرب خارجيا وداخليا. على الشعب أن يستعد لها لأنها إذا سلمت شبرا من أرضه عليه أن يجعلها تدفع الثمن.و على المواطنأنداك أن يراجع مواقفه ويتأكد من تبعيته ومن مسؤوليه, خريطة المغرب أصبحت تقزم عبر التاريخ.كأن المغاربة يملكون مركب نقص. فبعد احتلال سبتة ومليلية التي لا يجرأ البرلمان المغربي حتى الحديث عنها خوفا طبعا من غضب الإسبان وخوفا من نبش ملفات لا يريدون لها أن تعكر على البعض حياة الترف والبذخ. إضافة إلى الحدود الشرقية مع الجزائر وما صاحبها من تسليم للأراضي المغربية مثل تيندوف وحاسي بيضة إلخ. هناك بعض المسولين المغاربة من أعمهم الطمع وأصبح المغرب بنسبة لهم دكان بقال تباع أراضيه بصفقات يوما بعد أخر, وهنا لا بد لشعب أن يستفيق لا بد له أن يقول كلمته في الوحدة الترابية وفي الصفقات التجارية التي تباع فيها الألاف الهيكتارات للأجانب ولغيرهم. وزارة الخارجية المغربية لا ندري كم من وزير يسيرها هل وزير الخارجية فعلا أم وزير منتدب أم مستشارو القصر أم هم جميعا. إذا كان كذلك كيف للبرلمان السويدي أن يعترف بجبهة البوليساريو. مجموعة أشخاص مقرها بتندوفاستطاعت أن تنسف مملكة بتاريخها وشعبها من السويد وتحصد اعتراف لأنصارها.غياب الضمير والحس الوطني عند بعضالمسؤولون عن قضية الصحراء في المغرب هو الذي جعل كل من يبحث له عن إنشاء دولة يختار جزء من المغرب. تمنيت لو كانت البوليساريو لم تطالب بالاستقلال ولو كانت مطالبها داخل الصحراء لكانت البوليساريو اليوم أكبر حزب في المغرب. لكن ما يعاب عليها هو مطالبتها بتقسيم المغرب في وقت تتكتل فيه الأمم. لكنني على يقين تام أن البوليساريو حتى ولو قامت بنزع استقلال لصحراء فإنها لن تطبق الديموقراطية ولن تكون أقل بطشا من المغرب في الصحراء نظرا لتقارب وجهة النظر الداخلية للبوليساريو في مخيمات تيندوف وتصرفات المغرب في الصحراء.انتشار لرشوة قمع حرية التعبير, فساد القضاء, وتسلط الأجهزة الأمنية. كل مسؤول تبث في حقه فساد في وسط المغرب أو شمال المغرب ينقل إلى الصحراء ويكتب في الجرائد المسؤول الفلاني نقل إلى الصحراء نتيجة غضبة من وزير أو جنرال أو..... أهكذا تعالج قضية الوحدة الترابية؟؟ وهو ما جعل كل مواطن صحراوي غاضب على الواقع الإداري المغربي يحتضن فكر البوليساريو وهذه الأخيرة تعي ذلك جيدا وتستغله أحسن استغلال, لكن ما لا يعيه المواطن الصحراوي أن سفينة النجاة ليست هي البوليساريو وإنما إرادة ذاك المواطن نفسه لإن تبعية لا تصنع الكرامة كما أن الانفصال لا يصنعها كذلك. المشكل في الصحراء كما هو في المغرب ككل مشكل المواطنة الكاملة الحقوق, لا تزال عقلية التسيير الإداري يطبعها فكر سنوات الرصاص . لا يزال المواطن المغربي صحراويا كان أو أمازيغيا أو غير ذلك يعاني يوميا من نهب حقوقه المادية والمعنوية وأمام هذا الواقع لا عجب أن يحتضن الصحراوي فكر الانفصال ظننا منه أنه سبيل الخلاص. لكن هيهات لو كان كذلك. ما تضمره البوليساريو ليس بأقل عن ما يقوم به المغرب الأن. وللنظر فقط إلى 37 سنة من انتخابات البوليساريو في مخيمات تيندوف والتي تلد نفس الأشخاص.وهو مايقع تماما في الصحراء من نفس البرلمانيون ونفس رؤساء المجالس البلدية. وكما يملكون فيلاتهم في الرباط كذلك مسؤولو البوليساريو لهم فيلاتهم في الجزائر العاصمة.مخطئ من ظن أن الديموقراطية ستأتي من الجزائر ومخطئ كذلك من ظن أن في المغرب ديموقراطية. ويبقى شعوب البلدين ضحية لحكومتي البلدين. حكومات تحتاج إلى الضوء الأخضر من قصر الإليزيه لتخاذ أدنى قرار. وإلى أن نتخلى عن التبعية الفرنسية سيظل الشعبين الشقيقين متنافرين فقيرين مقهورين إلى الأبد. كاتب وصحفي- بلندن- بريطانيا