أقام الفنان التشكيلي المغربي أحمد بن اسماعيل معرضا فنيا في رواق "نوار سير بلان" بمدينة مراكش. يقول الكاتب الراحل إدمون عمران المالح إن بن اسماعيل "يتبع منذ سنوات عدة، مسارا تشكيليا يستحق شيئا من الاهتمام. فهو يتميز نظرته كمصور فوتوغرافي"، وأشار المالح إلى أن لقاءهما نتج عنه نشر كتاب "ضوء الظل" الذي يرسم رحلة حول سيدي بن سليمان الجزولي. واعتبر الكاتب المغربي الراحل أن "لوحات أحمد بن إسماعيل قدمت لنا كسؤال، كرسالة لا تسلم دلالتها، لأنها بالذات مشبعة بهذا المناخ، فمن بعيد، تكاد تلامس اللغز" كما كتب القاص أحمد بوزفور، بدوره، نصا نثريا احتفاء بتجربة الفنان. وهذا هو نص بوزفور: "هو اللون يشحب حتى يغيم ويدكن، حتى يغيب ويكمن حتى يصير زمن، زمنا مستدير الشجن. دوائر ناقصة تتعذب كي تستدير، فتعجز، هل تستطيع غدا؟ هو اللون يشتد حتى يصير حجارة مرمر، يلد الحجر الماء أو يلد النار، بل يلد الجسر بينهما، شجرا يزدهر. أعد نظرا إنسان عيني، لعل ما تراه التراب الأم لا الحجر الأبا. مرحبا بكؤوس الجمال هنا مرحبا هل أتاك حديث الحروف التي تترسب مثل الثمالة في القعر، تهرب نحو الضواحي، كما يهرب الغجر؟ هل تلمست أرقامها وهي تطفو على السطح مثل الحباب، وتنفجر؟ وبينهما كائنات مقسمة كالرئات ومنصوبة كالشواهد ممدودة كالهواتف ( لا أحد يتصل، ولا أحد قد يرد، فدع هاتف الغيب يهتف بالغيب، أعيننا نحن لم تستفق بعد من سكرات الشهادة ) كائنات تشف وتكشف مثل الظلال فأين الشخوص؟ ألا يسكن الكهف، لا يعمر الكون لا يملأ الكف إلا الظلال؟ "هل الكون شيء يحس أم الكون حلم وسادة؟ هو الفن يترع أعيننا دهشة ويراود أعيننا غزلا ويسافر فينا / نسافر فيه