الخط : إستمع للمقال تم اليوم السبت، بالحسيمة، تخليد الذكرى ال19 لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تحت شعار "الألف يوم الأولى، أساس مُستقبل أطفالنا". وانسجاما مع شعار هذه الذكرى، يُعتبر الاستثمار في الألف يوم الأولى من حياة الإنسان أساسيا لبناء وتعزيز الرأس المال البشري، ففي هذه الفترة الحساسة، يتشكل الطفل جسديا وعقليا بسرعة كبيرة، حيث يجب على الأسرة والمجتمع أن يولوا اهتماما كبيرا لتوفير البيئة المناسبة لنموه الجسدي والعقلي والمعرفي والاجتماعي. وحسب المعطيات التي وفرتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، فإن المغرب على الرغم من التقدم المحرز في مجال صحة الأم والطفل، إلا أن هناك فوارق كبيرة لا تزال قائمة في الحصول على الخدمات الصحية بيت المناطق الحضرية والقرى النائية بين الجهات، حيث تشير مُعطيات وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إلى أن معدل وفيات الأمهات يرتفع بشكل كبير في الوسط القروي مقارنة بالوسط الحضري، أما بالنسبة لوفيات الأطفال دون سن الخامسة، فإنها تفوق 15 ألف وفاة في السنة، ومن بين هؤلاء الأطفال، يتمثل 60 في المائة من الوفيات في 28 يوم الأولى من الحياة. تعزيز الجانب اللامادي وبهذه المناسبة قال محمد دردوري الوالي المنسق الوطني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إن هذا الورش الملكي الرائد يجسد عمق وتبصر الرؤية الملكية السديدة التي تجعل المواطن في صلب التنمية، وقد عملت المبادرة على محاربة الفقر والهشاشة، بالإضافة إلى تشجيع المشاريع المُدرة للدخل، والنهوض بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للفئات المحتاجة من خلال تحسين الولوج إلى البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية للقرب، وتشجيع الأنشطة المدرة للدخل، والمشاريع المُحدثة لفرص الشغل. وقال "تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، عملت المبادرة خلال مرحلتها الثالثة على التركيز على الجوانب اللامادية وتعزيزها، وقد توّجت الجهود بتحقيق عدة إنجازات ذات طابع اجتماعي مهمة وكبرى، من بينها إنجاز أكثر من 43 ألف مشروع ونشاط بكلفة بلغت 28 مليار درهم". وقال ذات المتحدث في كلمة له، إن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خلال مرحلتها الثالثة، عملت بجدية وفعالية من خلال تثمين الرأسمال البشري "وقد تكللت مجهودات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في هذه المرحلة بتحقيق عدة مُنجزات مهمة، حيث تشييد أكثر من 1700 كلمتر من الطرق والمسالك، بالإضافة إلى تشييد 90 ألف منزل وربط المنازل بشبكة الماء الصالح للشرب". وأوضح أنه تمت استفادة الآلاف من الشباب والشابات من خدمات الإرشاد والتوجيه وإحداث ما يفوق 12 ألف مقاولة، ودعم أكثر من 4000 مشروعا، كما تم إحداث أكثر من 7400 حجرة دراسية إضافية بطاقة استيعابية بلغت 190 ألف طفل، حيث تم كذلك دعم الاستفادة من التعليم الأولى في الوسط القروي. ورش ملكي مُهيكل ومن جهته أكد عامل إقليمالحسيمة، حسن الزيتوني، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية "ورش ملكي مهيكل"، مشيرا إلى أنه على مستوى إقليمالحسيمة شكل الورش نموذجا ناجحا لتنزيل فلسفة المبادرة الوطنية البشرية، الشيء الذي كان له الوقع الإيجابي في تحسين مؤشرات التنمية، إذ تم توفير العناية بالأفراد ومواكبة صحة الأم والطفل خلال مرحلة حاسمة، وذلك من خلال توفير تغذية متوازنة. وأضاف أنه تم تحسيس الساكنة من أجل تحسين السلوكيات والممارسات لضمان تغذية سليمة للأم والطفل، مع الاعتماد على الابتكار والتقدم التكنولوجي والتعليم، بالإضافة إلى تمكين النساء والفتيات في الوسط القروي. وقال ذات المتحدث، إنه "بناء على هندسة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، فإن مرحلة التعليم الأولي تُعد أساسية في المسار التربوي لساكنة الإقليم -الحسيمة- خاصة في العالم القروي، من خلال عرض تربوي وتعليم يوازي نظيره في أرقى الأحياء fالمدن وبجودة عالية"، مذكرا بالتوجيهات الملكية من أجل الاستثمار في الرأس مال البشري. اهتمام متزايد بصحة الأم والاطفال ومن جانبه أكد عبد الكريم مزيان بلفقيه، الكاتب العام لوزارة الصحة على "الدور المحوري للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية"، التي تتماشى مع التوجيهات الملكية للملك محمد السادس، حيث "تضع الإنسان في صُلب المسيرة التنموية". وأضاف ذات المتحدث في كلمة له بالمناسبة أن المرحلة الثالثة من المبادرة، أولت اهتماما متزايدا بصحة الأم والطفل، حيث تم إعطاء الانطلاقة لعدة مشاريع تروم تحسين الخدمات الصحية. وفي ذات السياق، أشار بلفقيه أنه تم توقيع اتفاقية شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية ومنظمة اليونيسف، لتوحيد الجهود لمكافحة عدم المساواة في الحصول على الرعاية الصحية في المناطق القروية. وقال "لقد أظهرت البيانات النوعية والكمية التي تم جمعها خلال المرحلة القيمة المضافة لهذه المنظومة في تحسين ولوج سكان القرى إلى مراكز الرعاية الصحية، كما لاقت هذه التجربة باستحسان الهيئات الفاعلة الميدانية والسكان المحليين". وفي تصريح له خص به موقع "برلمان.كوم" أكد الكاتب العام لوزارة الصحة على أن هناك التقائية بين استراتيجيات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبين الاستراتيجيات وزارة الصحة التي تُركز على صحة الرضيع في الألف يوم الأولى، وتنفيذ تعليمات الملك محمد السادس فيما يخص تحسين وتعزيز صحة المجتمع المغربي.