دعا نزار بركة الأمين العام لحزب "الاستقلال" إلى تحفيز الشباب للمشاركة في العملية السياسية، وانتشالهم من الإحباط والعزوف والنفور من الممارسات السياسية. وأكد بركة في كلمة له بمناسبة تخليد حزبه لذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، أمس الاثنين، على ضرورة تقوية آليات إدماج الشباب في العملية الديمقراطية لضمان مساهمتهم بشكل أكبر في العملية الانتخابية، من خلال تكثيف التسجيل في اللوائح الانتخابية. وشدد على أن السيادة المغربية لا تكتمل إلا عبر تعزيز الاستقلالية الاقتصادية وتقليص التبعية للخارج فيما يتعلق بالموارد والمواد الأولية التي يحتاجها المواطنون والمواطنات، وتحتاجها بلادنا لمواصلة مسارها التنموي. وأشار أن جائحة كورونا أظهرت إلى حد كبير مخاطر التبعية الاقتصادية للبلدان، وعولمة سلاسل التوريد التي تعطلت بسبب الأزمة، خاصة القطاعات المرتبطة بالمجالات الصحية والأمن الغذائي والأنشطة الموجهة للتصدير. ودعا بركة أيضا لإطلاق جيل جديد من البرامج والسياسات والمخططات لتحريك دواليب الاقتصاد وإنعاش فرص الشغل ودعم القدرة الشرائية، وتقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية، وصياغة رؤيا واضحة للمستقبل، معززة بآليات قادرة على تمنيع السيادة الاقتصادية وتقوية قدرات المغرب على الصمود أمام متطلبات استبدال السياسات المرتكزة على الاستيراد المفرط بسياسات وطنية إرادية تدعم أساسا المنتوج المغربي، وتحصين الأمن الغذائي والمائي والصحي والطاقي والرقمي والمالي للمغرب. وأكد بركة أن الكفاح الوطني التحرري يجب أن يتوج بحكم ديمقراطي، تصان فيه الحقوق والحريات، مشيرا أن هذا ما شدد عليه الزعيم ا التاريخي للحزب"علال الفاسي". وشدد على ضرورة تلمس نفس ديمقراطي جديد ببلادنا، في أفق إجراء الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، من خلال ورش لإجراء إصلاحات سياسية جديدة، تشجع المشاركة السياسية، وتمكن من استعادة الثقة في العملية الانتخابية والمؤسسات التمثيلية، وترسيخ الشفافية والنزاهة، وتقوية الأحزاب السياسية للقيام بأدوارها الدستورية. وألح أمين عام حزب "الاستقلال" على ضرورة تجاوز منطق الغموض والضبابية في المشهد السياسي، وإنجاح محطة الاستحقاقات الانتخابية القادمة، بمنظومة انتخابية عصرية، تفرز حكومة سياسية جديدة، يطبع أداءها التجانس والانسجام والنجاعة، والانخراط القوي في منطق التغيير الذي يطالب به المواطنون المغاربة، وتجاوز عقم السياسيات المتبعة حاليا والقطع مع ممارسات الماضي.