قالت خلود المختاري زوجة الصحافي المعتقل سليمان الريسوني إن هناك اغتيالا شاملا وعاما لتجارب الصحافة المستقلة، والدليل هو ما يحدث اليوم لجريدة أخبار اليوم "المغضوب عليها"، حيث لم يتلق العاملون أجورهم لحد الآن. وأشارت خلود المختاري خلال مداخلة لها في ندوة حقوقية، إلى أن ملف سليمان الريسوني يحمل مجموعة من التفاصيل الصادمة، سيتم الكشف عنها بعد إحالته على المحاكمة، وانتهاء سرية التحقيق. وانتقدت المتحدثة استمرار اعتقال الريسوني منذ سبعة أشهر دون محاكمة أو تهمة، فضلا عن حرمانه من رؤية عائلته، والتجاوزات التي طالت اعتقاله التعسفي، من قبيل حرمانه من التخابر مع محاميه، ما يجعل محاكمته غير عادلة. وأضافت أن رئيس تحرير أخبار اليوم كتب افتتاحيات مباشرة انطلاقا من حقه في التعبير عن رأيه، انتقد تسيير الدولة لحالة الطوارئ بالمغرب، وطرح مجموعة من الأسئلة المشروعة، منتقدة إلصاق التهم الجنسية بالصحفيين التي أصبحت ممنهجة، حيث بات من غير الممكن متابعة صحافي مستقل بتهم غير جنسية، وهذا مشهد تكرر في السنوات الأخيرة ضد صحافيين مشهود لهم بالجرأة والكفاءة. ولفتت خلود إلى أن الريسوني لم يشتك به أحد، والنيابة العامة هي التي حركت المتابعة، والمدون لم يصبح مشتكيا إلا بعد شهرين من اعتقال زوجها، مما يطرح عدة تساؤلات مشروعة، وعلى رأسها التساؤل حول تحريك النيابة العامة المتابعة ضد صحفي وسجنه، بناء على تدوينة دون اسم، ولا تستهدف شخصا واضحا. وأضافت المتحدثة أن مجموع ما يحصل من خروقات اليوم يجعلنا جميعا نطرح التساؤل عن أسباب الاعتقال وما وراءه، وكيف يتم اعتقال ثلاثة صحافيين في ظرف سنة أو سنتين، في الوقت الذي يتهدد الصحافي عماد ستيتو السجن، فضلا عن سجن الصحفية هاجر الريسوني من قبل وقبلها حميد المهدوي، متسائلة ما إذا كانت كل هذه الاعتقالات لا تنعكس على المغرب كدولة كانت تتطلع في يوم ما إلى أن تطوي صفحة الماضي. واعتبرت زوجة رئيس صحيفة أخبار اليوم أن الإشارات التي نراها اليوم خطيرة على المستوى الحقوقي والسياسي والاجتماعي، وحالة الاستثناء التي نعيشها أصبحت حالة دون رقيب، ولم يعد بالإمكان الحديث عما يحدث الآن. وتساءلت المتحدثة "ألا يظهر اليوم أن النيابة العامة باتت خصما في قضايا الصحافة وفي قضايا الاعتقال السياسي، والمفروض أنها مؤسسة أوكلت لها مهمة الأمن أكثر من مهمة الرعب، وعندما ترفع السرية عن المحاضر ستكشف العديد من الأحداث". وخلصت إلى أن الدولة اليوم متوجسة، والدليل على ذلك الطريقة التي تجابه بها الوقفات والاحتجاجات، حيث بات الآن المشهد مضببا، ولا توجد صورة واضحة لأن هناك توترا حقيقيا.