قال رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، إن التدخل المغربي في الكركرات كان ناجحا وحاسما، وجاء لتصحيح الوضع في معبر "الكركرات" بالصحراء المغربية. وجاء كلام العثماني خلال جلسة المساءلة الشهرية لرئيس الحكومة، اليوم الاثنين، بمجلس النواب، حول " البرامج التنموية للأقاليم الجنوبية". وأشار أن هذا التدخل توج بتأمين المعبر بصفة تامة ونهائية، وبإقامة حزام أمني لتأمين المعبر والطريق بشكل نهائي، من مناوشات الانفصاليين المتكررة، على حد وصفه. وأكد رئيس الحكومة أن تأمين معبر "الكركرات" بالإضافة إلى أنه تصحيح للوضع غير القانوني على الأرض، فإنه يسهم في تكريس وتدعيم التعاون جنوب-جنوب، في إطار التكامل الطبيعي للمغرب مع امتداده الإفريقي. وأبرز أن التدخل في الكركرات هو تأمين لمنطقة حدودية مع إخواننا في موريتانيا، مشيرا أن هذه المنطقة منذ بداية هذا الصراع المفتعل لم تكن منطقة اشتباك عسكري أو توتر، بل كان يسودها الاستقرار، قبل أن تمنع جبهة "البولسياريو" حركة المدنيين والتجارة. وتابع " هذه المنطقة اليوم يسودها الأمن والطمأنينة مثلها كباقي مناطق الصحراء المغربية، وستكون المناطق المحاذية لهذا المعبر محطة مشاريع استثمارية وتعميرية. وشدد على أن هذا الحدث يعد محطة مهمة في تاريخ القضية الوطنية لأنه أحدث تحولا نوعيا واستراتيجيا على الأرض، فما بعد هذه المحطة ليس كما قبلها، على حد تعبيره. وأبرز أن عبث عناصر البوليساريو استمر في المنطقة لثلاثة أسابيع اطلع فيها العالم على العرقلة التي تعرضت لها حركة المدنيين والتجارة في هذا المعبر، وذلك في خرق سافر لأعراف التجارة الدولية. ولفت إلى أن القوات المسلكة الملكية تدخلت بشكل مهني احترافي، بدون مس بسلامة المدنيين وأرجعت الأمور إلى نصابها وأمنت المعبر ووفرت الشروط لتفادي تكرار ما حصل. وأكد العثماني أن المغرب لما تدخل لتصحيح الوضع وإعادة الأمور إلى نصابها كان قد التزم لثلاثة أسابيع، بل لسنوات بأكبر قدر من ضبط النفس واستنفذ كل الطرق الممكنة لانسحاب المليشيات الانفصالية. واعتبر رئيس الحكومة أن المغرب حقق انتصارا جديدا في ملف وحدته الترابية، ينضاف إلى انتصاراته الدبلوماسية، مؤكدا أن الخكومة عازمة على استكمال تنزيل النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، وإتمام البرامج والمشاريع المدرجة فيه، مما يحقق تنمية هذه الأقاليم.