دعا راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الاسلامية الحاكمة في تونس الاربعاء، الى "تفتيش كل مقرات منظمات المجتمع المدني" في البلاد من أجل "إخلائها من الاسلحة والميليشيات" وذلك غداة مواجهات عنيفة بين ما أسماه "ميليشيات" من "الاتحاد العام التونسي للشغل" (أكبر مركزية نقابية في تونس) ومئات من المحسوبين على حركة النهضة. والثلاثاء اصيب عشرات خلال مواجهات أمام مقر الاتحاد في العاصمة تونس بين نقابيي المنظمة ومئات الاشخاص قالت وزارة الداخلية ان "أغلبهم" ينتمي الى "الرابطة الوطنية لحماية الثورة" المحسوبة على حركة النهضة. ونظم الاتحاد الثلاثاء تجمعا أمام مقره لاحياء ذكرى بمرور 60 عاما على اغتيال فرحات حشاد زعيم الحركة النقابية في تونس ايام الاستعمار الفرنسي. وقالت قيادة الاتحاد ان اعضاء رابطة حماية الثورة خططت منذ أيام لمهاجمة التجمع. وخلال اشتباكات الثلاثاء ردد المحسوبون على رابطة حماية الثورة شعارات من قبيل "الله أكبر" و"الشعب مسلم ولن يستسلم" و"الشعب يريد تطهير الاتحاد" الذي يتهمونه بالتحول الى جهة سياسية معارضة للحكومة التي تقودها حركة النهضة. واستخدمت في المواجهات الهراوات والحجارة وقوارير الغاز المشل للحركة. وقال الغنوشي في مؤتمر صحافي بالعاصمة تونس "نحن ندعو الى تفتيش كل مقرات منظمات المجتمع المدني (..) ونطالب بإخلاء كل منظمة من منظمات المجتمع المدني من الميليشيات ومن الاسلحة". وأضاف أن "عشرات من الرجال مدججين بالهراوات ويحملون شارات الاتحاد، ضربوا (الثلاثاء) من جاء ليحتفل" في اشارة الى اتباع رابطة حماية الثورة. واتهم الغنوشي اتحاد الشغل بالتحول الى "حزب معارض راديكالي". وقال"الحكومة تجد نفسها اليوم ليس في مواجهة نقابة بل معارضة سياسية راديكالية بسبب وجود اشخاص في الاتحاد ذوي توجهات اديولوجية متطرفة مراهنة على اسقاط الحكومة (..) واستدراجها الى مواجهات شاملة". وتابع "الاتحاد منظمة نقابية وليس حزبا سياسيا راديكاليا". وبخصوص احتمال شن الاتحاد اضرابا عاما قال الغنوشي "الدعوة إلى إضراب عام هو عمل سياسي (..) والاضرابات العامة سياسية وليست اجتماعية (..) ولن تغير الحكومة" لان "تغيير الحكومة في الديمقراطيات يتم عبر سحب الثقة منها في البرلمان أوعبر الانتخابات". ومضى الغنوشي يقول "الآن هناك (في تونس) أكثر من منظمة (مركزية) نقابية، والاتحاد يبقى في النهاية منظمة من منظمات المجتمع المدني". وقرأ مراقبون هذا التصريح على أنه "تقليل" من الغنوشي من شأن الاتحاد. وبعد الاطاحة بنظام الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، رخصت السلطات لنقابتين جديدتين يقول مراقبون ان حجمها ونفوذهما "صغير جدا" مقارنة بالاتحاد العام التونسي للشغل المنظمة العريقة. ورفض راشد الغنوشي حل "الرابطة الوطنية لحماية الثورة" المحسوبة على حركة النهضة. وقال "أنا أدافع عن رابطة (حماية) الثورة لانها منتوج من منتوجات الثورة وهم مستقلون وليسوا تابعين لاي جهة". وتابع "رابطة الثورة لا اقدسها لكنها ضمير من ضمائر الثورة لكن هذا لا يعني أنهم فوق القانون". واضاف "نحن ندين العنف من حيث أتى ونطالب في هذا الصدد بتشكيل لجنة مستقلة تحدد المسؤوليات (في المواجهات التي جرت الاثنين)، ويحال المذنبون على التحقيق العدلي". ويعتبر معارضون رابطة حماية الثورة "جناحا ميدانيا" لحركة النهضة التي تنفي ذلك.