مخيف أن تحس بهذا الألم والأسى، وتحس بالرغبة في الغثيان وأنت تتابع ما يحدث حولك ..يقتلك الحزن والحسرة، والأسف ،على أطفال يموتون كل يوم، ذنبهم الوحيد أنهم ولدوا هنا أو هناك يقتلك الألم ، ولا تعرف ما تفعله؟ لأن العالم حولك يسير معكوسا تبكي على أطفال غزة، و لا تعرف ما لذي بإمكانك أن تفعله؟ تبكي تستمر في البكاء ، يبح صوتك من الصراخ في الشوارع لكن الة القتل تستمر في نسف الأجساد التي أنتهشها الجوع والحصار.. تدخل إلى بيتك تجلس أمام شاشة التلفزة، تمد غطائك عليك وتتأوه من جديد، وتردد بينك وبين نفسك حسبنا الله ونعم الوكيل. ويوما عن اخر تجف دمعتك، يموت الإحساس داخلك، وتتأمل أشلاء الضحايا كأنها لا تعنيك وتردد من جديد حسبنا الله ونعم الوكيل، وتهمس لنفسك: ماذا بإمكاني أن أفعل؟ تقولها أنت.. يقولها الاخر.. نقولها جميعا.. لكن طاحونة القتل لا تتوقف يتساقط الأبرياء الواحد تلو الاخر الة الموت لا ترحم لا الصغير ولا الكبير حتى الجنين في بطن أمه تخرجه حيا لتذبحه أمام الملأ ، فتجد نفسك تردد مع الذين يقولون دائما، تعددت الأسباب والموت واحد. يجافيك النوم تأخذ قرص منوم، حتى لا تطاردك أرواح الضحايا ولا يتهمك ضميرك إذا كان لك ضمير بأنك شريك في الجريمة، إما بصمتك أو لا مبالاتك أو هروبك، تعددت الأسباب والجريمة واحدة أيضا ، يجافيك النوم من جديد، فتأخذ قرصا اخر، فتطاردك أرواح الضحايا في أحلامك، تطالب إنصافها و الثأر لها ، تستيقظ مذعورا لتقول كلنا غزة.. وتتساءل متى يجتمع رجال الدين أوتجار الدين كما يسمونهم في بلدان شقيقة ؟ ليقولوا: "غزة في قلوبنا فهبوا للجهاد" ، فتنتابك هستيرية من الضحك وأنت تتذكر قول صديقك في العمل وهو يقول لك إنسى هذا أتحداك لو يفعلوا ذلك. وتواسي نفسك قائلا، ستظل دموعنا تتساقط و ستملأ و ديانا وأنهارا وستصل إلى فلسطين وستسقي كل الحقول وستملأ كل الابار ، وستتحول رموشنا إلى سيوف تغرس في قلوب كل الخونة وكل صهيوني..و ..و ،لكنك تعود لتسخر من نفسك من جديد ،وتسخر من جبن الجميع ، وستجد نفسك مجبرا للانضمام إلى طابور المنتظرين، لأننا كلنا ننتظر الذي يأتي أو قد لا يأتي ونردد مع إخواننا المصريين" أدي الله وأدي حكمته"