لا تزال الدعوات لإنقاذ معتقلي حراك الريف المضربين عن الطعام مستمرة، في الوقت الذي بلغ بعضهم اليوم الثامن عشر من معركة الأمعاء الفارغة، متشبثين بتحقيق مطالبهم "العادلة والمشروعة". ومنذ بداية الإضراب والنشطاء الحقوقيون والسياسيون والنقابيون، ومن مختلف المشارب، يدعون إلى التعقل في التعامل مع الملف المطلبي لمعتقلي حراك الريف، وإنقاذهم من الموت.
وقد خاض العديد من النشطاء إضرابا رمزيا عن الطعام تضامنا مع المعتقلين، واستجابة للنداء الذي أطلقه قادة الحراك للتضامن مع ملفهم، وهو الإضراب الذي استضاف المقر المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان جزءا منه. ورغم كل النداءات والدعوات لإنقاذ المعتقلين، تؤكد عائلات المضربين أن أحدا لم يكلف نفسه عناء الحوار معهم أو الاستجابة لمطالبهم، وقد كتب أخ المعتقل نبيل أحمجيق، اليوم الاثنين، أن أخاه أكد في اتصال هاتفي أن حالته الصحية في تدهور مستمر، وأنه ولحدود اللحظة لم يقم بزيارتهم ولا أحد من "المسؤولين"، ليُقسم أنه لن يتراجع هو ورفيقه ناصر الزفزافي في هذه المعركة إلا بالاستجابة لمطالبهم وحقوقهم المشروعة . وتفاعلا مع الوضع الذي يعيشه معتقلو الحراك، في معركة الأمعاء الفارغة، كتب الناشط الحقوقي، المعطي منجب، على حسابه بفيسبوك "اليوم يدخل ناصر الزفزافي ونبيل أحمجيق ورفاقهما اليوم الثامن عشر من الإضراب عن الطعام، وهذه بداية مرحلة الخطر. أنقذوا حياة المعتقلين". ودعا منجب إلى تنظيم وقفة أمام البرلمان تضامنا مع المضربين "أعتقد أنه لا بد من وقفة تضامنية أمام البرلمان، يشارك فيها فقط 50 ممثلا للمجتمع المدني والأحزاب الديمقراطية، نظرا للحالة الوبائية المقلقة، حتى يحترم التباعد البدني بسهولة". كما طالبت جماعة العدل والإحسان، بصفحتها على "فيسبوك" بإنقاذ حياة المعتقلين السياسيين المضربين عن الطعام، مشيرة إلى أن الإضراب تجاوز يومه السابع عشر لكل من ناصر الزفزافي ونبيل احمجيق، المحكومين ب20 سنة في سجن رأس الماء بفاس، في حين بلغ يومه الثاني عشر للمعتقلين محمود بوهنوش المحكوم ب15 سنة، وبلال أهباض المحكوم ب10 سنوات والمعتقلين بسجن سلوان. كما أن الإضراب تجاوز يومه الثاني عشر للمعتقلين محمد حاكي وزكرياء أضهشور المحكومين ب15 سنة سجنا نافذا لكل واحد منهما، وبلغ اليوم السابع من الإضراب عن الطعام للمعتقل سمير إغيذ المحكوم ب 20 سنة. ومن جهته، كتب الناشط الحقوقي، سعيد العمراني، "نكررها مليون ألف مرة: الدولة المغربية أخطأت في تعاملها مع حراك الريف ونشطائه، لقد كان بمقدورها أن تحل المشكلة في غضون أيام أو أسابيع بالحوار، لكن هناك من في الدولة اختار تعقيد الوضع أكثر لطحن الجميع. واليوم نكرر على مسامع الجميع: أطلقوا سراح الأبرياء أولا قبل فوات الأوان". وتنضاف هذه الدعوات والتدوينات إلى أخرى سبق للنشطاء أن دونوها بمواقع التواصل الاجتماعي، منذ بداية الإضراب، والتي طالبت بوضع حد لهذا الملف، وإنقاذ المضربين من الموت، والحفاظ على صحتهم وسلامتهم، في الوقت الذي فقدوا فيه قدرا غير يسير من وزنهم، وتدهورت حالتهم الصحية.